شهدت العاصمة العراقية بغداد، توقيع عقد تشييد 5 محطات لتوليد الطاقة الكهربائية بالاستفادة من الطاقة الشمسية، بين وزارة الكهرباء والهيئة الوطنية للاستثمار عن الجانب العراقي، وشركة أبو ظبي لطاقة المستقبل "مصدر" عن الجانب الإماراتي.
وتم التوقيع برعاية وحضور رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، ووزير الطاقة والبنى التحتية الإماراتي، سهيل بن محمد المزروعي.
ويرتقب أن تشمل المرحلة الأولى من المشروع إنتاج وتوليد ألف ميغاوات من أصل سعة كلية تبلغ ألفي ميغاوات .
وللوقوف على تفاصيل الاتفاقات المعقودة بين الجانبين العراقي والإماراتي، يقول عاصم جهاد المتحدث باسم وزارة النفط العراقية، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية"، "بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق ودولة الإمارات العربية المتحدة، تم التوقيع على عقد لتوليد الطاقة الكهروشمسية بمعدل 1 كيغا كجزء من اتفاق مبادىء بين وزارة النفط العراقية وشركة مصدر الإماراتية لتوليد 2 كيغا".
وتابع عاصم جهاد "اليوم تم توقيع المرحلة الأولى من الاتفاق، على أن يتم قريبا التوقيع على المرحلة الثانية منه، وربما يتطور هذا العقد لمعدلات ‘نتاجية أعلى، كما أكد وزير الطاقة الإماراتي الذي عبر عن استعداد الإمارات الكامل لمد العراق، بما يحتاجه من الطاقة المتجددة.
هذا العقد يندرج في اطار استراتيجية الحكومة العراقية ووزارة النفط، للتحول نحو الطاقة المتجددة أو النظيفة، كما يقول المسؤول العراقي الذي يضيف "من خلال محورين، أولا عبر استثمار الغاز المصاحب، وإيقاف حرق الغاز عبر تحويله لطاقة مفيدة، وكانت لنا عقود مهمة في هذا السياق، مع شركات عالمية رصينة، كالعقد الذي وقعناه مؤخرا مع شركة توتال الفرنسية، لتوليد تقريبا 600 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم، ومع شركات مرموقة أخرى".
وأوضح أن المحور الآخر هو العمل على زيادة الطاقة الانتاجية من الطاقة المتجددة، والمعدلات التي نخطط للوصول لها هي بحدود 10 كيغا وعبر الاتفاق مع الإمارات سيتم بداية تأمين 2 كيغا ".
ويردف المتحدث باسم وزارة النفط العراقية "هذه التجربة يخوضها العراق لأول مرة، وهي ستساهم في تغطية جزء مهم من احتياجاته من الطاقة الكهربائية، في خطوة مهمة ومحورية في تحول العراق للطاقة المتجددة، وريادته إقليميا في هذا الإطار".
شراكة واعدة
ويشرح المسؤول العراقي أهمية الاتفاقات العراقية - الإماراتية، بالقول :"مصدر في مقدمة الشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة النظيفة، والدخول في شراكة معها للاستثمار وتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، هو بالتأكيد خطوة مهمة بمردوداتها الإيجابية على العراق، وهي تعني توسيع أعمال شركة مصدر واستثماراتها العراقية".
ويؤكد جهاد أن "العراق حريص على الاستفادة من تجارب مختلف دول المنطقة والعالم، ومنها دولة الإمارات الشقيقة بطبيعة الحال، والتي أكدت اليوم مجددا وقوفها بجانب العراق واستعدادها لتلبية احتياجات العراق المختلفة، والتعاون معه في مختلف المجالات والقطاعات، وهذه رغبة مشتركة بيننا لتطوير علاقاتنا في شتى المضامير، حيث لدينا تنسيق وتوافق مثلا مع دولة الإمارات على مستوى منظمة أوبك، مما انعكس ايجابا على اتفاقات أوبك، وأسهم في استقرار أسعار أسواق النفط العالمية".
ويتابع المسؤول العراقي:"ارتباط العراق والإمارات وتوافقهما وتنسيقهما، ومع مختلف الدول الشقيقة والصديقة، مهم جدا لتحقيق الأهداف المشتركة، ما أسهم في اعادة عجلة أسواق النفط لسكتها الصحيحة، وإنقاذها من الركود والتراجع، بفضل هذه التوافقات، وهناك مشاريع أخرى واعدة، ومجالات تكامل شتى، ونحن نرحب خصوصا بدخول الشركات الإماراتية للاستثمار في العراق، في مختلف القطاعات والميادين".
في غضون ذلك، مثل الجانب العراقي في التعاقد رئيسة الهيئة الوطنية للاستثمار سها داود نجار، ومدير عام دائرة الاستثمارات والعقود في وزارة الكهرباء، مها حمودي، ومن الجانب الإماراتي، المدير التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل مصدر محمد جميل الرمحي.