الولايات المتحدة ومصر تحثان السلطة وحماس على إقامة حكومة وحدة جديدة

حجم الخط

هآرتس – بقلم جاكي خوري

” نائب مساعد وزير الخارجية الامريكي تحدث مع الرئيس محمود عباس في رام الله حول المسألة التي استهدفت الدفع قدما بالتهدئة في القطاع واعادة اعماره. في هذه الاثناء شخصيات رفيعة من حماس التي قامت بزيارة القاهرة اكتفت ببيان عام عن مصالحة فلسطينية داخلية “.

الولايات المتحدة ومصر تضغطان على السلطة الفلسطينية وحماس من اجل اقامة حكومة وحدة جديدة بمشاركة الطرفين من اجل الدفع قدما بتهدئة طويلة المدى في المنطقة واعادة اعمار القطاع. شخصيات رفيعة في فتح وفي حماس تحدثت مع “هآرتس” قالت إن احتمالية تشكيل حكومة وحدة ضئيلة. ولكن الطرفين سيضطران الى ابداء المرونة من اجل عدم الظهور كرافضين ازاء الضغط الامريكي والمصري والتداعيات السياسية والاقتصادية على الطرفين. في الاسبوع الماضي تم ذكر اسم رئيس الحكومة السابق سلام فياض كمرشح لتشكيل الحكومة، لكنهم في فتح رفضوا هذه الاحتمالية كليا وقالوا إن الامر يتعلق بمناورة.

مصادر سياسية رفيعة أكدت في محادثة مع “هآرتس” بأن نائب مساعد وزير الخارجية الامريكي، هادي عمر، الذي زار في الاسبوع الماضي رام الله والتقى مع رئيس السلطة محمود عباس، طرح اقترح تشكيل حكومة جديدة يشارك فيها ايضا ممثلون من حماس، أو حكومة خبراء تكون متفق عليها من الطرفين. وقد علمت الصحيفة أن عباس اوضح في محادثة مع عمر بأنه لن يوافق على تشكيل حكومة خبراء، بل على حكومة وحدة وطنية بمشاركة حماس. مع ذلك، في محادثات مع الشخصية الامريكية الرفيعة هذه صمم رئيس السلطة على أن يتم ضم حماس بعد موافقتها على الاتفاقات التي تم التوقيع عليها بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. “نحن لن نوافق على عرض عبث فيه حماس تكون جزءا من الحكومة، ولكن بدون أي التزام بالاتفاقات”، قال للصحيفة مصدر فلسطيني رفيع مطلع.

“من يعرف التفاصيل يعرف أن كل ما يهم الادارة الامريكية الآن ومصر ايضا هو منع التصعيد في قطاع غزة. وحول الضفة لا توجد أي خطة في الأفق”، قال مصدر فلسطيني رفيع مطلع. وحسب قوله فانهم في الادارة الامريكية تبنوا موقف اسرائيل الذي يقول بأنه لا توجد أي حاجة للتحدث عن اتفاق سياسي، لذلك فان اساس الجهود موجه لتحقيق تهدئة في الجنوب مقابل اعادة اعمار القطاع وتقديم تسهيلات انسانية وتطوير اقتصادي ومدني في الضفة.

في رام الله أكدوا على أنه ليس صدفة بادر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى اجراء مكالمة هاتفية مع عباس اثناء زيارة نائب المساعد الامريكي. في بيان نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمي “وفا”، تم اقتباس السيسي وهو يقول بأنه يعمل على مصالحة داخلية فلسطينية وعودة السلطة الفلسطينية الى القطاع.

في رام الله فسروا هذه الخطوة كمحاولة مصرية للاثباتللادارة الامريكية بأن القاهرة هي لاعبة رئيسية في ساحة الشرق الاوسط، بالنسبة للفلسطينيين وبالنسبة للاسرائيليين ايضا، وأنه يمكن استغلال زيارة كبار قادة حماس في القاهرة في الفترة الاخيرة، بمن فيهم رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية ورئيس حماس في غزة يحيى السنوار، من اجل الدفع قدما بخطوات امام السلطة.

في حماس اعلنوا أمس بأنهم قد انهوا المحادثات في مصر. وفي بيان حماس لم يتم اعطاء أي تفاصيل معينة عن المباحثات، لكنهم أكدوا استعداد حماس لمصالحة فلسطينية داخلية، سواء عن طريق الانتخابات أو تشكيل حكومة وحدة لفترة محدودة تمهد الساحة الفلسطينية لانتخابات رئاسية وبرلمانية.

خلال ذلك، في رام الله يتعزز التقدير بأن الادارة الامريكية لا تنوي طرح أي خطة سياسية في الوقت القريب، لذلك فان اساس الجهد سيوجه للقطاع. مصدر رفيع في مكتب الرئيس محمود عباس قال للصحيفة بأنه حتى عندما طرح رئيس السلطة في اللقاء مع نائب المساعد مسألة اعادة فتح القنصلية الامريكية امام السكان في شرقي القدس أجاب عمر بأن هذا الامر موضوع على طاولة رئيس الحكومة الاسرائيلي نفتاليبينيت. “هذا الامر صدمنا. لماذا يجب الحصول على مصادقة من بينيت اذا كانت الادارة الامريكية حقا تؤيد حل الدولتين؟”، قال هذا المصدر الرفيع. “لماذا يتم التراجع عن رسائل سبق وتم ارسالها الى رام الله حول القنصلية؟”.

من السفارة الامريكية جاء ردا على ذلك: “السفارة لا ترد على محادثات دبلوماسية خاصة”.