حين كتبنا قبل عشر سنوات ان الولايات المتحدة الامريكية ممثلة بحكم الحزب الديموقراطي ، تنفذ نظريا ( الفوضى المنظمة ) ، ومضمونها ان الفوضى مسيطر عليها !! وان الامر سيستمر بين عشرة الى عشرين عاما في البلدان العربية . لم يكن هذا الكلام يلاقي قبولا عند الجميع .
ولكن الاحداث التي جرت في السنوات العشر الماضية تؤكد هذا الاحتمال ، وبعض الدول انهارت تماما تحت هذه التجربة ، وبعض الدول صمدت ، وبعض الدول تحاول الصمود ، وبعض الدول استسلمت ، وأخرى قررت منذ اللحظة الأولى ان تقاوم وتقاتل ضد هذا المخطط التدميري وضد ادواته .
ومما يحدث الان في البلدان العربية لا يبدو أن الامر يقترب من النهاية رغم مرور 11 عاما على ما اصطلح عليه بالربيع العربي .
ترامب قطع الطريق بفجاجة على الحزب الديموقراطي ، واستثمر سنوات الحكم الأربع في مساندة الاحتلال الصهيوني وفي ابتزاز الدول العربية الغنية لينهب ثرواتها علنا وعلى شاشات التلفزة .
ثم جاء بايدين ليواصل لعبة الدم التي بدأها الحزب الديمقراطي أيام هيلاري كلينتون في مصر . ومن يتابع الاحداث في العواصم العربية لا يساوره شك انها نفس اللعبة وأنها نفس الأدوات .
مصر نجت من المذبحة بأعجوبة ، ليبيا تحطمت تماما ، سوريا تدمرت بالكامل وهي تقاتل ، لبنان تتعرض لمؤامرة كاملة متكاملة ، العراق تحاول النجاة ، اليمن احترقت بالحروب ، فلسطين تقاوم بلا تردد ، السودان دخلت في نفق مظلم ، وبعض الدول اختارت أو تتعزل بطريق التطبيع ظنا منها انه حبل النجاة وهي لا تدرك حتى الان انه حبل المشنقة الذي سيشد على عنقها حتى تحتنق بلا رحمة وبلا قيمة .
فلسطينيا .. كل المؤشرات تدل على الطريق الجديد . وهو طريق إجباري وحيد للخروج بأقل الخسائر من الفوضى المنظمة . طريق الهروب من الدائري المجنون الذي ندور حوله منذ ثلاثين عاما .
وفي حال صدقت التوقعات . في الطريق الجديد ، أمريكا ليست صاحبة اللعبة ، وإسرائيل ليست هي الشريك .