اختلاف الطبقة الاجتماعية بين الزوجين

اختلاف الطبقة الاجتماعية بين الزوجين
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

يعتبر الزواج مؤسسة اجتماعية، معرضة للنجاح والفشل، مثلها مثل غيرها من المؤسسات، وتحتاج لبعض عوامل للنجاح كأي علاقة إنسانية متشابكة في أي مجتمع، كما أن هناك مقاييس الزواج الناجح، وفيما يلي تأثير اختلاف الطبقة الاجتماعية بين الزوجين:

– قد يؤدي اختلاف الطبقة الاجتماعية بين الزوجين في بعض الأحيان إلى عدم التفاهم، والتوافق بين الزوجين، حيث أن له أثر كبير على رؤية كل منهم، وعلى تفكيره، وردود أفعاله.

– يؤكد العديد من اختصاصي العلاقات الزوجية والأسرية على أهمية مراعاة الفروق بين الزوجين، واختلاف الطبقات الاجتماعية بينهما، حيث أنها قد تسبب مشاكل، وعدم توافق، وارتياح بين الزوجين، بل وبين العائلتين.

– كما يرى المختصون أن هذا التفاوت والاختلاف بين الزوجين قد يتسبب في الانفصال والطلاق فيما بعد، ويوضح علماء النفس أن هناك اختلافات نوعية واختلافات كمية بين الزوجين لها تأثير على العلاقة الزوجية، كما أن علماء الدين يؤكدون على أهمية التكافؤ في العلاقة بين الزوجين، وأهمية عدم وجود اختلاف في الطبقة الاجتماعية بين الزوجين.

– يستند القول المأثور القديم “الطيور على أشكالها تقع معًا” إلى ظاهرة انجذاب الأشخاص ذوي الاهتمامات والقيم المتشابهة، يمكن لطبقتك الاجتماعية أن تؤثر على اهتماماتك وقيمك، مما يحدث فرقًا في علاقاتك، على الرغم من أن الوضع الاجتماعي ليس هو التأثير الوحيد على العلاقات، إلا أنه مهم، ويجب الاعتراف به حتى تتمكن من التعامل معه بنجاح.

– تشير الطبقة الاجتماعية، كما يشار إليها في وسائل الإعلام وعلماء الاجتماع، إلى وضعك الاجتماعي لك أو الوضع الاجتماعي لوالديك، حيث يتشارك الأفراد ضمن طبقة اجتماعية معينة عمومًا في خبرات مشتركة.

مثل مستوى تعليمي مماثل ونوع العمل، على الرغم من وجود تباين كبير داخل الطبقة الاجتماعية، فمن المرجح أن يشارك الأشخاص الذين نشأوا في بيئة معينة اهتمامات وقيم والديهم أو المجتمع الذي نشأوا فيه.

– سواء كانت الرياضة أو الفن أو الأنشطة الخارجية أو ألعاب الفيديو أو أي اهتمامات أخرى، فإن الاستمتاع بنفس الأشياء يجمع الناس معًا، الأنشطة الغير مدفوعة الثمن، بشكل أساسي للجميع، مثل مشاهدة الألعاب الرياضية على التلفزيون، لا تتأثر بالطبقة الاجتماعية. 

– لكن الطبقة الاجتماعية يمكن أن تؤثر على اهتماماتك، مع الرياضة كمثال، تؤثر الطبقة الاجتماعية على قدرتك على حضور الألعاب الاحترافية أو الانخراط في رياضات معينة، مثل الاهتمام بالجولف أو بالتنس، في حين أن الاهتمامات المشتركة ليست هي الجانب الوحيد من العلاقة، إلا أن اهتماماتك لها تأثير على كيفية تفاعلك مع الطرف الثاني بالعلاقة أو شريكك.

– تتشكل القيم من خلال العديد من التأثيرات، مثل عائلتك وثقافتك وخبراتك الحياتية، غالبًا ما يشترك الأشخاص ذوو القيم المتشابهة في وجهات نظر سياسية ودينية مشتركة، تحدد هذه الآراء الطريقة التي تعتقد أنه يجب معاملة الناس بها وأنواع الأنشطة التي تستمتع بها، على الرغم من أن الأشخاص من نفس الطبقة الاجتماعية غالبًا ما يتشاركون في القيم، إلا أن الأشخاص من مختلف الطبقات الاجتماعية يمكن أن يكون لديهم قيم مشتركة، مما يوفر علاقة ذات أساس قوي.

– القوة، بين الشركاء أو الأصدقاء أو الأفراد في المجموعة، تؤثر القوة على طريقة تفاعل الشخص، يمكن لعوامل مثل الشخصية أو التعليم أن تمنح شخصًا ما ميزة على الآخر، مما يؤدي إلى شخصية أقوى أو شخص أكثر تعليماً يتمتع بسلطة أكبر في العلاقة.

