فلسطين أرضٌ محتلة إلا أنّ سطحها رحب عليه أقدم أشجار الزيتون في العالم، أرض السلام تحفظ في ذاكرتها فيضًا من القصص التي تنسج خيوطها مع مواسم قطف الزيتون، فها هو الموسم قد انطلق في قطاع غزة بحدث أشبه بعرس فلسطيني بهيج يحمل بشائر الخير والبركة.
وزارة الزراعة في قطاع غزة، نظمت اليوم الإثنين، حفلًا لافتتاح موسم الزيتون بمشاركة المزارعين وعدد من المواطنين وشخضيات اعتبارية، وسط أجواءٍ من الفرحة والبهجة والسرور، حيث كان التراث الفلسطيني حاضراً بكل أشكاله وألوانه.
ففي قطاع غزة تحديداً تبعث من الأراضي الزراعية فيها روائح الزيتون ويصدح صدى الأهازيج الفلسطينية، لكن ثمة تحديات تُواجه المزارعين، أبرزها انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وتقلبات المناخ، وعلى الرغم من ذلك يسعى المزارع جاهدًا لتجاوزها كي يحظى بثمرٍ وفير.
ثمة تشابه وارتباط وثيق بين شجرة الزيتون والمواطن الفلسطيني، تلك الشجرة التي تنتج ثمرًا يؤكل ويعصر ويستخرج منه الجفت أيضًا، حقًا "إنّ شجرة الزيتون لا تبكي ولا تضحك هي سيدة السفوح المحتشمة"، كما قال الشاعر محمود درويش.
انتهاء مرحلة القطف
بعد انتهاء مرحلة القطف تسلك ثمرة الزيتون طريقها إما للكبيس وهو واحد من صور الاستفادة من ثمرة الزيتون أو العصير حيث يتم نقلها إلى المعاصر باستخدام الصناديق البلاستيكية، ويُحدد خط السير نوعية الثمرة وموعد قطافها.
ومن الجميل أن بقايا الزيتون بعد استخراج الزيت منها، يتم استغلالها بطريقة مثلى تحت مسمى الجفت، حيث تؤخذ المخلفات بعد عجنها وضغطها لتستعمل في المواقد بدلا عن الحطب نظراً لتكلفته الشرائية المنخفضة.