قال وزير الطاقة اللبناني، وليد فياض، إن المباحثات بشأن الحصول على الغاز والكهرباء من مصر والأردن "تشهد تقدما"، متوقعا بدء محادثات قريبة مع دولة الإمارات، التي عرضت المساعدة للحد من انقطاعات الكهرباء في البلاد.
وصرح على هامش زيارته للقاهرة، أوضح وليد فياض أن "العمل جار على كافة الأصعدة للتوصل إلى اتفاقيات لاستجرار الغاز من مصر عبر الأردن والتبادل في سوريا، واستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن مرورا بسوريا".
ولفت إلى "أخذ نواحٍ سياسية في الاعتبار، خاصة التواصل مع واشنطن، التي أصدرت رسائل طمأنة لعدم دخول هذه العقود والأعمال في إطار العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا".
وعن موعد ضخ الغاز لبلاده، قال فياض: "بدأنا بالتعاون مع الجانب المصري وشركة TGS في الأردن لمعاينة خط الغاز في بلادنا وإصلاحه، مما سيستغرق عدة أسابيع، وصدر تقرير بالنسبة لاحتياجات الإصلاح للبدء في التنفيذ".
ونوه المسؤول اللبناني إلى أنه "تم الاتفاق مع الجانب المصري لمعاينة خط الغاز في سوريا لتقدير الكمية التي يمكن إنتاجها في مصر، والتعرف على قدرة الخطوط التشغيلية، والكمية التي يمكن جرها إلى لبنان، وذلك بالتعاون مع الطرف السوري".
عقود جديدة وإحياء عقود قديمة
وأشار فياض إلى أن مصر "تقف موقف الإخوة مع لبنان في أزمته الحالية"، مضيفا: "بالنسبة للمستو التعاقدي والتجاري، أجرينا محادثات مع وزير البترول المصري طارق الملا، وفريق شركة إيجاس، وتوصلنا لتفاهمات نتج عنها مذكرة تفاهم سيتم التوقيع عليها هذا الأسبوع".
واستطرد: "بدأنا أيضا مراجعة عقود توريد الغاز المصري إلى لبنان ليتناسب مع المستجدات، ووضع أسعار مناسبة لمصر ولنا"، منوها إلى أن هذا العقد وقع عام 2009 ويتم تحديثه الآن.
وإضافة لما سبق، ستتم مراجعة التعاقد بالنسبة لتبادل الغاز بين مصر وسوريا لمصلحة لبنان، وفي نفس الوقت مراجعة اتفاقية نقل الغاز على الخط من الأردن إلى سوريا فلبنان، بالإضافة إلى مراجعة عقد التشغيل والصيانة، بحسب فياض.
ورجح المسؤول توقيع عقد التشغيل والصيانة مع شركة TGS:"، مضيفا: "لذلك نعمل على إعادة صياغة ما كان موجود سابقا لنصل إلى تعاقد جديد".
وعن الكميات التي يسعى لبنان لاستيرادها من مصر، قال: "توصلنا لنسبة في حدود 650 مليون متر مكعب بالعام الواحد، وهي تكفي لتشغيل محطة دير عمار"، مضيفا أنه "سيتم نقل الغاز إلى لبنان عن طريق خط الغاز العربي".
وعن حالة التشغيل الآن، أوضح: "نستورد حاليا الوقود الخاص بالكهرباء من العراق بموجب اتفاق على عقد مسهل لمدة عام، ويتم إمدادنا بحوالي 60 ألف طن شهريا، وحصلنا على منحة من مصرف لبنان بحوالي 100 مليون دولار للحصول على الوقود من المناقصات لإضافة ساعات على الشبكة الكهربائية، وأيضا نجري مباحثات مع الأردن لمدنا بـ 250 ميغا وات".
أما عن خطوات منع تكرار حدوث إظلام تام في البلاد، فيشير الوزير إلى "الجهد الجاري" للمحافظة على الـ400 ميغا وات لشبكة الكهرباء، قائلا: "هذه ضرورة فنية لثبات الشبكة، ويتم تأمينها عن طريق كمية الطاقة التي نستوردها من العراق"، منوها إلى أن "انقطاع الكهرباء في بيروت كان سببه تأخر وصول شحنة الوقود، وأنه تمت السيطرة على ذلك بالاستعانة بالجيش".
ولجلب وقود أكثر، أوضح وزير الطاقة اللبناني: "نتواصل مع العراق لزيادة الوقود، وعقدت لقاءات مع سفراء عدة بلدان، كذلك نواصل المباحثات مع البنك الدولي، الذي أبدى رغبه شديدة في مساعدتنا وتمويل العقود مع مصر والأردن".
وحول دور الإمارات في مساعدة لبنان، قال الوزير: "عندما توليت حقيبة الطاقة اتصل بي وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، سلطان الجابر، وأعرب عن رغبة بلاده في مساعدة لبنان، مؤكدا أنه ستتم دعوتنا للنقاش حول الأمر، ونحن في انتظار أن تتبلور المباحثات بطريقة إيجابية".
المصدر: سكاي نيوز عربية