ولكن من بين جميع العوامل التي تؤثر على القوة في العلاقة، فإن الطبقة الاجتماعية هي لاعب رئيسي، المال مهم لأن المال يعني الفرصة، إذا كنت على علاقة بشخص من طبقة اجتماعية مختلفة، فكن صريحًا مع نفسك بشأن ما تشعر به حيال اختلاف الحالة الاجتماعية، وقم بإجراء مناقشات مباشرة حول هذا الاختلاف وتأثيره المحتمل على كيفية ارتباط كل منكم  بالآخر.

– ما الذي يمكن أن يحدث بسبب اختلاف الطبقة الاجتماعية بين الزوجين، على سبيل المثال قد يكون العرف يقضي لطبقة معينة بضرورة احترام الخصوصيات، والحريات بشكل محدد، وقوي، وواضح، على عكس طبقة أخرى.

لا تضع حدود، ولا تهتم بالخصوصية ولا يمثل لها كل ذلك نوع من الأهمية، فتكون النتيجة صدامات متكررة بسبب شعور أحد الأطراف بأن الآخر لا يشبهه، وربما اعتبره غريب عنه بسبب ذلك، وتزيد الأزمة لو كان الأمر يتعدى الطرفان، ويصل لمعاملة بين العائلات والتي تشعر بفجوة كبيرة. 

اختلاف المستوى المادي بين الزوجين

قد يكون أحد الزوجين أغنى أو أفقر من الآخر، وهذا الأمر ليس مشكلة في حد ذاته المشكلة الحقيقية أن يكون كل من الزوجين ينتمي لطبقة مادية تختلف اختلاف تام عن الطبقة الأخرى.

والأصعب أن يصاحب ذلك اختلاف في المستوى الاجتماعي والثقافي، هنا يكون التوافق والنجاح في تلك الزيجة أمراً صعباً للغاية وتحديًا كبيراً.

والصعوبة الأكبر أن يكون التفاوت المادي لصالح الزوجة، وخاصة في المجتمع العربي، والشرقي، حيث يصعب على الرجل تقبل فكرة تميز وتفوق المرأة عليه، حتى ولو أبدى غير ذلك، إلا لمن يتمتع من الرجال بثقة فائقة بالنفس، يتجاوز بها ذلك التفاوت وهو أمر نادر.

اختلاف العادات والتقاليد بين الزوجين

يعتبر اختلاف العادات والتقاليد بين الزوجين، أمر يعود لحالة من ثلاث حالات إما بسبب اختلاف الطبقات الاجتماعية بين الزوجين، أو بسبب الاختلاف الديني أو العرقي، أو لاختلاف الجنسية بين كل منهم، حيث تعد العادات والتقاليد جزء من الثقافة الشعبية لأي مجتمع.

قد تختلف العادات والتقاليد بين طبقتين اجتماعيتين في بيئة واحدة ومجتمع وبلد واحدة نظراً لتفاوت المستوى الاجتماعي، مثلاً هناك عادات اجتماعية في مجتمعات قد تقبل بأن ينادى للمرأة باسمها مباشرة، في حين أن مجتمعات أخرى تعتبره عيبًا وأمرًا مشين، وهكذا.

كذلك اختلاف الدين له علاقة بالعادات والتقاليد، والذي يؤثر على الزوجين، فقد يكون أحد الزوجين مسلم، ويرى بتحديد العلاقة بين الرجل والمرأة، وعدم قبول أن يكون للمرأة رجل صديق، في حين قد يبدو الأمر عادي ومقبول عند غير المسلمين.

الاختلاف في العادات والتقاليد لسبب ثالث، وهو اختلاف الجنسية، والنشأة في بلدين مختلفين، فقد تكون المرأة من دولة أجنبية لا تمانع في تقبيل الرجل للمرأة من غير المحارم كنوع من الترحاب، بينما في المجتمعات العربية هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق.

ويقاس على تلك الأمور العديد من العادات والتقاليد التي قد تختلف بين الرجل والمرأة للأسباب السابق ذكرها، والتي قد تترك أثر كبير على العلاقة قد يصل بها حد الطلاق، والانفصال.

هل فرق التعليم بين الزوجين مشكلة

قد يكون هناك فرق في التعليم بين الزوجين، ويعتمد هذا الفرق وتأثيره على مدى وعي وشخصية الطرفين قبل الزواج، وتقديرهم لحجم الفرق، وتقبله، ومدى استقرارهم النفسي في مواجهة المجتمع والعائلة، الذي يعيشون بينهم.

أما إذا غابت الشروط السابقة فإن الأمر يصبح صعباً، فلو لم يصارح كل طرف نفسه بحقيقة الفروق بين الزوجين، ومدى قدرته على تقبل هذا الاختلاف، وعدم وجود حساسية بسبب هذا الأمر، وقدرته على تقبل تصريحات وتلميحات الغير بها، فإن غابت تلك المصارحة كان زواج هش قابل للكسر مع أول زوبعة سواء كانت بسبب فرق التعليم، أو لغيرها.

وبناء على ذلك فإن الأمر يعتمد بشكل أساسي على شخصية الطرفين، وقدرتهم على التأقلم مع الفرق، وتعاملهم مع أي طرف خارجي، يسئ لمن هو أقل تعليمياً، وقناعته الداخلية بأن الفرق لا يؤثر على بناء أسرة مستقرة سعيدة.