رسالة مفتوحة إلى الأستاذ خالد مشعل.. البوصلة والمراجعات المطلوبة!!

حجم الخط

بقلم د. أحمد يوسف

 

 

كنت دائماً ولا أزال الأبن الوفيِّ لهذه الحركة الإسلامية منذ أن تفتحت عيوني على عهد الالتزام بها قبل 55 عاماً، وقد توسدت الكثير من مناصبها القيادية في الداخل والخارج، ولم يتوقف قلمي عن الكتابة فيما كنت أعتقد أنه رؤى استراتيجية أو خيارات وبدائل للخروج من نفق الحصار ومكائد الاستئصال، وقد تناثرت تلك الأفكار على مساحة واسعة من الصفحات التي أخذت طريقها كمطويات داخل أربعين كتاباً تمَّ نشرها باللغتين العربية والإنجليزية.

نعم؛ نحن عرفنا الحركة الإسلامية وحركة حماس أكثر من غيرنا، حيث تربينا شباباً في أحضانها، وترعرعنا مع قياداتها مثل الشيخ أحمد ياسين والأستاذ عبد الفتاح دخان والدكتور موسى أبو مرزوق والمهندس إسماعيل أبو شنب والدكتور إبراهيم المقادمة والمهندس حسن القيق والشيخ إبراهيم أبو سالم وآخرين، وكنَّا من وإلى جانب صُنَّاع القرار فيها، ونعرف أن هذا الأسلوب من النصيحة والخطاب لا يضيرها ولا يُعكِّر صفوها، فهي حركة شورية ولها مؤسساتها ومرجعياتها الحركيِّة التي نعتز بها، وهذا ما يمنحنا الاطمئنان والثقة بها، ويُشجِّعنا على المجاهرة بما نعتبره الرأي والنصيحة وفصل الخطاب للإخوة الأحباب.

إننا كإسلاميين وأبناءٍ منتمين فكرياً لحركة حماس نواجه اليوم مرحلة حساسة، وظروفاً سياسية وأمنية واقتصادية صعبة، وأوضاعاً حُبلى بالمخاطر والتحديات، وهي تفرض علينا أن ننصح لقيادة هذه الحركة بكل مستوياتها، وأن نضع النقاط - وإن بدت ثقيلة - على بعض الحروف والكلمات.

نحن الرياح ونحن البحر والسفن!!

إن حركة حماس هي تاريخ من الفخر والإنجاز، وصفحات مشهودة من الدم والشهادة، وسيرة عطرة من البطولات والأمجاد، حتى أنَّ شاعرنا الفلسطيني د. جواد الهشيم قال ذات يوم: "بحرٌ أنا، وحماسُ سرّ هديرهِ.. مَن يجهلِ الإبحارَ فيه سيغرقُ". وأنا من جهتي أقول: إنها حركة لا يُخشى عليها من إشارات نقدمها في ثوب الرأي والنصيحة، وبأمل التسديد والمقاربة والإصلاح، فإن وجد الإخوة من "سُراة القوم" في ذلك خيراً أخذوه، وإن مرُّوا بكدرٍ تركوه.

وعليه؛ أخي أبا الوليد، فلعلك تتذكر أنني كنت من بين المبادرين الأوائل الذين أشاروا عليك وعلى قيادة الحركة بضرورة وضع رؤية سياسية وبرنامج وطني يمثل مرجعية خطابنا الحركي والسياسي، حيث إن هناك - للأسف - غياباً في وحدة الخطاب وتبايناً في زوايا النظر لجهة وحدة القناعة والفهم، كما أن هناك ما يبدو تناقضاً وتعدديةً في لغة خطابنا السياسي، الأمر الذي أدَّى إلى تعقيد علاقتنا بالآخرين من أبناء جلدتنا من ناحية، ومن نظرتنا للصراع ومقارباتنا من الآخر الذي يشاركنا الرؤية وتصويبات فوهة البندقية؛ فنحن كلانا يتطلع للتحرير وقيام الدولة الفلسطينية، ولكننا نمضي على خطوط تبدو للبعض متشاكسة ومتعاكسة أو متوازية يصعب التقاؤها!!

ذات يومٍ كتب د. غازي حمد رسالة إلى قادة حماس تضمنت مخاوفه ونصائحه إلى إخوانه في الحركة، وكان من بين ما جاء فيها تلك الكلمات: "ليس مطلوباً من حماس أن تتنازل عن حقوق وثوابت القضية، بل المطلوب شيئان: الأول؛ رؤية استراتيجية واضحة. والثاني؛ قدرة مرنة في التكتيك والمناورة السياسية".

الحمد لله، تحقق المطلب الأول بهذه الوثيقة السياسية الجديدة التي أنجزتها مشكوراً قبل مغادرتك لمقعد رئاسة الحركة عام 2017، ولكن يبقى المطلب الثاني، والذي نأمل أن نرى مفاعيله اليوم على الأرض، من خلال ما تعرضه من طروحات بين الحين والآخر.

