يرى مراقبون أن ارتفاع انتاج الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا للنفط، سيُفقد منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قوتها في الأسواق العالمية، وأن تردد المنظمة في قراراتها، خلال اجتماعها الأخير، قد يؤدي إلى صراع جديد بين إيران والسعودية، داخل المجموعة، وقد يتحول هذا الصراع إلى صدام إقليمي بينهما.
وفشلت المنظمة في اجتماعها الأخير، الذي عقد بالعاصمة النمساوية، فيينا الجمعة الماضية، من تحديد سقف رسمي للانتاج بنحو 30 مليون برميل يومياً، حيث بلغ الانتاج الفعلي لأوبك في الأشهر الأخيرة 31.4 مليون برميل يومياً.
ويعتقد مراقبون، أن قيام السعودية والعراق بزيادة انتاج النفط بشكل منفرد، أفقد سقف الانتاج الرسمي للمنظمة "وظيفتها" في الآونة الأخيرة، ودفعها إلى تأجيل البت في قرار السقف إلى اجتماعها الذي سيعقد في شهر يونيو/ حزيران المقبل.
وأعرب خبراء في تصريحات، عن اعتقادهم بأن هذا الوضع، سيزيد التوتر في العلاقات السعودية الإيرانية، ويؤدي إلى انقسامات داخل المنظمة.
وأكد "كيريل ويدرشوفن"، الخبير في مؤسسة "ميا ريسك" للأبحاث ومقرها الولايات المتحدة، أن تردد المنظمة في قراراتها، أفقدها كيانها المتحد والمتكامل، وباتت إيران تشكل تهديداً لقوة السعودية، التي تعد ضمن أكبر مصدري النفط في العالم، وصاحبة أكبر نفوذ داخل منظمة أوبك بإنتاج يومي يبلغ 10.3 مليون برميل.
وأشار ويدرشوفن أن الدول، التي كانت ترغب بخفض الانتاج، قبل اجتماع المنظمة الأخير، خضعت بطريقة ما للسعودية، التي تدافع عن بقاء الأسعار منخفضة.
وأضاف أن "إيران لا تريد للسعوية أن تؤثر في المنظمة أو توجهها، وستعمل مع الدول المتوسطة الانتاج، مثل فنزويلا والدول الأخرى، على خفض انتاج المنظمة، بهدف رفع أسعار النفط، وزيادة حصتها من الانتاج".
وتطرق ويدرشوفن إلى بطء نمو الاقتصاد العالمي، واحتمال انخفاض الطلب على النفط الخام على المستوى العالمي العام المقبل، حيث قال: "هذا الوضع، قد يدفع حكومتي طهران والرياض إلى النزاع داخل المنظمة ولاحقاً قد يتطور إلى صدام سياسي وأمني في المنطقة".