أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، اليوم الأحد الموافق 3 أكتوبر 2021، تقريرها الشهري حول اقتحامات المسجد الأقصى من قبل المستوطنين المتطرفين، والانتهاكات بحق الحرم الإبراهيمي بالخليل، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال والمستوطنين، اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، أكثر من 23 مرة، كما مُنع رفع الأذان في الحرم الابراهيمي 80 وقتا، خلال سبتمبر الماضي.
وذكرت الوزارة في تقريرها أنن المسجد الأقصى شهد منذ بداية موسم الأعياد اليهودية تصاعدا كبيرا في وتيرة الاعتداءات التي نفذتها "جماعات المعبد" وسلطات الاحتلال، تركّزت على ممارسة الطقوس التلمودية في باحات الأقصى، حيث جرى النفخ بالبوق، وأداء صلوات علنية، وتنفيذ محاكاة لتقديم قربان الغفران، وصلوات على درجات قبة الصخرة، وأناشيد توراتية، وإدخال قرابين العرش التوراتية إلى الأقصى، ورفع علم إسرائيل، وارتدى بعض المقتحمين قمصانا كتب عليها "لنبنِ الهيكل".
وأوضحت أن "الاحتلال اقتحم الأقصى أكثر من 23 مرة مع المستوطنين، وضباط مخابرات وعناصر من شرطته وأعضاء كنيست سابقين".
أما فيما يتعلق بالانتهاكات بحق الحرم الإبراهيمي، أفادت بأن الاحتلال منع رفع الأذان 80 وقتا، وأغلقه 5 أيام بذريعة الأعياد، حيث اقتحم المستوطنون الحرم بأعداد كبيرة وسط غناء ورقص وصلوات تلمودية، فيما واصلت سلطات الاحتلال حفرياتها في الحرم ومنعت عمال الصيانة من القيام بأعمالهم داخله.
وأشارت الوزارة إلى أن "جماعات الهيكل" سعت لتكريس الأقصى كساحة لتعليم التوراة، وأعلنت جماعة "أدلاء جبل الهيكل" المتطرفة تنظيم محاضرة للحاخام الصهيوني "فنحاس ابراموفتش" داخل باحاته.
وعززت شرطة الاحتلال من تواجدها العسكري ونشرت المئات من عناصرها وقواتها الخاصة، وشرطة "حرس الحدود" في مدينة القدس المحتلة، وتحديدًا في البلدة القديمة وأزقتها وفي محيط المسجد الأقصى، كما قدم حاخامات يهود لهؤلاء المستوطنين شروحات حول طريقة أداء "الحج التوراتي" داخل المسجد، وتخطط تلك الجماعات المتطرفة لاستثمار الأعياد ضمن أجندة ما يسمى "التأسيس المعنوي للمعبد"، بفرض الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى.
ورصد التقرير تسهيلات شرطة الاحتلال للمستوطنين، حيث أصبح يسمح لهم بمزيد من الاعتداءات أبرزها تأدية الصلوات التلمودية بشكل علني في ساحات المسجد، وأداء ما يسمى بـ"السجود الملحمي" في المنطقة الشرقية من الأقصى، وتزامنا مع أعيادهم غصت ساحة البراق بمئات المستوطنين، لأداء ما يسمى "صلوات البركة".
وتتعمد الجماعات المتطرفة توظيف الأعياد اليهودية لاستباحة الأقصى من خلال اقتحامات كثيفة بما في ذلك باللباس الديني، وأداء صلوات تلمودية، والانبطاح على الأرض، واستفزاز مشاعر المسلمين في المسجد، في الوقت ذاته يوظف الاحتلال كل شرطته لإبعاد من تواجد في المسجد من المصليين ومنعهم من الاقتراب أو التصوير بمسارات الاقتحامات.
وشهد الشهر الماضي استمرار أعمال البناء والحفريات في ساحة البراق وباب المغاربة، لإقامة مشاريع تهويدية ضخمة، بدعوى التطوير، لكنها في الواقع تهدف إلى خلق واقع جديد، ويسعى الاحتلال من خلالها إلى تغيير صورة المكان، وإقامة منشآت تهويدية.
وجدّد وكيل وزارة الاوقاف حسام ابو الرب تحذيره من خطورة الأوضاع في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي في ظل تصاعد الانتهاكات والهجمة الشرسة، التي تطال البشر والحجر، وممارسات الاحتلال الاستفزازية لمشاعر المسلمين، التي بدأت تأخذ منعطفا خطيرا، خاصة خلال فترات الأعياد اليهودية.
يشار إلى أن جماعات "المعبد" نشطت في تحريضها على الأقصى، وعممت على المستوطنين للمشاركة الواسعة والمكثفة باقتحامه، خلال فترة الأعياد اليهودية، بتنسيق وتعاون كامل مع شرطة الاحتلال، لتقديم التسهيلات للاقتحامات وحمايتها.
وجاء في أحد عناوين الدعوات التي تم تعميمها "اقتحم ولا تخف فالشرطة تحمي جبل المعبد"، كما دعت لإقامة "صلاة الموصف" في الأقصى بشكل علني، وهي صلاة خاصة بالأعياد اليهودية الكبيرة.