بدء التحضير للمؤتمر الثامن

برئاسة الرئيس عباس.. طالع مخرجات اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح

مركزية فتح
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

ترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء اليوم الثلاثاء، اجتماعاً للجنة المركزية لحركة فتح، وذلك بمقر الرئاسة في مدينة رام الله.

وفي بداية الاجتماع، قرأ الرئيس وأعضاء المركزية الفاتحة على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني، وقدموا التهاني للشعب الفلسطيني بمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، داعيين الله أن يعيد هذه المناسبة العطرة وقد تحققت أماني شعبنا بالحرية والاستقلال.

وأطلع الرئيس، أعضاء اللجنة المركزية، على آخر مستجدات الوضع السياسي، ونتائج اتصالاته التي أجراها مع زعماء وقادة المنطقة والعالم لشرح الموقف الفلسطيني، وأخرها الاتصال الهاتفي مع الرئيس المصري عبد الفتاح وقداسة البابا فرانسيس، ولقاءه مع المبعوث الأمريكي، واستقباله لوزيرة الخارجية السويدية.

وأكّد الرئيس، خلال هذه اللقاءات والاتصالات، على الموقف الفلسطيني الثابت بضرورة تثبيت التهدئة الشاملة في كافة الأراضي الفلسطينية، بما يشمل القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ووقف الأعمال العدائية الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا.

وقال: "لن نبقى صامتين للأبد أمام تعنت الاحتلال الإسرائيلي ورفضه الالتزام بالاتفاقات الموقعة، وإنّ الخيارات ستبقى مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني وقيادته للحفاظ على الحقوق والثوابت الفلسطينية التي لن نقبل المساس بها إطلاقاً".

وبحثت اللجنة المركزية لحركة فتح القضايا السياسية والداخلية وهي:

الوضع السياسي:

جددت اللجنة المركزية، التأكيد على أنه آن الأوان لتحرك دولي فاعل وسريع للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف سياساتها الاحتلالية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه، من استيطان وقتل وتدمير واعتقالات ومصادرة أراضي واقتحامات للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.

وحذّرت من أنّ هذا الوضع لا يمكن استمراره بأي حال من الأحوال، وأنّ بقاء سياسة الاحتلال ورفضها الإذعان لقرارات الشرعية الدولية والوفاء بالتزاماتها ستدفع المنطقة إلى حافة الهاوية وإلى مزيد من التوتر  وعدم الاستقرار الأمر الذي سيدفع ثمنه المنطقة والعالم.

وأشارت مركزية فتح، إلى أنّ سياسة فرض الأمر الواقع التي تحاول حكومة الاحتلال تنفيذها من خلال سياسة التوسع الاستيطاني والإعلان عن تنفيذ العديد من البؤر الاستيطانية في محيط مدينة القدس المحتلة وفي مطار قلنديا، بهدف عزلها عن محيطها الفلسطيني، وفي داخل أراضي الضفة الغربية، لن تجلب السلام والأمن لـ"إسرائيل"، بل ستزيد الشعب الفلسطيني صلابة وقوة في مواجهة هذه المخططات الفاشلة.

وأوضحت أنّ العالم أصبح اليوم أمام حقيقة واضحة لا غبار عليها، وهي أن هذا الاحتلال غير معني إطلاقاً بأية جهود دولية ساعية للبدء بمسار سياسي حقيقي يقود إلى إنهاء الاحتلال وفق قرارات الشرعية الدولية، ولا يدخر فرصة للقضاء على أية محاولات لتحقيق سلام عادل وشامل يحقق الأمن والاستقرار للجميع، لذلك يجب على المجتمع الدولي وقف سياسة الصمت تجاه السياسة الإسرائيلية، والوقوف عند مسؤولياته الملقاة على عاتقه تجاه الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له امام هذه الجرائم المستمرة من قبل الاحتلال وجيشه ومستوطنيه.

وطالبت اللجنة المركزية، الإدارة الأمريكية  الوفاء بتعهداتها التي أعلنت عنها مراراً وتكراراً بخصوص  ضرورة تطبيق حل الدولتين ورفض سياسة الاستيطان الإسرائيلي، وطرد السكان الفلسطينيين، واحترام الوضع التاريخي القائم في الحرم الشريف، ولجم اعتداءات المستوطنين، وتحويل هذه التعهدات من أقوال إلى أفعال على الأرض، لنتأكد من جديتها بتطبيق إجراءات بناء الثقة التي تحدثت عنها، تمهيداً لمسار سياسي تحت مظلة اللجنة الرباعية الدولية لإنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا، مع بقاء الخيارات الفلسطينية التي أعلن عنها السيد الرئيس محمود عباس في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على الطاولة للتنفيذ في حال بقى الحال كما هو وبقيت الحكومة الإسرائيلية تتهرب من الاستحقاقات المترتبة عليها وفق الاتفاقات.

وتطرقت اللجنة المركزية، إلى الحصار المالي الخانق الذي تتعرض له السلطة الفلسطينية، مؤكدة على أنّ هذه السياسة لن تجبر الشعب الفلسطيني على الخضوع والتنازل عن حقوقه وثوابته الوطنية.