استشراف المستقبل: رؤية مبكرة

في عام 2012، التقيناك أخي أبا الوليد في دمشق، وكان معي د. غازي حمد، حيث جرى لنا معك حديث طويل وصريح حول خطورة النهج الذي عليه الكثير من كوادر الحركة وبعض قيادتها في نظرتها وطريقة تعاملها تجاه الشريك الفلسطيني، وضرورة أن تكون هناك توجهات إيجابية وتوجيهات لهؤلاء على مستوى الفكر والممارسة، بحيث تتفهمها الكوادر كما القيادات، حتى لا يكثر "المغردون خارج السرب" عن قصد وبغير قصد.

لا أنسى أنك وعدتنا خيراً، ولم يكن أمامنا –آنذاك- إلا الانتظار.. وفعلاً؛ وقبل أن تغادر موقعك كزعيم للحركة ورئيسٍ لمكتبها السياسي، جاءت هذه الورقة السياسية الجديدة؛ باعتبارها "خارطة الطريق"، التي ترسم لنا كأبناء لهذه الحركة معالم الرؤية والفهم، والأهداف التي نصبوا إلى تحقيقها.

كان الغرض من هذه الوثيقة الجديدة – حقيقة - هو تصويب ما ورد في ميثاق 1988 من مسائل ومفاهيم، لم تكن – قبل أكثر من ثلاثين عاماً - بالنسبة للشارع الفلسطيني أو نُخبه الفكرية موضع حوارٍ أو جدل، ولم تكن تشكل أزمة في الخطاب التعبوي لحركة حماس، وجاءت في سياق أوضاع كانت فيها الانتفاضة الفلسطينية هي الفعل والهمِّ اليومي لقيادة الحركة، بعد انطلاقتها المباركة في نهاية الثمانينيات.

استغلت إسرائيل بعض البنود التي وردت في ذلك الميثاق بطريقة خبيثة، حيث قامت بإظهار حركة حماس أنها جماعة عنصرية معادية للسامية، ولا تحترم القانون الدولي، وظلت تعزف على وتر أنها كذلك حركة إرهابية متطرفة!!

 أدَّت عملية التحريض والتشهير والتشويه التي قامت بها الماكينة السياسية والإعلامية لدولة الاحتلال إلى وضع حركة حماس على قائمة الإرهاب الأمريكية عام 1996، ثم على قوائم الإرهاب الأوروبية في سنة 2001، وهذا ما جرَّأ بعض الدول العربية على إغلاق مكاتب الحركة على أراضيها، والتربص وتضييق الخناق على حركة مناضليها، بل واعتقال المتضامنين معها.

إن ما جاءت به هذه الوثيقة السياسية الجديدة والصادرة في مايو 2017 هو تقديم رؤية معدَّلة، وتسويق طرح ينسجم مع خطاب الحركة منذ أن دخلت مربع الحكم والسياسة مطلع عام 2006.

لا شك -أخي أبا الوليد- أن هذه الوثيقة جاءت متأخرة عن موعدها بعشر سنوات، ولكنَّ التفاعلات السياسية هي اسقاطات وتكيّف مع الواقع السياسي بناءً على معطيات وتحولات بعينها؛ لأن السياسة وإن كانت هي فن الممكن، إلا أنها بالدرجة الأولى انعكاس لموازين القوى في سياقاتها الإقليمية والدولية، والتي لا تبدو منذ تراجع حركة النهوض العربي، وانفجار الأوضاع الداخلية في العديد من الدول العربية، وانشغال العالم الإسلامي بتداعيات ما يجري في المنطقة من صراعات وحروب، أنها تعمل لصالح القضية الفلسطينية، أو تُعين على تثبيت بوصلة الأمة باتجاه تكريس العداء والكراهية لإسرائيل؛ العدو المركزي لأمتنا، بل أخذت –للأسف- مسارات مضلله وتحشيدات باتجاه النظر إلى إيران كعدوٍ بديل!! إذ صار المشهد اليوم أن الكثير من دولنا العربية يخطب ودَّ إسرائيل ويتقرب إليها، في محاولة لإرضاء الإدارة الأمريكية وسياساتها تجاه منطقة الشرق الأوسط، بهدف الاستقواء على إيران؛ الجمهورية الإسلامية، وطمعاً في إيجاد تحالفات تحمي أنظمتها بالدرجة الأولى من مخاطر التهديدات الإيرانية العسكرية المزعومة لها.

