في الحرب القادمة مع "حزب الله"

تل ريف رام.jpeg
حجم الخط

بقلم: تل ليف رام

 

 




سيناريو الجيش الإسرائيلي في الحرب مع "حزب الله" هو أنه في فترة ثلاثة أسابيع سيقع حدثان يتعلقان بمواد خطيرة في مدينة حيفا، وكذا ضربة للميناء المدني في أعقاب إطلاق صواريخ دقيقة من لبنان. على هذه الخلفية ستتدرب في الشهر القادم قيادة الجبهة الداخلية، الشرطة، ومحافل النجدة المختلفة على هذا السيناريو.
في أعقاب ارتفاع الدرجة في قدرات "حزب الله" في كمية الصواريخ، وأكثر من ذلك في قدرة الدقة، أعد الجيش الإسرائيلي عدة تقديرات للضرر الذي سيلحق بالدولة في الحرب. تعد هذه التقديرات ذات احتمالية عالية لأن تقع في المواجهة التالية. وبعد عمل بحثي يأخذ في الحسبان القدرات التي تطورت لدى "حزب الله" إلى جانب قدرات أجهزة الدفاع الإسرائيلية باتت المعطيات أكثر وضوحاً. يأخذ الجيش بالحسبان أن نحو 6 في المئة من النار التي سيطلقها "حزب الله" ستضرب مناطق مبنية، ولن تستطيع وسائل الاعتراض الدفاعية منعها.
في المنطقة الصناعية المجاورة في الخليج يوجد عدد غير قليل من مواقع المواد الخطيرة التي من شأن ضربها أن يحدث انفجاراً كبيراً للغاية وبالأساس تسريباً لمواد خطيرة. ولما كان الحديث يدور عن منطقة يسكن فيها الكثير من المواطنين ممن قد يتعرضون ويتنفسون تلك المواد الخطيرة، يتعاطون في إسرائيل بجدية عالية لاحتمال الضرر والتهديد الكبير الذي يحدق من مثل هذا السيناريو.
مثلما في كل سنة، استعداداً لمناورة الجبهة الداخلية الوطنية يتلقى رؤساء السلطات سيناريوهات لحجم الضرر والإصابات المتوقعة لهم في مدنهم كي يتمكنوا من الاستعداد وفقاً لذلك. ضمن أمور أخرى فإن رؤساء السلطات والجهات المختصة في الطوارئ مطالبون بأن يخططوا عملهم بحيث يكونوا مستعدين لإخلاء نحو 4 في المئة من السكان لديهم في أعقاب إصابة بيوتهم بشكل مباشر أو غير مباشر.
في السنوات الأخيرة بذلت جهود لتقليص حجوم التهديد لتحصين المنشآت في خليج حيفا أو لتقليص كمية ونوع المواد المخزنة فيها، ولكنها لا تزال تعد هدفاً إستراتيجياً للإصابة بنار "حزب الله" مثلما هي موانئ البحر في حيفا وفي أسدود. الفرق الجوهري بين الوضع في حرب لبنان الثانية في 2006 والوضع اليوم هو أن "حزب الله" يجمع قدرات دقيقة، معطى يجعل هذا التهديد أكثر أهمية بكثير في المواجهات التالية مع المنظمة اللبنانية الشيعية.
إضافة إلى ذلك في 10 تشرين الثاني من هذا العام، بعد أن تنتهي مناورة الجبهة الداخلية الوطنية، ستجرى مناورة مشتركة لقيادة الجبهة الداخلية ومحافل النجدة المختلفة في "كريات شمونا"، والتي ستتصور ضربة صاروخ لمصنع فيه مواد خطيرة. في حالة حدث حقيقي كهذا ستطلق قيادة الجبهة الداخلية إخطاراً خاصاً، إضافة إلى الأخطار الذي سيطلق في أعقاب إطلاق الصاروخ، وسيوجه سكان المنطقة لأن يغلقوا على أنفسهم في المكان الأكثر تحصيناً الذي يمكن لهم أن يكونوا فيه، في غرفة داخلية، وأن يطفئوا المكيفات، ويغلقوا الأبواب والنوافذ، وأن يعملوا وفقاً لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية.
في أحداث المواد الخطيرة ستعمل غرفة حربية واحدة لكل محافل النجدة ذات الصلة: قيادة الجبهة الداخلية، الإطفائية، الشرطة، نجمة داود الحمراء ومحافل حكومية أخرى. وبعد الدفاع الكامل، يفترض بالقوات إلى جانب مدير المصنع أن يعثروا على مصدر التسريب للمادة الخطيرة. وبالتوازي، تجري الشرطة إغلاقات للطرقات لمنع دخول المواطنين إلى المنطقة الخطيرة. ويعنى جنود قيادة الجبهة الداخلية بإخلاء السكان وفقاً لحجم تسريب المواد الخطيرة، ومدى خطورتها ومحيط تأثيرها على التجمعات السكانية في المنطقة.
وإلى ذلك، قال وزير المالية ورئيس "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، أول من أمس: إن "المواجهة مع إيران مسألة وقت فقط، وليس الكثير من الوقت". في مقابلة في أستوديو "واللا" مع تل شيلو وييكي أدمكر شدد ليبرمان على أنه "لا يمكن لأي خطوة دبلوماسية أو اتفاق أن يوقف البرنامج النووي الإيراني. هم يرون كوريا الشمالية، رغم الخطوات الدبلوماسية، ويرون تعاظمها غير المسبوق. من المحظور على الشعب اليهودي أن يعيش في أوهام. هتلر كتب كتابه في 1923 وبعدها استولى على الحكم. هذه مشكلة الأسرة الدولية، ولكن قبل كل شيء مشكلتنا. فهم صرحوا بأن سياستهم هي إبادة إسرائيل، وهم بالفعل يقصدون ذلك".

عن "معاريف"