أوصى لقاء أكاديمي بضرورة الاستفادة القصوى من المميزات التي توفرها صحافة الهواتف الذكية، وأهمية اتقان المهارات الفنية والصحفية الخاصة باحتراف التعامل مع تطبيقات الهواتف الذكية، واستخدامها بشكل فعال.
جاء ذلك خلال لقاء "مع الباحث" الذي عقده د. يحيى المدهون بمكتبه في مدينة بيت لاهيا شمال غزّة، بعنوان: “صحافة الهواتف الذكية”، بحضور ضيف اللقاء الباحث أمين بركة.
وقال المدهون: "إنَّ الهاتف الذكي أسهم في تطوير العمل الصحفي، ومكَّن مستخدميه من النفاذ المباشر إلى شبكة الانترنت، والوصول إلى بيئة إلكترونية متعددة المصادر وغنية بالمعلومات".
وأشار إلى التنوع الكبير في البرامج والتطبيقات المتوفرة في الهواتف الذكية؛ لتسجيل الصوت والفيديو وتحرير ومعالجة النصوص والصور، التي يحتاجها الصحفي في صناعة محتوى صحفي إبداعي ونشره عبر منصات متعددة.
وأكّد على أهمية المهارات الفنية الضرورية لاحتراف العمل الصحفي باستخدام الهواتف الذكية، ومنها اتقان كافة التطبيقات الخاصة بالتقاط الصور، والفيديو وتسجيل الصوت وكتابة الأخبار والبث المباشر، وكذلك القدرة على استخدام برمجيات المونتاج الرقمي؛ لتمكين المستخدمين من مهارات صناعة وإدارة المحتوى وإدارته عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ونبَّه د.المدهون، إلى خطورة استغلال صحافة الهواتف الذكية في صناعة ونقل وتداول الأخبار المغلوطة والغير صحيحة، مُشدّداً على أهمية التحري الدقيق؛ للتثبت من صحة المعلومات المتداولة في صحافة الهواتف الذكية.
بدوره قال الباحث أمين بركة: "إنَّ صحافة الهواتف الذكية هي الصحافة التي تستخدم فيها الهواتف الذكية؛ لإنتاج الأخبار وتحريرها والتقاط الصور والفيديوهات الإخبارية، وتوصيلها إلى الجمهور".
وعدَّد إيجابيات صحافة الهواتف الذكية ومنها: "التحديث المستمر، والآنية في نقل الأخبار، وتنوع مصادر المعلومات، ومن سلبياتها تضخيم الأحداث واستغلالها لنشر الشائعات والترويج للأخبار الكاذبة".
وشدّد على أهمية الحذر أثناء استخدام صحافة الهاتف الذكي في العمل الصحفي؛ لتجنب الوقوع بالأخطاء، والاهتمام بالدقة والموضوعية والابتعاد عن الشائعات.
ولفت إلى ضرورة التأكد من صحة الأخبار والاهتمام بالمصادر الموثوقة؛ لتطوير مهارات استخدام الهواتف الذكية في التغطية الإخبارية.
وحصل الباحث بركة مؤخراً على درجة الماجستير في الصحافة من الجامعة الإسلامية بعد مناقشة دراسة علمية بعنوان: اعتماد الصحفيين الفلسطينيين على صحافة الهواتف الذكية كمصدر للأخبار حول جائحة كورونا.
وأظهرت نتائج دراسته أن درجة اعتماد الصحفيين الفلسطينيين على صحافة الهواتف الذكية في الحصول على الأخبار حول جائحة كورونا عالية جداً، وكانت درجة ثقة الصحفيين بالتغطية الخبرية لجائحة كورونا في الهواتف الذكية عالية، وكذلك درجة تفاعلهم، وتمثلت أهم أنماط التفاعل بالإعجاب والنشر والتعليق والمشاركة.
وتمثلت أنواع صحافة الهواتف الذكية التي يعتمد عليها الصحفيون للحصول على الأخبار حول جائحة كورونا في تطبيقات التواصل الإجتماعي، تلاها بفارق كبير التطبيقات الإخبارية، ثم تطبيقات التراسل الفوري، والمتصفحات وخدمات الرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني.
ووفقاً لنتاج الدراسة فقد جاء تطبيق واتساب في المرتبة الأولى من بين تطبيقات الهواتف الذكية التي يعتمد عليها الصحفيون، وفي المرتبة الثانية فيسبوك ثم تليجرام وتويتر وانستغرام ويوتيوب.
وأوصت الدراسة بضرورة توفير كافة الإمكانات المادية والبشرية والتقنية اللازمة لإنجاح الصحفيين في إيصال رسالتهم الإعلامية عبر صحافة الهواتف الذكية. وضرورة تدريب الصحفيين على صحافة الهواتف الذكية، خاصة استخدام تطبيقات الصور والفيديو وتحرير النصوص بالهواتف الذكية.
كما أوصت الدراسة بالعمل على تنظيم ورش عمل؛ لتوعية الصحفيين والنشطاء الإعلاميين بالتغطية الإعلامية عبر المنصات والهواتف الذكية، وصياغة تشريعات إعلامية خاصة بصحافة الهواتف الذكية ، بالإضافة إلى البعد عن الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة وعدم اللجوء إلى الأخبار المجهولة المصدر.
وفي نهاية اللقاء قدَّم د. يحيى المدهون درع شكر وتقدير للباحث أ. أمين بركة تقديراً لجهوده واسهاماته البحثية المتميزة في العلوم الإعلامية.