مرحلة الاستضعاف: رؤية في سياسات تدبير المستقبل

 لا شك -أخي أبا الوليد- أننا وفي ظل هذه المتغيرات الكثيرة والكبيرة التي ألقت بتداعياتها الكارثية على القضية الفلسطينية، وجعلتنا هنا في قطاع غزة نعاني - بسبب الانقسام البغيض - من فقدان الحليف القريب، ونشعر ربما للمرة الأولى بغياب العمق الاستراتيجي العربي والإسلامي، والذي هرولت معظم أنظمته –للأسف- خلف أمريكا ورئيسها السابق دونالد ترامب، والذي تعمد بوقاحة اتهام حركة حماس بأنها (إرهابية) من وسط العاصمة السعودية الرياض، وخلال مؤتمرٍ جمع دول عربية وإسلامية!! للأسف، لم يمتلك أحدٌ من الزعماء العرب الذين تحدثوا الجرأة للرد على مثل هذا الاتهام الظالم بتسوية حركة حماس بداعش، وتصنيفها كحركة إرهابية!!

كم كان مؤسفاً ومحزناً ألَّا يُحرك زعماء العرب والمسلمين ساكناً. إن هذا شيء يبعث على الخوف والقلق لما هو قادم من صعوبات وضغوطات قد تواجهها الحركة وأهلنا في قطاع غزة، مما يستدعي من ذوي الفطنة والحكمة والنباهة السياسية التحرك للتخذيل، والعمل على سدِّ باب الذرائع لما يمكن أن تفكر إسرائيل أو غيرها القيام به.

أخي خالد يا أبا الوليد.. إن لحالات الاستضعاف فقهاً ينبغي أن نفطن له، وليس هناك ما يُعيب لحماية مشروعنا الوطني، وكسبنا الحركي والدعوي، وقاعدتنا الشعبية العريضة، حيث إن تاريخنا الإسلامي مليء بالشواهد على ذلك، وسأكتفي فقط  بالإشارة لبعض تلك الوقائع التي جرت في العهد النبوي، ولن أتطرق لعهود إسلامية وسياقات تاريخية أخرى، مثل: "صلح الرملة"، الذي عقده صلاح الدين الأيوبي مع الصليبيين.

إن هناك فقط شاهداً آخر سأستدعيه من مواقف الحركة الإسلامية المعاصرة في تونس، حيث تنازلت "حركة النهضة" طواعية عن صدارة المشهد السياسي بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية، والقبول بالشراكة السياسية. كما أنها صبرت فيما بعد كذلك على طيش الرئيس "قيس إسعيد" وإجراءاته التعسفية، التي استهدفت مكانتها، وطالت من موقع وهيبة قياداتها، إذ تحملت الأذى، وعضَّت على جراحها وكرامة منتسبيها، حماية للبلاد من الانقسام، وحقناً للدماء بين أبناء الوطن الواحد.

في المشهد التاريخي، يتبدى لنا بلا شكّ -أخي أبا الوليد- أبدع ظواهر تدبير المستقبل في صلح الحُديبية، إذ قبل الرسول الكريم (r) محو كلمة "محمد رسول الله"، لهدف أبعد مدى يتعلق بتأمين المستقبل الإسلامي، وقد دخل من الناس في دين الله تعالى بعد مرحلة الانفتاح والسلم تلك ما يعادل من دخلوا في الإسلام قبل الصلح، الذي سماه القرآن الكريم فتحاً مبيناً.

وفي وضع ثُلث ثمار المدينة لتحييد الخصوم، وهو ما يدل على ضرورة استقراء المستقبل، الذي يحقق الأمن والسلام للأمة المسلمة، فقال الرسول (r) في الرد على المعترضين من اتباعه: "ما أصنع ذلك إلا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة، وكالبوكم من كلِّ جانب، فأردت أن أكسر عنكم شوكتهم إلى أمر ما".

وكما أشار المؤرخون إلى أن مجمل الوثائق السياسية التي عقدها الرسول الكريم (r) والبالغة 287 وثيقة، كان دافعها وموجبها تأمين مستقبل أعز وأقوى وأحكم للأمة المسلمة.

وعليه؛ ومن باب ألا نُضيِّق واسعاً علينا وعلى أهلنا في قطاع غزة، فإن هناك مجموعة من الأفكار التي سبق وأن تناولنا بعضاً منها، وأرى أن من الواجب أن أعيد التذكير بما هو مهماً منها هنا، وخاصة بعد اللقاء الموسع الذي جمع قيادة الحركة مؤخراً في القاهرة وحمل ما يدعو للتفاؤل والأمل، وباعتبار أنها إِعذارٌ إلى الله واعتذارٌ إلى الناس، الذين منحونا ثقتهم، وبايعونا على الموت والشهادة، وهم اليوم يمثلون الحاضنة الشعبية الأهم لنا وللمقاومة، التي نعتز بها جميعاً، وهي تتلخص في النقاط التالية:

 اعطاء الأولوية لاحتضان قطاع غزة المحاصر، وتعهد أهله بالدعم والاسناد، وتقاسم لقمة العيش بالتساوي بين الجميع.

