طالع كلمة فهد سليمان في الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر الوطني الأول للشباب الفلسطيني

طالع كلمة فهد سليمان في الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر الوطني الأول للشباب الفلسطيني
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

أكّد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فهد سليمان، اليوم الإثنين، على أنّ نضالات الحركة الشعبية المناهضة للاحتلال هي الرهان الوطني للفوز بالحقوق المشروعة بديلاً من الرهانات الهابطة، من أجل عملية سياسية ذات مغزى، تستجيب وقرارات الشرعية الدوليّة، التي تكفل لنا حقوقنا الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف.

وقال سليمان خلال الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر الوطني الأول للشباب الفلسطيني: "في القول إن لمعركة القدس ما قبلها وما بعدها، معانٍ عدة، لعل أهمها، في الحسابات الوطنية الفلسطينية، التأكيد، أنّ هذه المعركة لم تكن مجرد حدث عابر، فجرته واقعة طارئة، بل كان في واقع الحال، إختمارًا لأحداث سبقته، أسهمت، من مواقع مختلفة، في توفير الشروط اللازمة لهبّة جماهيرية".

وأوضح أنّ نيران الغضب الثوري أشعلت، ليس في القدس وحدها، ردًا على تغولات مشاريع التهويد وطمس المعالم الوطنية لعاصمة فلسطين، وليس في الضفة الغربية وحدها، ردًا على تصاعد الأعمال الإجرامية لقوات الاحتلال، وتصاعد أعمال العربدة والسطو على أيدي عصابات المستوطنين، وأيضًا ردًا على سياسات التهميش والإقصاء ومصادرة الأراضي والتمييز العنصري.

ولفت إلى أنّ ذلك يأتي أيضًا ردًا على سياسات رفض الاعتراف بالحقوق المشروعة للاجئين، مُضيفًا: "إنّ في العودة أو في الحق في حياة كريمة، بل جاءت معركة القدس، بفصولها المتلاحقة، من مقاومة شعبية إلى مقاومة مسلحة، نتيجة لهذا كله، وتقدمت المعركة، والحال هكذا".

وبيّن أنّ معركة القدس، شكلت حدًا فاصلاً بين مساقين، فثمة ما قبلها، وثمة ما بعدها، مُردفًا: "ما لا شك فيه أنّ معركة القدس أحدثت موازين جديدة في إدارة العلاقات الوطنية، خاصةً بين طرفي السلطة، ما عزز الفرقة والتباعد بينهما، بدلاً من إحداث التقارب والتفاهم والتوافق على تثمير انتصارات المعركة، واستيعاب دروسها الغنية".

وتابع: "والمعركة جددت طرح مشاريع السلام الاقتصادي بديلاً من التقدم نحو الحل السياسي المستجيب لتطلعات الشعب الفلسطيني في العودة والحرية والاستقلال الوطني الناجز"، مُنوّهًا إلى أنّها تندرج من ضمن خطط بناء الثقة، وتقليص الصراع والأمن والهدوء مقابل الاقتصاد، وغير ذلك من المشاريع الرامية إلى إدامة الاحتلال، باعتماد أساليب وآليات قديمة و جديدة، هي في جوهرها، محاولة لإحلال الحلول الجزئية.

وشدّد سليمان، على أنّ المشهد الواجب تسليط الضوء عليه، واعتباره هو الجوهر في ما يمكن اعتباره ما بعد معركة القدس، فهو مشهد الحركة الجماهيرية، حاضنة المقاومة بأساليبها وأشكالها المختلفة.

وأضاف: "ففي الوقت الذي توقف فيه هدير المدافع، واصلت الحركة الجماهيرية معركتها ضد الاحتلال، لم تقيدها لا مشاريع هنا أو هناك، ولا تقوم حساباتها على أساس معادلات إقليمية أو دولية، بل هي منطلقة من واقع يقول إنّ المعركة ضد الاحتلال، ليست مجرد فصل دون غيره، بل هي فصول متتالية، فصلاً وراء آخر، في تراكم كمي من أجل الفعل النوعي".

ولفت إلى أنّ ما تشهده الضفة الغربية، وفي القلب منها القدس، من مجابهات يومية ضد الاحتلال، وفي أيقونات المقاومة الشعبية في بيتا وبيت دجن، وجنين، والخليل، والبيرة ورام الله، وفي نابلس، وأنحاء أخرى كسلوان والشيخ جراح وغيرها، وما تشهده خطوط التماس مع مناطق الاحتلال في قطاع غزّة، كلها مؤشرات على أنّنا أمام معركة مديدة، بأشكال مختلفة.

وختم سليمان حديثه بالقول: "هذا ما يملي على القوى الفلسطينية أنّ تقرأ جيدًا ما يعتمل في قلب الحالة الشعبية من غليان. كما يملي على القوى الوطنية أنّ تستعد لاستقبال استحقاقات المعركة القادمة، والتي تعتبر معركة القدس واحدة من مقدماتها".