كثير منا يواجه تلك المشكلة حينما نذهب إلى الطبيب المختص بالفحص المهبل ي سواء لعلاج أمر ما أو للتأكد من وجود علامات تدل على وجود غشاء بكارة ولكن ما الحل إذا كنت تريد أن تصلي بعد الانتهاء من ذلك الأمر هل يعني ذلك فساد الوضوء؟ وكذلك لا يجب أن نغفل أمر الطبيب المختص هل يعني ذلك فساد وضوءه فغالباً ما يضطر الأطباء إلى فحص النساء من المهبل سواء من خلال النظر فقط أو عن طريق إدخال منظار وأدوات أخرى هل هذا ينقض الوضوء أم الصيام سواء للطبيبة أو للمريضة؟
يقال حول ذلك الأمر إن مجرد النظر لا يبطل الوضوء ولا الصيام لا للطبيب ولا للمريض وأما اللمس إذا كان بحاجز فلا ينقض الوضوء لأي منهما أيضاً وإذا كان بلا حائل ينقض الوضوء فهو مذهب كثير من أهل العلم ويوافق عليه الشافعي والمذاهب الحنبلية أنه يبطل الوضوء أما الصوم فإن هذا الفحص لا يفسد صيام الطبيبة الفاحصة بينما المرأة المريضة فبطل صومها بهذا
الفحص المهبلي وأن كان هناك خلاف على ذلك فبطلان الصيام يعني أن السيدة قد تناولت أي شيء من جوفها أو انتقل أي شيء إلى حلقها ولكن مازال الأمر غير أكيد فمن الأفضل عدم القيام بالفحص أثناء فترة الصيام ولكن ليس على السيدة أي كفارة في ذلك الأمر إذ قامت به خلال فترة الصيام.
حكم الصلاة بعد السونار المهبلي
هل إدخال أداة طبية في رحم المرأة للفحص الطبي يُبطل من الوضوء؟ يظن كثير منا أنه لا ينقض الوضوء فيصلي مع الوضوء السابق فهل بذلك صلاته صحيحة؟
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: إذا أدخل رجل أو امرأة في قبلهما أو دبرهما شيئا من عود أو مسبار أو خيط أو فتيلة أو إصبع أو غير ذلك ثم خرج انتقض الوضوء سواء اختلط به غيره أم لا، وسواء انفصل كله أو قطعة منه، لأنه خارج من السبيل
وكذلك قال ابن قدامة في المغني: وإن قطر في إحليله دهنا ثم عاد فخرج نقض الوضوء، لأنه خارج من السبيل ولا يخلو من بلة نجسة تصحبه فينتقض بها الوضوء ومثله قول الزيلعي الحنفي في تبيين الحقائق: وَلَوْ أَدْخَلَتْ في فَرْجِهَا أو دُبُرِهَا يَدَهَا أو شيئا آخَرَ يَنْتَقِضُ وُضُوؤهَا إذَا أَخْرَجَتْهُ لِأَنَّهُ يَسْتَصْحِبُ النَّجَاسَةَ.
فمعنى ذلك أن ذلك الأمر ينقض الوضوء وبالتالي ينقض الصلاة لإنه بإدخال آلة طبية لفرج المرآة فمن المرجح أن يكون هناك بلل أو شيء من ذلك القبيل وذلك الأمر ينقض الوضوء فذهب جمهور من العلماء إلى ضرورة قضاء الصلاة مرة أخرى بعد بطلانها على عكس ابن تيمية الذي قال: أن من ترك شرط الصلاة أو ركناً لا يقضي الصلاة بعد خروجها من وقتها.
هل مس عورة الغير ينقض الوضوء
هناك الكثير من الأقاويل التي أشيعت في ذلك الأمر وجاء الأمر كالتالي:
- القول الأول(مذهب الشافعية والحنالة وابن باز)
ينقض الوضوء في حالة مس فرج شخص سواء كان كبير أم صغير ذكر أم أنثى لأن ذلك يكون فيه شبهة بغرض الشهوة.
- القول الثاني(مذهب الحنفية والظاهرية)
لا ينقض الوضوء في حالة مس فرج شخص سواء كان كبير أم صغير ذكر أم أنثى وذلك لإنه يكون عن غير قصد.
فجاء في السنة والأحاديث النبوية عن بُسرةَ بنتِ صَفوانَ رَضِيَ اللهُ عنها: أنَّها سمعتْ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول: (مَن مسَّ ذَكَره؛ فليتوضَّأْ) ويعني ذلك أنه أمر بالوضوء على من مس ذكره أو عضوه وليس أحد آخر وطالما أن الأمر به خلاف وجدال من الأفضل أن نتوضأ حتى لا يكون بداخلنا أي شك تجاه ذلك الأمر.
