تحطيم الأبارتهايد في إسرائيل على طريقة جنوب إفريقيا

ب ميخائيل.jpeg
حجم الخط

بقلم: ب. ميخائيل عن "هآرتس"

 

 


حان الوقت، يا أبناء العم الواقعين تحت الاحتلال. لا توجد أي فائدة من مواصلة طريقكم الحالية. وكدليل على ذلك هاكم ملخصاً للأشهر الأولى للحكومة الجديدة.
وعد رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، بسخاء مخادع بأن حكومته لن تقوم بضم مناطق، وأنها ستكتفي "فقط" بمواصلة البناء للمستوطنين، وكأن "استمرار البناء" لا يعتبر استمراراً للضم بقضم صغير. أعلن الرئيس بايدن بقلق أن "الظروف لم تنضج بعد لتحقيق حل الدولتين"، وكأنه حقاً لم يفهم ما قاله بينيت.
الأغنام الصامتة التي تجلس في الحكومة تجد نفسها (كما هو متوقع) أجهزة تفريخ، وتقوم بابتلاع الضفادع وأكل العشب، كعادة الأغنام في جميع حكومات الوحدة على أجيالها.
إن عربدة مذابح إرهابيي المستوطنات، الذين يفرغون غرائزهم على الرجال والنساء والأولاد، تزدهر. وكل ذلك بالدعم والتشجيع والتأييد والتجاهل من قبل الجيش والشرطة ونظام الحكم وأجهزة القضاء المتلعثمة ووسائل الإعلام غريبة الأطوار.
بعد كل ذلك، يا أبناء العم الأعزاء، لا يوجد مناص من تغيير القرص. لم تعد هناك "عملية سلمية. ولم تعد هناك "مفاوضات". ولم تعد هناك "عودة إلى الطاولة" التي تلفها منذ زمن خيوط العنكبوت. ولم تعد هناك "جدوى أو فائدة" من كل ذلك.
حان الوقت لرسالة جديدة، رسالة يوجد فيها فقط طلب واحد نقي وواضح ومبرر وهو صوت لكل شخص. حق التصويت الكامل لجميع السكان الذين يوجدون تحت الحذاء الإسرائيلي. شراكة كاملة في انتخاب من يديرون حياتهم وحقوقهم ومستقبلهم، مثل النساء في سويسرا ومثل العبيد في أميركا ومثل السود في جنوب إفريقيا.
شعار "صوت واحد لكل شخص" توجد له قوة خاصة. هذه لغة يعرفها العالم ويتذكرها ويحترمها. وربما ستنجح في إيقاظه من سباته وتحطم صمته وتجبره على النظر مباشرة إلى أعماق الواقع الذي تسعى إسرائيل إلى إخفائه عن أعينه، وهو أن خمسة ملايين شخص يتم سحقهم تحت ديكتاتورية من الصعب تخيل شرها، وحتى حقهم الديمقراطي والأساسي جداً هم محرومون منه.
"صوت واحد لكل شخص" هو أيضاً شعار حطم الأبارتهايد في جنوب إفريقيا بعد 46 سنة. ومن الجدير أن نعطيه فرصة كي يحطم الأبارتهايد في إسرائيل بعد 54 سنة.
هذا لن يحدث بالطبع. لأنه في نهاية المطاف توجد حدود للسذاجة. الكارثة والفزاعة الإيرانية ستعمل بصورة مضنية لتنقذنا من خطر العدالة والإنسانية.
ولكن إذا حدث خطأ وجاء مسيح ما إلى المنطقة، وفي لحظة رحمة تحقق الحلم، فإن الإسرائيليين والفلسطينيين سيستلقون معاً على العشب وسيطفون على مياه هادئة. فقط ستكون هناك مشكلة صغيرة تفصل بينهم وهي ماذا سيكون اسم دولتهم المشتركة. فلسطين لن توافق على "إسرائيل" وإسرائيل لن توافق على "فلسطين". وحسب معرفتي بالنفوس العاملة فلا شك أنه في طرفة عين ستشتعل النفوس وستدوي المدافع بسرعة. من المحظور حدوث ذلك. لهذا، اقتراحي لحل هذه المسألة هو أن يتم قبل مجيء المسيح. هناك أمر واحد مشترك، حسب رأيي، بين إسرائيل وفلسطين. جغرافياً وتاريخياً وثقافياً ولغوياً "بلاد الشام". جميعنا من أبنائه. لذلك، ليس للدولة المشتركة اسم أفضل من "الدولة الشامية". المواطنون فيها جميعاً شاميون.
جاء لبلاد الشام مخلص.
من يقلقون من أن يكون هناك شيء معيب في اسم "بلاد الشام" فأوصيهم بأن يتعلموا القليل عن هذا المفهوم، أو أن يطلعوا على نظرية جاكلين كهانوف المتوفية، الشامية الفخورة.

عن "هآرتس"