 العمل على تجنب لغة التصعيد والحرب وكأنها خيارنا الوحيد، حيث تعوَّدت ألسنة البعض تظهيرنا في قطاع غزة وكأننا بإمكانياتنا المتواضعة دولة عظمى.

 ضرورة التحرك من خلال عنوان سياسي يعبر عن توجهاتنا، والوثيقة الجديدة فيها ما يصلح أرضية مناسبة لهذا الحزب للتحرك ورسم السياسات.

 العمل على اعتماد السلوك الديمقراطي في إدارة شئون قطاع غزة، وتفعيل العملية الانتخابية في جميع المرافق التي تتطلب ذلك، مثل البلديات والنقابات والاتحادات والكتل الطلابية، وهذه مسألة ليست مرتبطة بالانقسام، بل هي حراك يحافظ على حيوية المجتمع وفعاليته السياسية.

 العمل على تجنيب المساجد والمؤسسات التعليمية لغة المناكفات السياسة، واحترام الخصوصيات الدينية والوطنية لتلك الأماكن.

 تهذيب لغة الخطاب الإعلامي، والابتعاد عن أسلوب التكفير والتخوين والملاعنات الحزبية، وكل ما يوغر الصدور، ويكرِّس ثقافة التلاحي والانقسام.

 تكريس الجهود لتحقيق المصالحة بين الكل الفلسطيني كأولوية وطنية، وتوفير الأرضية التي تُشجِّع على ذلك، وتعمل على سرعة تحقيقها.

التخفيف من مظاهر العسكرة ولغة الحرب، وتعزيز دور الأجهزة الشرطية والأمنية في ظل احترام الجميع للنظام وسيادة القانون.

تحقيق التقارب مع فصائل العمل الوطني والإسلامي كشريك حقيقي وصاحب قرار، وإيجاد الإطار المناسب لتحقيق ذلك.

ارتقاء القيادة في خطابها السياسي للمستوى الوطني، والابتعاد عن اللغة الحزبية والفصائلية، وتجنب إقامة الفعاليات التي تمضي في مثل هذا السياق.

 تبنى الحركة لسياسات تحافظ على رصيدها في الشارع، وتسهم في تعزيز حاضنتها الشعبية، كالحفاظ على الحد الأدنى من العيش الكريم للأسر البائسة والمحتاجة، ضمن نظام تكافلي يستوعب الطبقات التي تعيش تحت خط الفقر.

 ضرورة أن تخرج القيادة الجديدة للحركة في إطلالتها بخطاب سياسي يعكس روح ما جاء في الوثيقة الجديدة من تحولات، للإجابة على سؤال المصداقية الذي ينتظره الغرب والمجتمع الدولي من حركة حماس.

 إن الحركة بحاجة إلى مراجعة حقيقيةٍ لنظرتها لمن هم خارج دائرتها التنظيمية، كما أنها بحاجة إلى تربية كوادرها وتعويدهم على لغة الوفاق وتقبل الآخر، وأهمية البحث عن القواسم المشتركة.

التأكيد الدائم على نهج الحركة؛ باعتبارها حركة تحرر وطني، وليس لها أي علاقة بالإرهاب، وقد سبق لها التنديد ببعض أشكاله التي تجري في المنطقة وحول العالم.

إبراز المكانة التاريخية لمصر في دعم القضية الفلسطينية، والتركيز على ذكر الدور والجهود المتميزة لها طوال سنوات الصراع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

الوضوح والصراحة في خطاب الحركة السياسي والأيديولوجي بأنها ليست طرفاً فيما تعيشه المنطقة من اصطفافات وأحلاف، فالقضية الفلسطينية هي قضية الأمة المركزية، وهي تحتاج إلى جهد الجميع ومواقف الكل العربي والإسلامي.

العودة للمطالبة بإجراء الانتخابات التشريعية، والبحث عن خيارات تلزم الطرف الإسرائيلي بعدم التدخل فيها.

حث مصر؛ العمود الفقري لأمتنا وقضيتنا، على معاودة دورها لجمع شمل الفلسطينيين وإنهاء الانقسام الواقع بينهم، والعمل على تحقيق الشراكة السياسية، ووضع الجميع أمام الاستحقاقات الوطنية التي تفرض على الجميع مواجهة العالم برؤية سياسية تمثل الكل الفلسطيني.

وختاماً، أخي أبا الوليد.. العودة للقاهرة هي "بُشرة خير"، وتصويب للبوصلة، باعتبارها الساحة الأقرب للوطن؛ جغرافياً وتاريخياً ونضالياً، وهي كذلك الأمل للكثيرين فيما نرجوه من تحقيق المصالحة والخلاص الوطني.