تحدث بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث عن مشروع "لنا" القدس الاسكاني التطويري، والذي يعتبر أكبر مشروع إسكان في القدس الشرقية.
كما تطرق إلى التعقيدات الإسرائيلية للحصول على التراخيص اللازمة لبدء العمل فيه، والنقص الحاد في المسكن في القدس، وطبيعة الشراكة بين الكنيسة الارثوذكسية والمجتمع المحلي بما فيها القطاع الخاص الممثل بشركة مسار العالمية في هذا المشروع.
إليكم المقابلة كاملة:
س : ما هو مشروع "لنا" القدس للتطوير الإسكاني؟
ج: هو أضخم مشروع تطوير بنائي في القدس الشرقية، أعلنا عنه نحن وشريكنا بالمشروع رجل الاقتصاد الفلسطيني بشار المصري يوم الاثنين الماضي في مؤتمر صحفي، بحضور سماحة مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين و الشيخ عزام الخطيب مدير دائرة الاوقاف الاسلامية وعدد من الشخصيات المقدسية ، وهو مشروع سكني/تجاري عصري متكامل يقع في منطقة بيت حنينا شمال القدس، ويضم 400 شقة سكنية بمساحات مختلفة، ومركز تجاري كبير .
ويعتبر المشروع رمز للتعاون بين بطريركية الروم الارثوذكس المقدسية والمجتمع المحلي الأوسع لتحسين مستويات المعيشة، وتوفير السكن، وفرص العمل لآلاف المواطنين في القدس، لا سيما في ظل التحديات الصعبة التي تشهدها مدينتنا المقدسة ومجتمعها. وهذا المشروع يتم تنفيذه بالشراكة مع شركة مسار العالمية ومقرها مدينة روابي، ويقدر حجم المشروع بمليار شيكل.
س: هل هناك دور عملي للمجتمع المحلي في تنفيذ المشروع؟
ج: نعم، إن أي مشروع تقوم به بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية يكون لرعيتها وللمجتمع المحلي بشكل اوسع دوراً فيه، بدأَ من المدارس الى مشاريع الترميم والمراكز الصحية ومؤسسات الخدمات التي تتبع البطريركية، وهذا المشروع لا يختلف من حيث أن بطريركيتنا قامت بتعيين لجنة مقدسية مكوّنة من تسعة مواطنين، يرأسها معالي السيد حنا عميرة لتكون مسؤولة عن الفحص المستقل، واختيار المرشحين للمنح المالية المقدمة من البطريركية لشراء الوحدات السكنية.
س: كيف تصف مشوار تطوير الفكرة الى أن أصبحت حقيقة على الأرض، ويجري تنفيذها اليوم؟
ج: لقد كان مشواراً طويلاً وشاقاً لكن في نفس الوقت فيه شيئ من البهجة، لاننا كنا نعلم أن عملنا الجاد ومثابرتنا وتخطينا لجميع العراقيل كان لا بد وأن ينجح بإذن الله، ولا شك بأن شريكنا في المشروع، السيد بشار المصري، رئيس مجلس ادارة شركة مسار العالمية، قد استخدم خبرته ورؤيته هو وفريق عمله من أجل الوصول الى هذه المرحلة التي شرعنا فيها بأعمال الحفريات بعد عشرة أعوام من الجهد للحصول على التراخيص اللازمة، فلا شك إن رؤية صديقنا السيد بشار المصري، لخلق تجربة معيشية مجتمعية شاملة، تجعل من مشروع تطوير الإسكان في حي "لنا" نموذجًا للتفكير التقدمي في مجال المعيشة المجتمعية. ونود أن ننتهز هذه الفرصة للتعبير عن تقديرنا العميق لكل جهوده وتفانيه في هذا المشروع المبارك.
س: هل كان هناك دعم من أي جهة للمشروع؟
ج: الدعم الذي حصلنا عليه هو الدعم المعنوي والتشجيع من قبل أبناء رعيتنا والمجتمع بشكل عام، كما لا ننسى مساندة ودعم اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس برأسة معالي الدكتور رمزي خوري، والذي يتابع بشكل شخصي تطورات المشروع ويعمل مع أعضاء اللجنة على دعم البطريركية بشكل كبير، الأمر الذي زاد من ثقتنا بصواب الطريق الذي تسير فيه البطريركية نحو خدمة المجتمع المحلي بشكل عام والرعية الأرثوذكسية بشكل خاص. أما بالنسبة للدعم المادي، فلم نحصل على أي مبلغ مادي لدعم المشروع.
س: الى ماذا يرمز هذا المشروع الضخم،؟
ج: يرمز المشروع الى قدرة الانسان على الاثبات لنفسه إرادة الله من خلال التفاني والمثابرة والقلوب البيضاء، وأن الأحلام الكبيرة يمكن تحقيقها بذلك، كما يرمز الى أن الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات، وهذا التطوير السكني المهم الذي سيوفر المنازل والعمل للكثيرين في مجتمعنا، هو تعبير ملموس عن رعاية البطريركية لجميع أفراد شعبنا، العزيز دائما على قلوبنا اليوم وغداً وكما كان على مر القرون الطويلة الماضية. ولنتذكر بأن العيش والاخوة والوئام في مجتمعاتنا المسيحية والإسلامية تتوج بنموذج رائع منذ عهد عمر بن الخطاب - العهدة العمرية – وصولاً إلى الوصاية الهاشمية في ظل جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة المسيحية والاسلامية.