استفاق اللبنانيون على خبر صادم مع ارتفاع أسعار المحروقات بشكل جنوني، ما شكل صدمة لدى المواطن ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي.
وأصدرت وزارة الطاقة والمياه جدول تركيب أسعار بيع المحروقات السائلة، حيث رفعت سعر صفيحة البنزين عيار 95 أوكتان إلى 302700 ليرة لبنانية، وصفيحة البنزين 98 أوكتان إلى 312 ألفا و700 ليرة لبنانية، ليزيد سعر الصفيحة حوالي 60 ألف ليرة دفعة واحدة.
وعلق المواطنون بصدمة على هذا الارتفاع الذي طال لقمة عيشهم أكثر فأكثر وسط توقع بارتفاع مستمر في الأسابيع المقبلة بعد ارتفاع سعر برميل النفط عالميا، ويواكبه ارتفاع في سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية التي صارت حاليا في أدنى مستوياتها بعد تخطي سعر الدولار عتبة 20 ألف ليرة لكل دولار.
وغرد رواد التواصل الاجتماعي فعبروا عن صدمتهم متسائلين كيف لنا أن نصل إلى مراكز عملنا بعد اليوم؟
وقال أحد المواطنين، وهو موظف حكومي،إن "راتبنا الشهري أصبح يوازي 4 صفائح بنزين ومن المؤكد أن هذا الارتفاع سيسب ارتفاعا فاحشا بأسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية".
ويأتي هذا الارتفاع بعد أن بات مصرف لبنان يؤمن دولارات لاستيراد الوقود وفق سعر صرف منصة "صيرفة"، الذي وصل إلى 20 ألف ليرة للدولار الواحد وبعد أن ارتفعت أسعار المحروقات عالميا.
ماذا قال أصحاب محطات التوزيع؟
وقال عضو نقابة أصحاب المحطّات جورج البراكس في حديثه، إنها صدمة للمواطن اللبناني وهذا طبيعي لما يترتب عليه من أعباء.
وأضاف "لا تقع المسؤولية على أصحاب المحطات ولا ذنب لأصحاب شركات استيراد المحروقات، فالأسباب مردها إلى ارتفاع سعر برميل النفط عالميا وارتفاع سعر صرف الدولار، وأسعار المحروقات تتأثر بهذين العاملين".
ولفت إلى أن "أسعار المحروقات سترتفع في المرات المقبلة أيضا، بسبب ارتفاع أسعارها عالميا"، مشيرا إلى أنّ "ارتفاع الأسعار سيكون بسبب تدهور سعر الليرة في السوق السوداء".
وأضاف البراكس "وصل أمس سعر برميل النفط عالميا الى 85 دولارا وكل التوقعات تشير الى انه سيستمر بالارتفاع خصوصا بعد الانفتاح وإعادة التواصل بين الدول وعودة حركة الطيران شبه الطبيعية، إضافة الى الحركة التجارية بين البلدان التي عادت طبيعية أيضا بعد ازمة كورونا ما زاد الطلب على النفط".
واعتبر ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا، في حديثه، أن " الارتفاع الجنوني في أسعار البنزين صباح اليوم (الأربعاء) شكل ضربة موجعة للمواطن ولأصحاب المحطات معا، وكان الله بعون المواطن الذي لا أعرف كيف سيتحمل هذا الارتفاع الجنوني دفعة واحدة".
وأوضح أبو شقرا "راتب المواطن أصبح بقيمة 4 صفائح بنزين ولا علم لدينا على أي سعر للدولار وضع الجدول وكان يجب تقسيم هذا الارتفاع على دفعات".
وعزا أبو شقرا السبب "للقرار الذي اتخذه مصرف لبنان بالتوافق مع وزارة الطاقة وقضى بتغيير سعر صرف الدولار من 16 ألف ليرة إلى 20 ألف ليرة لتمويل استيراد مادة البنزين مما ساهم في هذا الفرق".
وختم حديثه "هذا الإجراء سيتسبب بإفلاس أصحاب المحطات وقطاع النفط والمواطن اللبناني معا".
وتختلف الأسعار بين الدول المستهلكة نتيجة لسياسة الدعم الحكومي للبنزين وقيمة الضرائب، ففي الوقت الذي تشتري كل الدول في العالم النفط بنفس السعر لكن، بعد فرض ضرائب مختلفة، تختلف أسعار التجزئة للبنزين بين دولة وأخرى.
ورأى محلّلون أنّه مع انخفاض درجات الحرارة، في ظلّ اقتراب فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي وزيادة الطلب على المحروقات للتدفئة، من المرجّح أن تظلّ أسعار النفط والفحم والغاز الطبيعي مرتفعة.
وتشهد العاصمة بيروت منذ الصباح قطع طرق احتجاجا على ارتفاع اسعار المحروقات.
المصدر: سكاي نيوز عربية