يشكل "إكسبو 2020 دبي" ملتقى دولياً ضخماً من المتوقع أن يجذب ملايين الزوار، وسط مردودات إيجابية منتظرة على عديد من الأصعدة المختلفة، بما يعزز مكانة دبي العالمية.
ويرصد خبراء اقتصاديون في تصريحه، أبرز المردودات المنتظرة من إكسبو 2020، لا سيما الاقتصادية منها، مشيرين في الوقت نفسه إلى ما يمثله المعرض من أهمية قصوى حول العالم كحدث دولي يحظى باهتمام واسع.
ويلفت اقتصاديون في الوقت نفسه إلى الرسائل الإيجابية المهمة التي تبعث بها الإمارات من خلال نجاحها في تنظيم إكسبو هذا العام على رغم جائحة كورونا التي عطّلت كثيراً من الملتقيات الدولية المختلفة. ويعتبر إكسبو الحدث العالمي الأول والأضخم من نوعه الذي ينعقد بعد الجائحة.
عوائد ضخمة
في البداية، يشير المحلل الاقتصادي السعودي، سليمان العساف، في تصريحه، إلى أن معرض إكسبو دبي -الحدث الأول والأكبر في العالم من نوعه في ظل جائحة كورونا- من المتوقع أن يجذب من 20 إلى 30 مليون زائر، بما لذلك من مردودات وانعكاسات واسعة على الإمارات بشكل عام.
ويوضح العساف أن "العدد المتوقع للزائرين يفوق عدد زوار أية دولة في مناسبة مثل كأس العالم والتي تعتبر الحدث الرياضي الأكبر والأشهر عالمياً"، بما يعكس مدى أهمية المعرض وحرص الدول كافة على المشاركة فيه.
ويشير المحلل الاقتصادي السعودي إلى أن المعرض الذي يقام كل 5 سنوات، ويستمر على مدار 6 أشهر، من المتوقع أن يحقق عوائد بقيمة قد تصل إلى 130 مليار درهم على المدى البعيد.
وكانت دراسة مستقلة نشرتها شركة إرنست آند يونغ، قد توقعت في وقت سابق تحقيق الإمارات عوائد بقيمة 122.6 مليار درهم على المدى البعيد جراء استضافة الحدث الأضخم إكسبو 2020، وأن يدعم ذلك الحدث فرص عمل تصل إلى 905200 سنة.
ويقول العساف في الوقت ذاته إن كثيراً من الدول حول العالم تحرص على المشاركة الفعّالة في ذلك المعرض، لا سيما كونه مؤثر في مجالات عديدة ومختلفة، وعلى رأسها الاستدامة وتقنية المعلومات والطاقة والغذاء والتكنولوجيا الحديثة، وسيتعامل مع منطلقات التجارة الحديثة ومعطيات ما بعد جائحة كورونا، موضحاً في الوقت نفسه أن استضافة دبي لإكسبو تضع الإمارات في بؤرة الاهتمام العالمي في هذا المجال (تنظيم المعارض الدولية) لما أثبتته من قدرة فائقة في هذا الشأن.
نقلة كبيرة
رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، رشاد عبدة، يصف إكسبو 2020 بالحدث العملاق، مشيراً إلى أن استضافة مدينة عربية لهذا الحدث يمثل "نقلة كبيرة".
ويشير الاقتصادي المصري في تصريحه، من القاهرة، إلى أن معرض إكسبو الذي ينعقد تحت شعار "تواصل العقول .. وصنع المستقبل" يعد حدثاً عالمياً كبيراً، وتتمنى جميع مدن العالم تنظيمه. ولقد سعت عديد من المدن لاستضافة إكسبو 2020، قبل أن تتمكن دبي من التفوق واقتناص شرف تنظيمه، متفوقة بذلك على مدن كبرى، مثل ساو باولو البرازيلية ويكاترينبرغ الروسية وإزمير التركية.
ويتابع عبدة: "المميز في إكسبو أيضاً أنه ليس معرضاً متخصصاً كما مختلف المعارض التي ترتبط بقطاع معين.. إنما هو معرض شامل، بما في ذلك فنون وثقافة وحضارة الدول المشاركة، التي يتم تقديمها واستعراضها من خلال المشاركات في المعرض الذي يمثل حدثاً مهماً.. وكان مكسباً كبيراً أن تنال دولة عربية مسؤولية تنظيمه".
