إسرائيل حققت أهدافها الإستراتيجية بنسبة 100% بعد حرب 1973

دان-شيفتن.jpg
حجم الخط

قلم: دان شيفتن


في النقاشات حول حرب "يوم الغفران" وتداعياتها ينقص منظور أهميته حاسمة، يربط الحرب بسياق تاريخي أوسع. هذا المنظور يمكنّنا أيضاً من العودة إلى اختبار الانتصار، الذي تحول إلى أكثر تعقيداً في العصر الجديد، والذي لم تعد فيه الحروب تنتهي في غرفة القيادة المحصنة في برلين أو على متن سفينة حربية في خليج طوكيو. واجهت إسرائيل في منتصف الخمسينيات التحدي الأخطر على وجودها منذ "حرب الاستقلال". وبعد ربع قرن على تلك الحرب أنهت هذا الفصل في تاريخها بانتصار حاسم، مع تحقيق 100 في المئة من الهدف الإستراتيجي الإقليمي الحاسم في تاريخها. من المهم بالطبع مناقشة الحروب المختلفة، كل على حدة، والقيام بوضع إجمالات مؤقتة مهمة في أعقابها، والتهنئة بهذه الإنجازات في وقتها، وتعلم دروس الإخفاقات المحددة، لكن في التحليل النهائي كل هذه الأمور ثانوية بالنسبة للإنجاز التاريخي، ومن الجدير فحصها من هذا المنظور أيضاً.
التهديد الوجودي، الذي حلق فوق المشروع الصهيوني منذ بدايته، هو تجنيد موارد كل الدول العربية حتى قبل أن تحصل على السيادة الكاملة، في صراع منسق ومندمج يستهدف منع إقامة الدولة اليهودية. وعندما قامت وجه ذلك التجنيد لتقزيمها والقضاء عليها. في "حرب الاستقلال" نجح بن غوريون، بدعم القيادة الصهيونية (جزء منه أعطي فيما بعد)، في تقويض التضامن العربي من خلال شراكة إستراتيجية مع الملك عبد الله، ملك شرق الأردن.
فهم بن غوريون أن دولة يهودية مع أغلبية عربية لن تكون قابلة للحياة، وفي هذا السياق رأى في تقسيم البلاد هدفاً صهيونياً. فقد علم أن الفلسطينيين بقيادة مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني، غير شركاء في التقسيم. هكذا نشأ تطابق في المصالح بين إسرائيل والملك عبد الله، الذي سعى إلى بناء المملكة الأردنية في الضفتين على انقاض الحركة القومية الفلسطينية. من خلال هذه الشراكة تجنب الأردن استخدام جيشه المحمول والمدرب ضد مراكز ثقل إسرائيل، وركز على السيطرة على "المناطق"، التي تحولت بعد ذلك إلى "الضفة الغربية" للمملكة.
باستثناء صراع مرير على السيطرة على الطريق من الساحل إلى القدس، تصرفت إسرائيل والأردن بعضهما مع بعض كحليفتين في الصراع ضد الفلسطينيين والمصريين. دون هذه الشراكة كان من المشكوك فيه أن تستطيع إسرائيل البقاء وتجاوز المراحل الأولى للحرب. وبالتأكيد لم تكن لتنجح في تركيز القوة المطلوبة من أجل هزيمة مصر في المراحل الأولى وإخراجها من الحرب باتفاق منفصل وتمكينها من الانتصار في النهاية.
منذ العام 1949 كان هدف إسرائيل على المستوى الإستراتيجي هو مأسسة النتائج السياسية والديموغرافية والجغرافية لـ"حرب الاستقلال": موافقة العرب على وجودها، ومنع عودة اللاجئين الفلسطينيين، وتأمين شرعية لضم المناطق الموجودة بين حدود التقسيم والخط الأخضر. الكابوس الأكبر بقي على حاله: تجنيد جميع الموارد الضخمة للعرب، السياسية والعسكرية والاقتصادية، في الصراع ضدها. ثار هذا مرة أخرى وبقوة أكبر مع تراكم الطاقات الكبيرة التي جسدتها كاريزما قيادة الرئيس المصري، جمال عبد الناصر.