لمس المرأة ينقض الوضوء
اختلف العلماء في نقض الوضوء بمس المرأة هناك ثلاث أقاويل حول ذلك الأمر:
- القول الأول: أن مس المرأة ينقض الوضوء في جميع الأحوال سواء كان اللمس بشهوة أم بغير قصد وسواء نوى ذلك أم وقع عن طريق الخطأ وهذا قول الإمام الشافعي رحمه الله واستدل على ذلك من قوله تعالى في سورة النساء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُوراً).
- القول الثاني: لا ينقض الوضوء عند لمس المرأة سواء كان ذلك بشهوة أو بغير شهوة وهذا قول الإمام أبي حنيفة.
- القول الثالث: فإن كان اللمس بشهوة فإنه ينقض الوضوء وإذا لم يكن بشهوة فلا ينقضه وهذا قول المالكية والحنابلة وحاولوا التوفيق بين النصوص القرآنية في آية ( أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ) التي تدل على نقض الوضوء بلمس المرأة في رأيهم والأحاديث التي استدلو بها يظنون أنه لا ينقض الوضوء.
والراجح من هذه الأقوال الثلاثة: “الثاني” أن مس المرأة لا ينقض الوضوء إطلاقاً سواء كان بشهوة أو بغير شهوة وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وعلماء المعاصرين للشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وعلماء اللجنة الدائمة.
هل تقبيل الفرج يبطل الوضوء
المداعبة مع الزوج جيدة ومشروعة فمن تغازل زوجها ويغازلها هذا من أهل البيت والمداعبة من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهله لا حرج في هذا وكل هذا لا ينقض الوضوء ولكن في حالة مس الفرج وخروج شيء من الفرج سواء من الزوج أو الزوجة بالتأكيد ينفض الوضوء وعلى الرغم من ذهاب بعضُ أهل العلم إلى أن تقبيلها ينقض الوضوء والبعض الآخر مجرد اللمس ينقض الوضوء ولكن الأرجح إنه لا ينقض الوضوء في حالة عدم الشهوة وخروج شيء.
مبطلات الوضوء السبعة
- فقدان العقل: فقدان العقل ينقض الوضوء مما قد يعني فقدانه تماماً (الجنون) أو بفقدانه مؤقتاً لفترة زمنية معينة لسبب ما مثل النوم وفقدان الوعي والتسمم.
- القيء: طريقة أخرى يمكن أن ينقض بها الوضوء هي القيء فإذا تقيأت لقمة ستنقض الوضوء لذلك ضع في اعتبارك حتى القليل من القيء يمكن أن يجعل بعض الناس يمارسون الوضوء مرة أخرى ولإيضاح الآراء المتضاربة هنا ذهب بعض العلماء إلى أن القيء لا ينقض الوضوء مثل الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد لكن الإمام أحمد اشترط أيضاً أن القيء ينقض الوضوء إذا كثر القيء وذهب الإمام الشافعي إلى أن القيء لا ينقض الوضوء وربما يكون هذا هو القول الصحيح لعدم وجود دليل سليم على نقض القيء.
- الدم: هذه قضية رئيسية يناقشها الكثير من الناس إذا كان دمك يتدفق من مكان الجرح فهو نجس ويجب عليك القيام بالوضوء مرة أخرى عندما يتوقف وفقاً لكثير من علماء الإسلام ومع ذلك إذا كان الدم ينزف لفترة طويلة وتخاطر بعدم الصلاة فضع ضمادة عليها وتوضأ عليها.
- فترات الدورة الشهرية : يمكن لبعض النساء أن ينزفن بين فترات الدورة الشهرية بسبب المرض أو بسبب تناول أقراص منع الحمل أو بعض الأسباب الطبية الأخرى هذا الدم يُنظر إليه على أنه دم وريد ومع ذلك في كل مرة تنزف فيها عليك أن الوضوء.
- إفرازات: أي إفرارزات من الممر الأمامي أو الخلفي (بول وبراز وريح وغيره) ويشمل ذلك الإفرازات المهبلية باستثناء الرياح المنبعثة من الممر الأمامي للمرأة فقط لتوضيح ذلك قد لا يكون التفريغ بالضرورة نجساً ولكن لأنك لا تعرف ما إذا كان يأتي من عنق الرحم أو من جدران الأعضاء التناسلية فمن الأفضل اعتباره نجساً والقيام بالوضوء.
- لحم الإبل: أكل لحم الإبل يتطلب الوضوء بعده.
- لمس العورة: لمس عورة المرأة يعني الاضطرار إلى الوضوء مرة أخرى عند كثير من العلماء من الصحابة ومن بعدهم من التابعين والأئمة ومنهم مالك والشافعي لكن الخلاف في هذه الحالة هو أن الإمام أبو حنيفة لا ينقض الوضوء.