هآرتس – أين كوخافي؟ محمد ينتظره في سوروكا

حجم الخط

هآرتس – بقلم  اوري مسغاف 

 

” الجهاديون اليهود يعملون برعاية الدولة وبدعم متزايد من الجيش والشرطة. والى حين أن يعلن هرتسوغ وقادة الدولة الآخرين باسم دولة اليهود الحرب الضروس على الجهاد اليهودي فاننا نحن وهم نتحمل المسؤولية عن الدماء والعار “.

رئيس الحكومة نفتالي بينيت اعلن في الامم المتحدة بأن “الاسرائيليين لا يستيقظون في الصباح وهم يفكرون بالنزاع”. حتى لو كانت هذه الصيغة المتعجرفة والتحليل الهزلي مزعجين إلا أن هناك الكثير في هذا التشخيص. مع ذلك اردت القول لبينيت بأنني في هذا الصباح استيقظت وبالذات فكرت بـ “النزاع”. وبشكل أدق فكرت بمحمد ابن الثلاث سنوات، الذي صورته في مستشفى سوروكا وهو فاقد للوعي وموضوع على التنفس الاصطناعي مع كسر في الجمجمة ونزيف داخلي، رأيتها قبل ذهابي للنوم. كانت هناك صورة لصخرة قام يهود ملثمون بالقائها الى داخل بيته، وحطمت رأسه الصغير. وهي أكبر من الصخرة التي القيت على سيارة عائشة الرابي قبل ثلاث سنوات وهشمت زجاج سيارتها الامامي وقتلتها أمام ناظري زوجها وابنتها. قتلة ينتمون للجمهور المصنف باسم “شبيبة التلال”.

80 مجاهد يهودي اقتحموا في عيد نزول التوراة قرية المفقرة في جنوب جبل الخليل. هذا بدأ عندما قام بعضهم بطعن اغنام لقطيع محلي بالسكاكين وتم طردهم من هناك. التعزيز الذي وصل ملأ قرية كاملة. المشاغبون حطموا زجاج النوافذ وثقبوا اطارات السيارات وخزانات المياه وحاولوا اقتحام البيوت وقاموا بالقاء الحجارة الى داخلها. محمد اصيب وهو في السرير، في البيت الذي تم نقل عشرين طفل اليه وهم يبكون بشكل هستيري. مذبحة تماما. 

مستوطنو الجهاد اليهودي يفعلون للآخرين ما كان منذ فترة غير بعيدة المصير الملعون لليهود قبل أن تكون لهم دولة خاصة بهم. الاشخاص الذين يقومون باقتلاع واحراق اشجار الزيتون ويدمرون الممتلكات ويطعنون الاغنام ويضربون ويرشقون، واحيانا يقتلون النساء والاطفال هم اوغاد في حوزة التوراة. ولكنهم ليسوا وحدهم وليسوا كل القصة. لأن الامر اصبح يتعلق بروتين؛ فقط الحجم كان استثنائي في هذه المرة. جميع “البؤر الاستيطانية” و”المزارع” تظهر على اراضي متنازع عليها، وبغض النظر من قبل الادارة المدنية. المجرمون الذين يعيشون فيها يعتمدون على حماية جيش الدفاع الاسرائيلي. بناء على ذلك، الجهاديون يعملون برعاية الدولة وبدعم متزايد من مليشيات الشرطة في قطاعهم. ايضا المذبحة في المفقرة انتهت باطلاق قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع في شوارع القرية والضرب والاعتقال للفلسطينيين. 

عنف الاستيطان وعنف الجيش موجه ايضا ضد مواطنين اسرائيليين (بالعبرية الدارجة، يساريون). فقط في الاسبوع الماضي ظهر نائب قائد كتيبة وهو يدفع بعنف ناشط مسن من اليسار ويرميه على الارض ويتسبب بكسور في وجهه. وخنق بركبته ناشط آخر. العقوبة: التوبيخ. الرسالة: دعم كامل. هذه هي روح القائد و”روح الجيش الاسرائيلي” المشهورة في عهد افيف كوخافي.

رئيس الاركان يعرف كيفية الصراخ من اعماقه فقط عندما يريد المحاربة من اجل الراتب ومخصصات التقاعد لمن يخدمون في الخدمة النظامية. فجأة بعد ذلك تسمع منه “مقولات قيمية”. وخلافا لسلفه الشجاع غادي آيزنكوت لم تسمع منه في كل ولايته أي كلمة انتقاد لعنف المستوطنين وأي كلمة عن الاخلاق والانسانية. أين انت، يا كوخافي؟ محمد الصغير ينتظرك في مستشفى سوروكا. الشيطان لم يخلق أي انتقام لنزيف دماغي لطفل صغير. اذهب لزيارته. يجب عليك اطلاق مقولة. خذ معك رئيسك المباشر، وزير الدفاع. قولوا لنا أين هو بني، هل ما زال يقوم بجولات؟ وماذا بالنسبة لبينيت؟ هل هكذا تبدو “ادارة النزاع” والتعايش المأمول في مناطق ج، التي سعى الى ما قبل فترة قريبة لضمها؟.

ايضا الجمهور مطلوب منه المساعدة في العثور على كرامة الرئيس اسحق هرتسوغ. يبدو مؤخرا أنه يدفع قدما باعطاء العفو المبكر لمخادعة مدانة، وهي شقيقة أحد مقربيه، حاخام حائط المبكى. هرتسوغ نفسه يرغب جدا في التقاط الصور هناك. ومنذ انتخابه تمكن من اجراء جولة في مستوطنات وكتابة الشعر حول اسهامه. وقد تولى رئاسة الوكالة اليهودية واسمه على اسم جده الذي كان الحاخام الرئيس لاسرائيل. سلفه الاكثر شجاعة منه، قام بالبكاء على قتل طفل، وقام بالبكاء بحزن على قتل طفل آخر، ولأن “شعبي اختار طريق الرعب”. ولكن هرتسوغ يصمت. 

الى حين اعلانه هو والقادة الآخرون باسم دولة اليهود الحرب الضروس ضد الجهاد اليهودي فان الدماء والعار سيكونان على أيديهم وعلى أيدينا.