هذا هو الحال اذا. لا يوجد شريك للفلسطينيين، لا يوجد شريك للسلام، ولا يوجد أي امل على المدى المنظور لثلاثين عاما قادمة ان يكون هناك قائد إسرائيلي يملك الجرأة والثقة ليطلب من المستوطنين الكف عن عدوانهم على الشعب الفلسطيني، ويطلب من جيش الاحتلال الكف عن جرائمه العنصرية .
سحب الاعتراف بإسرائيل صار مطلبا شعبيا عربيا وامميا وفلسطينيا جارفا. حركة مقاطعة إسرائيل صارت سقفا عالميا لكل الاحرار. وبفضل حكومات نتانياهو وحكومة نفتالي بينيت (نفس الوزراء لكن تغير رئيس الحكومة) اقتنع الفلسطينيون والعرب أنه لا أمل أن يصحو ضمير المنظمات والأحزاب الصهيونية ولا يوجد حسن نوايا في الشرق الأوسط.
وبفضل المتطرفين العنصريين من أمثال بتسلال سموتريتس وابن الجبير وايلات شكيد وتلامذة كهانا. فقد ترسّخت ثقافة التعامل بالمثل عند العرب، وأنها الحل الأنسب في كل زمان وفي كل مكان. ويجري التعبير عن ذلك بأشكال مختلفة وبعبارات منمقة ولكنه الحقيقة التي ترفض نفسها على الحياة.
ويسمع في كل صالون سياسي: لو ان سوريا قصفت تل ابيب في اول مرة قصفت فيها إسرائيل الأراضي السورية لما تجرأت إسرائيل وقصفت سوريا كل يوم. شاهدوا كيف توقف الاحتلال عن قصف غزة وكف عن قصف لبنان لأنه يعرف الثمن فورا لو تجرأ على هذه الفعلة.
علاقات العالم كلها باتت قائمة على هذا المبدأ. الصين وروسيا والكوريتين وأوروبا. فرنسا فقدت عقلها حين قامت أمريكا بسرقة صفقة غواصات لأستراليا وسحبت سفيرها، وأمريكا هرولت هاربة من كابول ... وهكذا .
الحياة توازن ذاتها، والطبيعة تعالج نفسها، والبشر يتعلمون من أخطائهم، والسلاح خيار الضعيف الجاهل. ولأن إسرائيل ضعيفة وجاهلة فهي تتسلح بمئات الرؤوس النووية والكيماوية وتخشى من مسدس بيد شاب فلسطيني ينزف قهرا وغضبا.
التعامل بالمثل هو مفتاح البقاء على هذا الكوكب.
من يحترم حقوقك تحترم حقوقه ومن ينتهك حقوقك تعالجه بمرضه حتى يشفى.
ولى زمن تفلت فيه إسرائيل من جرائمها. وتبقى هي المجرم وهي القاضي.
وطالما اعلن نفتالي بينيت انه لن تقوم دولة فلسطينية. فهي مسألة وقت حتى يسحب الفلسطينيون اعترافهم بإسرائيل وحينها ستدرك الحركة الصهيونية خسارتها التاريخية لأجيال وأجيال.