جميع حروب إسرائيل منذ منتصف الخمسينيات، عملية "كودش"، حرب "الأيام الستة"، حرب الاستنزاف، وحرب "يوم الغفران"، والصراعات السياسية الأساسية، تركزت على تأمين هذا الهدف الإستراتيجي. الأداة الرئيسية والاختبار الحاسم لنجاحها، اللذان هما أهم من كل الباقي معاً، كانا بأن يفرض الانسحاب على مصر باتفاق منفرد من الصراع النشط ضد إسرائيل. مصر حاسمة لكونها الدولة العربية الأقوى والأكثر استقراراً، والوحيدة القادرة على أن تجند بقيادتها جميع الموارد العربية. منذ أن تحررت إسرائيل من تهديد مصر تستطيع أن توجه جميع مواردها ضد أعدائها المقسمين والأكثر ضعفاً، لردعهم عن مواجهة شاملة أو ضربهم إذا اختاروا محاربتها.
إلى جانب مواردها وأفضليتها الطبيعية، كانت مصر حاسمة بسبب زعامة ناصر القوية. في تاريخ العرب في العصر الحديث نجح ناصر في أن يثير العرب من المحيط الأطلسي وحتى الخليج الفارسي. فقد تمكن ليس فقط من تجنيد دعم الشارع السياسي والنخب في كل هذا الفضاء وتشجيع الثورات التي جلبت أمثاله ومن يتبنون رؤيته إلى الحكم، بل فرض على أسوأ أعدائه الخضوع له خوفاً من غضب الشارع وقوته.
من خلال الدعم الجارف، الذي جنده في المنطقة، حقق ناصر لنفسه في الساحة الدولية مكانة بارزة عززت قيادته الإقليمية. لم تقف إسرائيل في أي يوم أمام خطر شديد وملموس مثلما في عهد صعود ناصر. فقد وضع "تحرير فلسطين" كاختبار أيديولوجي وسياسي أعلى لآمال العرب، أيضاً في الوقت الذي خاف فيه ناصر في المجال العسكري ولم يبلور خطة عملية محددة بالوقت والأسلوب لمواجهة كاملة. تفجر غير متوقع لهذا الكابوس كان يشبه سيف ديمقليص معلقاً فوق إسرائيل. هذا الإطار كان عليها تقويضه.
المحاولة الأولى كانت في عملية كودش في العام 1956. صفقة التشيك التي أمنت لمصر كمية غير مسبوقة من السلاح الحديث إلى جانب دعم سوفياتي واستعداد الولايات المتحدة للتخلي عن إسرائيل، أدت إلى حرب وقائية بمشاركة بريطانيا وفرنسا، استهدفت كسر وإهانة ناصر. الفشل الذريع لهذا الهدف بسبب قصر نظر الرئيس الأميركي في حينه، آيزنهاور، رافقه، كما تبين فيما بعد، إنجاز موازٍ خلق واقعاً مركباً. فمن جهة، رفعت السياسة الأميركية الخاطئة ناصر إلى الأعلى وساهمت في تقويض  أنظمة تؤيد الغرب، بل إسقاطها، وتعزيز قوة الراديكاليين وتعميق سيطرة الاتحاد السوفياتي في المنطقة. ومن جهة أخرى، الحرب وزيادة قوة إسرائيل المتواصلة أثبتت لناصر تصميم وقدرة إسرائيل وقوة صمودها. وردعته عن القيام بمواجهة كاملة وحولته في الستينيات إلى عامل كابح أمام الجهات المتطرفة في القيادة السورية.