ويشير رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، في معرض حديثه، إلى أن "ثمة مردودات اقتصادية كثيرة متوقعة جراء استضافة دبي لهذا الحدث العالمي.. ليس فقط على صعيد الإمارات، إنما مردودات تستفيد منها المنطقة ككل، من بينها صفقات واتفاقات من المتوقع أن تتم على هامش المعرض"، مشدداً على أن "استضافة دبي لهذا الحدث إنما يشكل فخراً للعرب كافة.. يمثل المعرض إضافة كبيرة لدبي والمنطقة".
مردودات اقتصادية
ويوضح أن كل دول العالم تحرص على المشاركة في إكسبو، وتحرص على الاستفادة من مردوداته كحلقة وصل بين الدول، في مجالات وقطاعات مختلفة، من بينها استعراض الاكتشافات والابتكارات الجديدة على هامش المعرض، بما يفيد دول العالم كافة من خلال الإطلاع على أحدث ما تم التوصل إليه في مجالات مختلفة. ويوضح في الوقت نفسه أنه "مع تواجد اللقاحات وانتظام حركة الطيران بشكل كبير، فإنه يتوقع أن تكون هناك مشاركات كبيرة في المعرض وأن يحقق إكسبو دبي نجاحات هائلة، ويخرج بصورة تشرف العالم العربي".
وتحدث الاقتصادي المصري عن دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أنها صاحبة باع طويل ونجاحات هائلة في تنظيم المعارض الدولية، وفي المبادرات المختلفة، لا سيما فيما يتصل بالتكنولوجيا والمدن الذكية، مشيداً في الوقت نفسه بالاستعدادات التي قامت بها الدولة لاستضافة ذلك الحدث "من أهم ما يميز دولة الإمارات أنها دائماً ما تستعد بشكل كبير وجيد".
جائحة كورونا
استاذ التمويل والاستثمار، الخبير الاقتصادي مصطفى بدرة، يشير في تصريحه، إلى أن انعقاد معرض إكسبو 2020 يمثل عودة للحياة الطبيعية بعد جائحة كورونا، لا سيما أنه من أكبر المعارض في العالم، وقد تم تأجيل العديد من الملتقيات والمؤتمرات أو إلغائها في وقت سابق بسبب إجراءات كورونا.
ويوضح أن "انعقاد مثل ذلك المعرض في دبي يعتبر إنجازاً كبيراً تحققه دولة الإمارات، التي تثبت يوماً بعد يوم جدارتها، وكم هي سبّاقة وملهمة"، متوقعاً أن تحقق الدولة مستهدفاتها لجهة عدد زوار المعرض. ويستند في توقعاته تلك على حقيقة أن الإمارات نجحت بشكل كبير في أن تفتح أبوابها منذ بداية العام، وتحقق معدلات جيدة -في ظل جائحة كورونا- فيما يتعلق بالسياحة، في خطٍ متوازٍ مع الحفاظ على أمان الناس وأرواحهم من خلال الرعاية الطبية والصحية المميزة التي تقدمها "وكل ذلك يؤكد أن إكسبو 2020 يستطيع تحقيق معدلات زيارات كبيرة ومردودات هائلة".
3 عوائد أساسية
ويستعرض بدرة في السياق ذاته أبرز العوائد المباشرة التي من المتوقع أن يعكسها المعرض، أولها ما يتعلق بالمردودات الاقتصادية الخاصة بتنشيط حركة السياحة، بما ينعكس على اقتصاد الدولة، وبالتالي تحقيق رواج اقتصادي سياحي هائل.
ثاني تلك العوائد مرتبط بكون تنظيم مثل هذا المعرض في هذه الظروف الاستثنائية يعطي للإمارات شهادة ثقة وصقل دولي كبير، باعتبارها قادرة على تحقيق مثل ذلك الإنجاز الكبير، وبالتالي تكون ملتقى لعديد من التجمعات والمعارض الدولية المختلفة. وثالث تلك العوائد مرتبطة أيضاً بالرواج الاقتصادي في ظل التعاقدات والاستثمارات المتبادلة والاتفاقات التي من المتوقع أن تتم بين الدول والشركات والمؤسسات المختلفة على هامش المعرض.
المصدر: سكاي نيوز عربية