أخطأ بينيت عندما تجاهل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي أمام الأمم المتحدة

ايلي زيسر.jpeg
حجم الخط

بقلم: ايال زيسر عن "إسرائيل اليوم"


في خطابه، الأسبوع الماضي، أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، اختار رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، تجاهل "الفيل الذي في الغرفة" - الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين – سواء الصراع ضد "إرهاب" "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، أم الصراع الذي هو أحيانا سياسي ولكنه في أحيان أخرى عسكري أيضا مع السلطة الفلسطينية وأذرعها في "يهودا" و"السامرة".
تحدى رئيس السلطة، أبو مازن، في خطابه أمام الجمعية العمومية مهدداً بالتوجه إلى المحكمة الدولية في لاهاي، أي يفرض على إسرائيل قبول المواقف الفلسطينية ولكن بينيت فضل غض النظر والتجاهل، وبدلا من ذلك تحدّث عن التصدي لـ"كورونا" ولإيران واتفاقات السلام مع دول الخليج. يحتمل ان الأمر نبع من حساسيات ائتلافية داخلية، ويحتمل ايضا أنه سعى ليضمن استمرار العناق الحار من ادارة بايدن ومن الاتحاد الأوروبي. فهؤلاء لا يزالون يأملون بأن تسير حكومة بينيت على الخط معهم في المسائل التي على جدول الاعمال، والاتفاق المتبلور مع إيران، وربما استئناف الاتصالات مع رام الله.
ولكن اذا اعتقد بينيت بأن تجاهل الفلسطينيين سيخفي مسألة النزاع معهم عن جدول الأعمال العالمي فقد جاءت كاميلا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، فأوقفته عند خطئه. هي ايضا، بالمناسبة، اختارت مثل بينيت أن تتجاهل الفيل الذي في الغرفة – شيطنة إسرائيل التي تبرر الكفاح ضدها ولكن بهذا التجاهل أعطت تشجيعاً وبالأساس نشراً لمواقف كارهي إسرائيل ممن يرفعون رؤوسهم في الولايات المتحدة ايضاً.
في زيارة الى إحدى الجامعات، سألت طالبة هاريس لماذا تدعم الولايات المتحدة إسرائيل "التي ترتكب إبادة شعب وتقتلع الناس من بيوتهم". هزت رأسها فيما فسر كموافقة على ما قيل، وفي ردها أثنت على الطالبة لإسماعها "الحقيقة" بصوت عالٍ.
لن يجد ألف رجل إطفاء نفعا في اطفاء الحريق الذي أحدثته هاريس، ولا حتى وفرة الاعتذارات التي صدرت باسمها، الآن، وإن لم يكن بصوتها. فقد منحت، حتى لو لم تكن تقصد ذلك بل لجبنها، شرعية لفرية دم سافلة، كما أعربت عن تأييد الفكرة الهاذية في انه توجد اكثر من حقيقة، وفي انه ليس فقط صوت الأميركيين الذين قتلوا في عمليات 11 ايلول جديرا بأن يسمع بل أيضا حقيقة الإرهابيين الذين نفذوا هذه العمليات.
لقد نسي بينيت، و"حادثة هاريس" ذكرته بأن مسألة النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني ليست فقط مسألة تتعلق بمستقبل غزة تحت حكم "حماس"، ولا حتى مستقبل "يهودا" و"السامرة". تتعلق المسألة بجذور وجود دولة إسرائيل، التي قامت في ظل صراع بين الحاضرة اليهودية في البلاد وبين السكان العرب. كل محاولة تمت في الماضي للفصل بين الحاضر البعيد، "ملفات 1948"، وبين الحاضر، مسألة "المناطق" وغزة، "ملفات 1967" فشلت، وكل من اعتقد بأن في جيبه حل مشاكل الحاضر وجد نفسه يواجه مطلب الفلسطينيين بـ"حق العودة" الى دولة إسرائيل.
لا ينبغي لإسرائيل ان تمتنع عن البحث في النزاع مع الفلسطينيين وفي جذوره التاريخية، ومن المحظور عليها أن تتخلى عن الفرصة لعرض مواقفها و"حقيقتها"، التي تتمتع بإجماع واسع في الجمهور الإسرائيلي. فبعد كل شيء، إذا لم نستغل نحن هذه الفرص، فسيستغلها الفلسطينيون ومؤيدوهم.

عن "إسرائيل اليوم"