كل ذلك، مع التغيير الإيجابي من ناحية إسرائيل في السياسة الأميركية في عهد الرئيس ليندون جونسون، منح إسرائيل عشر سنوات دون حرب، تم فيها تحويل التكتل البشري لسكانها إلى شعب عامل، ووضعت الأسس لنجاتها من حدود "العالم الثالث". عملية مأسسة إنجازات إسرائيل في العام 1949 اجتازت بعد أقل من عقدين المرحلة الصعبة الأولى بفضل امتناع العرب عن شن الحرب. المسدس الذي تم حشوه عند صعود القيادة القومية العربية لناصر في المعركة الأولى لم يطلق طوال المعركة الثانية (1957 – 1967)، وعندما أطلق في المعركة الثالثة (1967) بدأت بصورة متناقضة العملية التي وضع عليها عتلة الأمان (تجنب المواجهة الكاملة). في نهاية هذه العملية (التوقيع على اتفاق سلام في 1979) تم لحم العتلة في وضع مغلق، على الأقل لعدة أجيال.
فاجأت حرب "الأيام الستة" حتى من وضع الآلية التي تسببت بها. بعد سنوات من الضبط المسؤول والمخيب للآمال، فقد ناصر الرقابة على جهاز زيادة حماسة الجماهير الذي غذى طموح تطلعهم للعظمة والقوة بقيادته، وجر كل المنطقة إلى الحرب. نتائجها غزت عميقاً رسالته المسيحانية، لكن في المرحلة ذاتها لم تقوض أسسه بعد. سياسته ليست هي التي كانت على الأجندة، بل بشارته التي اقترنت بأمل العرب في إعادة ترميم أمنهم الذاتي وثقتهم بأنهم يستطيعون احتلال المكان الرائد والمحترم الجدير بهم حسب رأيهم في الساحة الدولية. وعدهم ناصر بالتعويض عن إهانتهم العسكرية بتجنيد ثقلهم السياسي من أجل منع إسرائيل من تحويل إنجازاتها الجغرافية في تأسيس شرعية للدولة اليهودية.
من المهم إدراك ثمار الصراع بين إسرائيل وأعدائها في المرحلة ما بعد 1967. على المستوى الإستراتيجي كان هدف إسرائيل أن تفرض على مصر تسوية منفصلة، أساسها "1967 مقابل 1948": تنازل عن الإنجاز الجغرافي في حرب "الأيام الستة" في شبه جزيرة سيناء مقابل شرعنة مصرية لإنجازات إسرائيل في "حرب الاستقلال". في هذا السياق كان يمكن لمصر أن تخرج من دائرة الحرب مع إسرائيل، وأن تقيم على أراضيها السيادية شروط نزع سلاح تصعب انضمام مفاجئ لحرب كهذه، دون صلة بالطلبات والخطوات للدول العربية الأخرى والفلسطينيين. مصر كان يمكنها إظهار التضامن مع مطالبهم، وأن تدين إسرائيل بشدة على رفضها، لكن دون الانضمام بصورة جوهرية إلى نضالهم.
منذ انتهاء الحرب في العام 1967 فهمت مصر أن إسرائيل تعرض هذا الإطار. وقد رفضته لمعرفتها أن التسليم سيورث هزيمة مهينة لحركة ناصر القومية والآمال التي علقت عليها. فهم ناصر وأتباعه أن معنى الموافقة هو أن العجز العربي يشمل ليس فقط المجال العسكري، بل سيبقى ساري المفعول حتى بعد تعبئة جميع مواردهم من أجل هذا النضال. هذا يعني أن مصر انسحبت من قيادة النضال، وأنه لا يوجد بديل لقيادتها.
من أجل هذا الإطار حاربت مصر إسرائيل في العقد التالي للعام 1967، في الساحة السياسية وفي حرب الاستنزاف وفي حرب "يوم الغفران" وفي اختبار المناعة القومية في منتصف السبعينيات. تركز النضال السياسي على تصميم إسرائيل على أن تفرض على مصر صفقة "خذ وأعط" قبل تسوية "1967 مقابل 1948". في المقابل، كانت هناك مطالبة مصرية بأن يضغط الأميركيون على إسرائيل على صيغة "1957" للتنازل عن إنجازاتها الجغرافية دون أي مقابل سياسي حقيقي.