ودعت الأشقاء العرب والأصدقاء إلى تقديم الدعم المالي لتتمكن الحكومة الفلسطينية من الوفاء بالتزاماتها تجاه أبناء شعبنا في أماكن تواجده كافة

الوضع الداخلي:

رحبت اللجنة المركزية، بالخطوات التي يقوم بها السيد الرئيس محمود عباس لترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني، ولقاءاته التي بدأها مع أبناء شعبنا لتعزيز صمود المواطن الفلسطيني في أرضه، مؤكدة على أهمية تضافر كل الجهود الصادقة لتوفير الإمكانيات المتاحة، لأن المواطن هو خط الدفاع الأول عن المشروع الوطني الفلسطيني في مواجهة المشاريع المشبوهة التي تستهدف تصفية قضيتنا الوطنية.

وفي هذا الإطار، رحبت مركزية فتح، بقرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عقد دورة المجلس المركزي قبل نهاية العام الجاري، مؤكدةً على أنّها تشكل فرصة هامة وجدية لترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية من خلال تعزيز وحدة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني والتصدي لمحاولات تمزيق وحدة الساحة الفلسطينية.

وجددت التأكيد، على حرص حركة فتح وأبناءها على إنهاء الانقسام الداخلي، وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون كافة القوى المشاركة فيها ملتزمون بقرارات الشرعية الدولية وبالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ومن ثم الذهاب للانتخابات العامة في الأراضي الفلسطينية كافة وبما يشمل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.

وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لدى حكومة الاحتلال والضغط عليها لإجراء الانتخابات في مدينة القدس المحتلة حسب الاتفاقات الموقعة.

وأشادت اللجنة المركزية، بصمود أبناء شعبنا في كل مكان من أرض الوطن ، وثباته على أرضه في أحياء القدس وكافة نقاط الاحتكاك والمواجهة كبلدة بيتا وبيت دجن والخليل والأغوار وكفر قدوم ويطا وغيرها من محافظات ومدن ومخيمات وقرى الوطن،  ومشاركتهم الواسعة في المقاومة الشعبية السلمية التي باتت تحقق معادلة الصمود والتحدي رغم انف الاحتلال.

وأثنت على الصمود البطولي لأبناء شعبنا في مدينة القدس المحتلة ورفضهم التعاون مع المشاريع الإسرائيلية المشبوهة لتهويد المدينة المقدسة كمشروع قانون التسوية، وتصديهم لاقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك.

وأعربت عن رفضها الكامل لمحاولة الاحتلال تمرير سياسة التقسيم الزماني والمكاني للحرم الشريف عبر السماح للمستوطنين بأداء طقوس دينية، مشددة على أنّ الأماكن الدينية المقدسة الإسلامية والمسيحية هي خط أحمر لن يقبل بأي شكل من الأشكال المساس به أو الاقتراب منه.

وحييت مركزية فتح، أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، مؤكدة على ضرورة التركيز على قضية أسرانا البواسل المضربين عن الطعام، وفضح سياسة التنكيل والاعتقال الإدارية بحق أبطالنا، مشيدة بصمودهم في وجه آلة الاعتقال الإداري والبطش والتعذيب الإسرائيلية.

وحثّت المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان على التدخل الفوري لتوفير الحماية لهؤلاء الأبطال، وتطبيق الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة عليهم باعتبارهم أسرى حرب، مؤكدةً على أنّ قضيتهم ستبقى الشغل الشاغل للقيادة الفلسطينية للإفراج عنهم وتبييض السجون من كافة أسرانا ومعتقلينا.

وجددت التأكيد كذلك، على أهمية تدخل هذه المنظمات الدولية لإنهاء احتجاز سلطات الاحتلال الإسرائيلي لجثامين الشهداء بأسرع وقت ممكن.

وثمنت اللجنة المركزية، الحوار البناء والجاد مع مؤسسات المجتمع المدني لتعزيز مفهوم الشراكة والتعاون لبناء الوطن، مؤكدة على حرص حركة فتح على استمرار هذا الحوار وإنجاحه بما يخدم المشروع الوطني الفلسطيني.

كما أشادت بجهود السيد الرئيس ورئيس هيئة الشؤون المدنية، والتي أدت إلى الحصول على 4000 موافقة، تشمل طلبات للمتقدمين من المحافظات الشمالية والجنوبية للحصول على الهوية وجواز السفر الفلسطيني، وموافقات على تغيير العنوان من المحافظات الجنوبية للمحافظات الشمالية، إضافة الى موافقات من فئة أبناء المواطنين الذين تجاوزوا سن الـ 16 عام ولم يكونوا مسجلين في هويات ذويهم.

هذا وقررت اللجنة المركزية عدداً من القرارات أهمها، تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر الثامن، من اللجنة المركزية والمجلس الثوري والمجلس الاستشاري وكفاءات حركية، والمزمع عقده في 21/3/2022.