بومب يو...بي نيت...و"الزهايمر السياسي"!

1625121147-434-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور 

لا جديد أبدا، أن تقرأ لمسؤول أمريكي، لا زال في "الحكم" أو خارجه، تأييدا بلا حدود لدولة "شاذة" بالمعنى السياسي العام، بل وأن يراها نظام "الديمقراطية الأبرز" في المنطقة، ولكن أن يذهب مسؤول بحجم مدير سابق للمخابرات الأمريكية ووزير خارجية سابق الى تغيير مسار الحقيقة جذريا، فتلك ليست وقاحة سياسية، بل غباء فريد.

مايك بومبيو، ذاك الشخص، الذي ذهب الى مستوطنة في الضفة الغربية لافتتاح مصنع نبيذ يحمل بعض منتجه اسمه، تخليدا لانحطاطه السياسي في نكران كلي لوجود احتلال في الضفة والقدس، وأن "الضفة الغربية كلها" هي "يهودا والسامرا" وعادت لأهلها، وذهب في هلوسته الفريدة، أنه لم ير بتلك الدولة عنصرية وبلد تطهير عرقي.

المفارقة أنها المرة الأولى التي يقف مسؤول أمريكي بوزن بومبيو لنكران ما لم ينكره غالبية الإسرائيليين، بل ما نصت عليه كل الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير ودولة الكيان، بأن الضفة هي أرض فلسطينية، وهو وليس شبحه، من زار مقر الرئيس محمود عباس مرات عدة في رام الله بصفته رئيسا للسلطة وليس رئيس مجلس استيطاني...واستقبله البيت الأبيض في عهد رئيسه ترامب في البيت الأبيض، أيضا كونه رئيسا لسلطة فلسطينية، وفي أحدها صرخ ترامب معجبا جدا بالرئيس عباس.

الشذوذ العقلي قبل السياسي في تصريحات بومبيو، تخالف غالبية وسائل إعلام أمريكا التي اعتبرت إسرائيل دولة احتلال وفصل عنصري وتطهير عرقي، بل ذهبت "هيومن رايتس ووتر" الذراع القانوني لخدمة المخابرات الأمريكية خلال الحرب الباردة، اعتبارها دولة ارتكبت جرائم حرب خلال حربها على قطاع غزة مايو 2021، ثم ذهبت للمطالبة بإقامة دولة فلسطين فوق الأرض المحتلة عام 1967.

بالتأكيد، ما قاله هذ المسؤول السابق قد لا يمثل قيمة، وهو انعكاس لحالة "زهايمر سياسي"، ولكن من الضرورة أن تصدر السلطة الفلسطينية بيانا رسميا تعتبر فيه، ان هذا الشخص غير مرغوب فيه، ومنبوذ بكل اللغات الحية، وأن تتقدم بمذكرة رسمية الى جامعة الدول العربية لاعتباره ذلك، كي لا يستقبل في أي بلد عربي، ويضع اسمه ضمن "قائمة سوداء" وجب مطاردتهم.

ربما من باب "الحق العام" أن تتقدم "الرسمية الفلسطينية" بمذكرة رفض واستنكار لتلك الأقوال، التي لم يقلها أسفل كائنات السياسة في الكيان، شارون، نتنياهو وبينيت، ومعهم الفاشيون الجدد، مذكرة تحفظ الحق بشكل رسمي، وذات النص توزع على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة...مطاردة هذا الوباء المتحرك واجب.

وربما تطلب الأمر فتح جبهة سخرية شامله من شخصه ومساره، وأن يكون رمزا للدناءة السياسية، لا تفارقه حيث حل وكان.

وللمفارقة، أن يكون على بعد أمتار من مستوطنة بساغوت في الضفة، حيث كان "الدنيئ بومب ..يو"، يقف رأس طغمة "الإرهاب السياسي" نفتالي بينيت ليعتبر أن أي دولة فلسطينية هي دولة إرهاب، قوله  بحضور المستشارة الألمانية ميركل، المخزونة بـ "عقدة الماضي" وغالبه غير الحقيقة.

بينيت، الذي سبق تجاهل ذكر كلمة فلسطين في خطابه بالأمم المتحدة، رسم خطا نهائيا لأي رهان من البعض الفلسطيني في رام الله، وصفعة لفريق تشجيع الإسلاموي منصور عباس ليكون "جزءا من التحالف"، وانه كان "رهان السذجان" وليس "رهان الشجعان"، عليهم أن يدركوا كم ارتكبوا جرما وطنيا بتشجيع ذلك الشخص لأن يساهم في بناء سلطة الإرهاب السياسي.

بالتأكيد، بيان الرئاسة الفلسطينية وأحد وزرائها رفضا لتصريحات بينيت خطوة، ولكنها لن تساوي ذرة رمل ما لم تترافق بخطوات عملية ليدرك رمز "الإرهاب السياسي" الحاكم في تل أبيب أن دولة "فلسطين لها أسنان".

ملاحظة: سقطت وكالة إعلامية حمساوية في "شرك وطني"، بأن تستخدم لخدمة أجهزة خارجية فقط من باب "الحقد والكراهية" لطرف فلسطيني أخر...هيك سقوط وثقافة تشير أن الوطنية ليست شعارا أو هتافا...يا عاركم!

تنويه خاص: جيد أن تواصل حكومة د.اشتيه عملها وكأن "المؤامرة الأمريكية" بشطبها لا تعنيها..ولكن "الأجود" ان تعيد نظرها في قرارات مست روح الناس الوطنية والإنسانية..هيك بتكون صفعت المتآمرين وركلت المؤامرة بدري..لو الدكتور يريد!