أسرانا على أجنحة الحرية في وطن تائه

555.PNG
حجم الخط

بقلم سائدة البنا

 

 

 وفق إحصائية (نادي الأسير) أن عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى 30/8/2021 كان 4850 معتقلا من بينهم 41 امرأة و 225 من الاطفال والقاصرين .ويتضمن تلك الاحصائيات 543 معتقلا يقضون احكاما بالسجن المؤبد (يساوي 99 سنة حسب القانون العسكري الاسرائيلي) لمرة واحدة او عدة مؤبدات. وهناك 34 معتقلا مضى على اعتقالهم أكثر من25 سنة داخل السجون الاسرائيلية،وأن  13 معتقلا مضى على اعتقالهم مايزيد على 30 سنة متواصلة .

وعدد المعتقلين الاداريين (من دون محاكمة) داخل السجون الاسرائيلية 540 معتقلا إداريا.ويوزع المعتقلون الفلسطينيون على 23 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف تصفهم المؤسسات الحقوقية بالأسوأ على المستوى العالمي. هذه الارقام يجب ان تحفر في قلوبنا وانفاسنا ووجداننا.

هي ليست ارقاما لأعداد بل هي ما ذاقه المعتقلون من مراروعذاب وألام سنين بتفاصيل شهورها وايامها وساعاتها بل ودقائقها وثوانيها. لن يستوعب مرار الاعتقال الا من جربه وسكن في ظلمات سنينه القاسية.لم أعرض لكم هذه الاحصائيات لمجرد المعرفة بل ليتحرك وجداننا وواجبنا نحو ابطالنا وفخرنا وعزتنا وشرف الامة العربية والاسلامية المعتقلون في سجون الاحتلال.ان مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال شرف تفتخر به كل الشعوب العربية والاسلامية والعديد من دول العالم.

فكيف هي بالنسبة لنا وقد شكلت أرواحنا من نبضات وطن جريح  ودماء فدائي ثائر. ان حقوق المعتقلين في سجون الاحتلال هي اكبر دافع لمقاومة المحتل المجرم الذي يمارس شتى الوان التعذيب والاذلال على المعتقلين الفلسطينيين في سجونه القميئة . الانتصار لحقوق المعتقلين لا يتحقق بالشعارات والهتافات والمقالات الرنانة فقط ، المعتقل الذي ضحى بحريته من أجل الوطن، من حقه ان يكون أكبر من الوطن ومن فيه .

المعتقل الذي فقد حريته من أجل أن يعيش الشعب بكرامة ، من حقه أن نجند حريتنا وكل طاقاتنا لنعينه على خروجه من سجنه ويتنفس الحرية التي اختنقت في صدره سنوات طويلة. المعتقل الذي ترك والديه وزوجته وأبناءه دفاعا عن كل أسرة فلسطينية من حقه ان يجد من يحمي اسرته واهله ويرعاهم لا ان يتركهم لضباع الزمن تنهش قلوبهم وتحرق ارواحهم تهميشا وعوزا.

 المعتقلون في سجون الاحتلال الاسرائيلي هم عصب القضية الفلسطينية وعمود خيمتها . الحقيقة التي لا يمكن انكارها اننا اذا فشلنا في تحرير معتقلينا لن نستطع تحرير شبر من ارضنا المحتلة ،لاننا اذا اخفقنا في تحرير من يحملون الوطن بين ضلوعهم سنكون واهمين في نجاحات اخرى .

تحرير المعتقلين هو مقياس امكانية تحرير الوطن. نحن بحاجة لجهد سياسي حقوقي من قبل الشعب بعيدا عن حكومة التنسيق الامني المقدس التي تركت ابناءها في غياهب سجون الاحتلال منسيين عشرات السنين دون أي محاولات لتحريرهم .

الشعب هو صاحب الشرعية على ارض الوطن ، الشعب يجب ان يأخذ دوره القيادي في قضية المعتقلين ويقرر متى ينتفض من أجلهم . ومتى يبرز دور العقول المثقفة والتي تمثل القوى الضاغطة والمؤثرة لتدفع المحكمة الجنائية الدولية للبدء بفتح تحقيق في الجرائم التي اقترفت ولا تزال بحق المعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.على كل الاحرار ان يتبنوا قضية الاسرى بكل جدية والا يتركوهم على اجنحة الحرية في وطن تائه.