هدفت حرب الاستنزاف بالأساس إلى أن تفرض على الولايات المتحدة استخدام ضغط كهذا في ظل التهديد بمواجهة بين الدول العظمى. وقد انتهت في هذا السياق بفشل كامل وتكلفة غير محتملة لمصر. حرب "يوم الغفران"، التي كانت المعركة الأخيرة في "حرب السنوات السبع 1967 – 1973"، كانت نتيجتها معقدة. فمن جهة، موقف التفاوض لإسرائيل تضرر بشكل كبير، حتى ولو بشكل مؤقت؛ ومن جهة أخرى قبل الحرب، خلالها، وفي أعقاب المواجهة مع نتائجها خلقت شروطاً لاتفاق السلام الذي وقع مع مصر في 1979 وجسد بالكامل الهدف الإسرائيلي على المستوى الإستراتيجي الشامل، "1967 مقابل 1948"، وإخراج مصر من المعادلة الإستراتيجية للصراع العربي – الإسرائيلي.
قبل الحرب تخلى الرئيس المصري، أنور السادات، عن عامل رئيسي في إستراتيجية ناصر. فقد أدرك أن مصر والعرب بشكل عام لا يمكنهم الوقوف لفترة طويلة في موقف يستفز الولايات المتحدة ويجعلها مثلما في 1967 تعمل فعلياً على خدمة أعدائها الإقليميين والدوليين، وهو ما زال يأمل أن يفرض على إسرائيل، بوساطة الضغط الأميركي، الانسحاب على الأقل من سيناء دون مقابل حقيقي، لكنه فهم أنه من أجل فعل ذلك مطلوب منه أن يغير بصورة بارزة موقف مصر في المواجهة العالمية. إستراتيجيته اللامعة في الحرب جندت في الواقع ضغوطاً كبيرة على الولايات المتحدة، لكنه عرف كيف يدمج هذا التهديد مع إغراء تغيير التوجه الذي تصعب مقاومته.
في الحرب نفسها فرض السادات على قيادته العسكرية أن تدخل في تخطيطها الافتراض بأن إسرائيل لديها تفوق إستراتيجي حاسم، حتى في مخطط حرب صعبة، وأن هذا التفوق لا يمكن كسره إلا لفترة قصيرة وفي قطاع أرضي ضيق. صحيح أنه لا يكفي الإنجاز العسكري المحدود هذا من أجل إبعاد إسرائيل عن سيناء (بالتأكيد عدم تعريض وجودها للخطر)، لكنه غير معد لذلك أبداً. بالتالي أمن الإنجاز ما كان مطلوباً للسادات وهو أن يهز إسرائيل والولايات المتحدة عميقاً، في موازاة التهديد الاقتصادي لأزمة الطاقة وخطر المواجهة مع الاتحاد السوفياتي، وأن يفرض عليها من خلال موقف تفاوضي جيد لمصر مناقشة، بجدية وبسرعة، انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء.
الأمر الذي قيد بشكل دراماتيكي تجسيد ثمار النجاح الباهر للسادات في الحرب على المستوى السياسي هو اكتشافان حول تفوق إسرائيل الإستراتيجي: إنجازاتها العسكرية الحاسمة في مراحل الحرب الأخيرة، وقدرتها على الصمود التي أظهرتها في السنوات الأربع الصعبة بعدها. الكشف الأول معروف وتمت مناقشته بالتفصيل. الثاني لم يحصل على الاهتمام الذي يستحقه. رغم انتصارها العسكري، فقدت إسرائيل أمنها الذاتي، وخرجت من الحرب متضررة وخائبة الأمل من أدائها. وضعها الاقتصادي ومكانتها الدولية تضررا، وقدرة ردعها ومساومتها تآكلتا، واعتمادها على الولايات المتحدة زاد، وثقة الجمهور بقيادتها تآكلت. رغم كل ذلك، نجحت حكومة غولدا مئير وحكومة إسحق رابين في الاستيقاظ وأن تفرض على السادات الاعتراف بالتدريج، حتى في حالة الركود النسبي في إسرائيل وتحسن موقفه التفاوضي لا فائدة من استمرار محاولة إجبارها على الانسحاب من سيناء بضغط أميركي دون مقابل سياسي.
