هارتس : يـائــــير لابـــيــــــد فـــــي خــــــدمــــــة الكـــهــانيــين

حجم الخط

بقلم: إيريس ليعال


يجب علينا بذل الجهد من أجل فهم لماذا أثارت أقوال يائير لابيد في يوم ذكرى إسحق رابين الغضب الكبير جدا.
من يواصلون درب يغئال عمير حقا يجلسون في الكنيست. حتى أن ايتمار بن غبير عمل بصورة صريحة من أجل إطلاق سراح عمير من السجن.
إذا من ماذا يشعرون بالإهانة؟ ربما، هنا أنا ارمي فكرة، أن ما يهين حقا في أقواله هو حقيقة أنها قيلت في شهر فيه حزب يوجد مستقبل تراجع أمام بن غبير مرتين؟.
هذا بدأ بوزير الرفاه، مئير كوهين، الذي أوقف تقدم حملة مهمة لمساعدة الأطفال الذين تعرضوا للتحرش الجنسي، لأن بوصلة الأخلاق التي عبدها القاتل الجماعي، باروخ غولدشتاين، لم يكن من اللطيف عليها رؤية مغني الراب الفلسطيني تامر نفار في طليعة هذه الحملة.
بدلا من القول لبن غبير إلى أين يمكنه أن يدفع عنصريته الخبيثة، أمر الوزير بإخفاء الحملة من الصفحات الرقمية لوزارته.
لم يمر أسبوع ورئيس لجنة الخارجية والأمن، رام بن براك، الذي هو أيضا من حزب يوجد مستقبل، إصابة الذعر إزاء منشور في «صوت اليهودي»، وهو موقع يميني متطرف تمتلكه رابطة «يهود سعداء» من يتسهار.
مستشارة في مكتبه، كتب في البيان، المحامية لينير أبو هزاز، التقطت صورة مع رجال دين، «يحرضون على الإرهاب ويؤيدونه».
صحيح أنها هي نفسها نشرت الصور ورجال الدين هم جزء لا يتجزأ من المجتمع العربي، حتى في دورة في مجال تطوير الهندسة المعمارية التي شاركت فيها.
فقط من امرأة عربية يمكن لليهود أن يطلبوا توضيح، قبل أي مصافحة أو التقاط أي صورة، ما الذي قاله رجل دين في ماضيه وأي الأقوال منسوبة إليه.
هكذا بن غبير، الخبير في التحريض والإرهاب في الكنيست، طلب من بن براك إقالتها. ومثل عضو حزبه مئير كوهين فإن بن براك تجمد وغرد بأنه يجمد نشاط أبو هزاز حتى القيام بفحص معمق.
مرتين، واحدة تلو الأخرى، خضعت شخصيات رفيعة في حزب لابيد لتلاعب من يواصلون درب يغئال عمير. فهل يجب علينا التأثر من الخطاب؟.
هذه هي المشكلة الحقيقة مع لابيد. الروح يظهرها على المنصة وعدم الشجاعة يظهره في الواقع.
طالما أنه خضع إلى إملاءات الكهانيين وطالما أنه يعطي بن غبير القوة كي يقوم نيابة عنه بالانتقاء وتحديد من سيظهر في الحملات ومن سيقدم النصائح، فانه يحولنا جميعا رغم انفنا إلى «مواصلي دربه».
في مدينتنا وسائل الإعلام المسحورة ببن غبير تحولنا كل يوم إلى بطل ساخر يثير الشفقة، الذي تم إبعاده إلى هامش المجتمع هو المتهم بسلوكه الاجتماعي المثير للشفقة.
في النهاية هم يقولون، عميق جدا ينبض قلب وطني جميل، وهم فقط يعرضون علينا الـ»إيه.كي.جي».
ما هي الاحتمالية الموجودة لدى مغني راب فلسطيني أو مستشارة عربية أمامه؟ هو يعرف ذلك.
لهذا هو ذهب لمواجهة عضو الكنيست ايمن عودة في مستشفى كابلان. ما هي الاحتمالية التي توجد لعودة أمام الجوكر؟ في الصراع بين المهرج اليهودي البائس وبين العربي النذل دائما سنشجع الأول.
لابيد قال الحقيقة، لكن ليس جميعها. فمن يواصلون درب يغئال عمير، نعم يجلسون في الكنيست وهم يكسرون يد يوجد مستقبل. وقد فعلوا ذلك مرتين في هذا الشهر ودون أي جهد. يوجد لهم تأثير حتى من مقاعد المعارضة. لابيد، بني غانتس، نفتالي بينيت، اييلت شكيد وجدعون ساعر يسخرون منهم. «أنتم بدأتم أولا»، يدافعون عن أنفسهم عندما يتهمونهم بضم راعم للحكومة، ويذكرون بأن «بيبي هو الذي شق الطريق لذلك».
لماذا؟ لأن الحقيقة هي أنهم يكرهون انفسهم قليلا بسبب هذه الشراكة. يصعب عليهم التحرر من الشعور بأن الأمر يتعلق بجريمة ضد الوطنية. لذلك، أي تغريدة لبن غبير أو بتسلئيل سموتريتش تلقي عليهم رعبا شديدا. صحيح أن الكهانيين ادخلهم حقا إلى الكنيست بنيامين نتنياهو، لكن هم لهم تأثير بفضل يائير لابيد.

عن «هآرتس»