الأمر الذي سرع الحسم الثوري للسادات كان صدفياً: وهْم الرئيس الأميركي، جيمي كارتر، فيما يتعلق بالسلام الإقليمي الذي يعتمد على حسن نوايا سورية وم.ت.ف والاتحاد السوفياتي، الذي كان يمكن أن يبطل إنجازات السادات على الساحة السياسية وفي ساحة المعركة ويدفع مصر إلى ضائقة وجودية. عرض السادات المجيء إلى الكنيست التهم أوراق الرئيس الأميركي، وجنده للخطوة المصرية. ولكن ما تسبب في الانقلاب، إلى جانب إسهام كارتر بهذا الزخم، هو اعتراف السادات بقدرة إسرائيل المتعبة في الصمود لوقت طويل أمام ضغوط قاسية، سياسية وعسكرية واقتصادية ومعنوية، من أجل الحفاظ على مطالبتها بصفقة "1967 مقابل 1948"، مقابل الحاجة الملحة لمصر للتخلص من استمرار المواجهة التي كانت وما زالت فوق قدرات الدولة الفقيرة.
اتفاق السلام في العام 1979 أعطى إسرائيل 100 في المئة، ليس أقل من ذلك، من الهدف الوطني على المستوى الإستراتيجي الشامل: اتفاق سلام منفصل صمد أكثر من أربعين سنة. ووضع نهاية ليس فقط للحرب مع مصر، بل أيضاً نهاية لإمكانية اندلاع حرب شاملة. عمليات الجيش الإسرائيلي الواسعة نسبياً، والتي تسمى أحيانا "حرباً"، هي أمر مختلف كلياً من ناحية تهديد إسرائيل وخطورتها الدولية.
الاتفاق المنفرد مع مصر تخلى عملياً عن الفلسطينيين، ومنع أيضاً سورية من شن حرب، وتجاوز احتلال عاصمة عربية (بيروت) وتدمير مفاعلات نووية في العراق وفي سورية وهجمات جوية في دول عربية (من العراق وحتى السودان) وسحق الفلسطينيين في الانتفاضة الثانية. في أعقاب نجاح وصمود الاتفاق، بما في ذلك شراكة مصرية – إسرائيلية في النضال ضد الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، تحققت الشروط الضرورية التي تمكن في السنوات الأخيرة من استبدال النزاع بين إسرائيل والعرب بتحالف فعلي بين إسرائيل ومعظم الدول العربية ضد إيران وتركيا و"الإخوان المسلمين". في الواقع الجديد، لم يعد مطلوباً من الولايات المتحدة الاختيار بين إسرائيل وبين العرب؛ لأنهم في معظمهم يوجدون في الطرف ذاته.
هكذا يبدو الانتصار من منظور "حرب السنوات السبع" (1967 – 1973) أو "حرب الربع قرن" (منذ صعود ناصر للحكم وحتى حرب "يوم الغفران")، بعد أن صمد اتفاق السلام لفترة طويلة في اختبارات قوية. بعد نحو 50 سنة من الحرب الأخيرة، فإن إسرائيل هي الدولة الإقليمية العظمى، الأقوى والمزدهرة، وسورية محطمة ومصر في طريق مسدود من ناحية قدرتها على مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، وهي تدرك جيداً علاقات القوة مع إسرائيل.
في لقاء مع عسكريين من أجل إحياء ذكرى مرور 45 سنة على حرب "يوم الغفران" (2018)، أشاد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ببطولات الجنود المصريين لمجرد استعدادهم للمواجهة مع القوة المتفوقة للجيش الإسرائيلي: "الفجوات الكبيرة في القوة لم تردع المصريين أو جيشهم. هذا كان مثل شخص يقود سيارة سيات وشخص يقود مرسيدس. الحقيقة الواضحة كانت أن المرسيدس ستفوز. من يخطر بباله أن ينافس المرسيدس بسيارة سيات، عدا الأبطال الحقيقيين. نتائج الحرب تعتبر معجزة... نجح الجيش المصري في فعل ذلك في السابق، وسينجح في فعل ذلك مرة أخرى"، قال السيسي. الرسالة واضحة وهي أن إسرائيل لها تفوق بنيوي.

 عن "هآرتس"