تحــويـل وادي الجــوز إلـــى "وادي السـلكــــون؟!

C619D187-8362-4CA4-8F52-0E435A743C9F-e1548772995239.jpeg
حجم الخط

بقلم: نير حسون

 



شارع وادي الجوز الذي يقع بين جبل المشارف وحي الشيخ جراح والبلدة القديمة يستخدم كشارع للكراجات في القدس منذ أواخر العهد الأردني.
إلى جانب مئات الكراجات المنتشرة على طول الشارع توجد هناك أيضا محال لبيع قطع السيارات ومواد البناء والمطاعم.
ومثلما في معظم شوارع شرقي القدس، أيضا في وادي الجوز لا توجد أرصفة والمباني فيه هي خليط من البيوت الحجرية الأردنية وأكواخ الصفيح ومعرشات مرتجلة إلى جانب بضع مبانٍ حديثة.
الشارع الذي يوصل إليه من الشيخ جراح، شارع عثمان بن عفان، هو بشكل عام صعد إلى العناوين حول الصراعات التي يديرها المستوطنون في المنطقة من أجل إخلاء العائلات الفلسطينية التي تعيش فيه، أو بسبب المواجهات العنيفة بين اليهود والفلسطينيين في الحي. وحسب الخطة التي صادقت عليها البلدية في الأسبوع الماضي فإن هذين الشارعين يتوقع أن يتغير طابعهما بدرجة كبيرة.
من قاموا بوضع الخطة اعتبروا ذلك ثورة غير مسبوقة في شرق القدس منذ 1967.  تخصص هذه الخطة 230 ألف متر مربع لمبنى جديد للتشغيل والفنادق والتجارة.
شارع وادي الجوز حسب الخطة سيتحول إلى شارع بلدي عصري وسيشمل عشرات مباني المكاتب التي تتكون حتى من 14 طابقا.  
يمكن أن تكون هذه المباني القلب النابض للاقتصاد في شرقي القدس. في نفس الوقت، البلدية تدفع قدما بإقامة كلية في الشارع للتأهيل المهني للشباب في شرق القدس كي يستطيعوا الاندماج في حي الأعمال الجديد.
سيتسع الشارع أيضا ليصبح كافيا كي يتمكن القطار الخفيف من المرور فيه. في شارع عثمان بن عفان يخططون لإقامة متنزه ومنتجع.
تدفع بلدية القدس وسلطة تطوير القدس قدما بخطط في المنطقة في الوقت نفسه.
الخطة الرئيسة التي أعدتها المهندسة المعمارية يعارا روزنر وخطة مبادئ تخطيط المنطقة وخطة مفصلة اعدها المهندس المعماري ميخائيل بن من مكتب آري كوهين.
وضع رئيس البلدية، موشيه ليون، اسما للشارع وهو «وادي السلكون». بالنسبة له هذا الاسم يعكس الأمل في رؤية شركات هايتيك تظهر وتحل محل الكراجات المهملة. ولكن المسافة حتى تطبيق هذه الخطة ما زالت طويلة. ومثل أي تغيير في شرق القدس، ترافقه مخاوف وشكوك كبيرة.
المشكلة الأولى وربما الأكبر هي أنه خلافا لخطط مشابهة في غرب المدينة، تقريبا كل الأراضي في شرق القدس هي أراضٍ بملكية خاصة.
المعنى هو أنه بعد المصادقة على الخطة في لجنة التخطيط فإن أصحاب الأراضي سيضطرون إلى أن يجندوا بأنفسهم الأموال المطلوبة لتحقيقها. لهذا السبب من غير الواضح إذا كان كل أصحاب الأراضي سيوافقون على الدفع قدما بالإخلاء والبناء في هذه النقطة الزمنية. إضافة إلى ذلك، الأخطر هو أنه من غير الواضح من أين سيأتي التمويل للبناء. الأرض في وادي الجوز مثلما هي الحال في 90 في المئة من أراضي شرق القدس غير مسجلة في الطابو. لذلك، لا يمكن وضع الأرض كضمانة لتجنيد التمويل من البنوك. وحسب الجهات التي تشارك في الخطة فانه من اجل تطبيق الخطة سيكون مطلوب مشاركة كثيفة للبلدية وسلطات أخرى.
أحد الحلول التي طرحها سكان وأصحاب أراضٍ فلسطينيون هي زيادة عدد الشقق المخطط لها. الآن الخطة تخصص ليس اكثر من 10 في المئة للسكن. وعلى خلفية ضائقة السكن في شرق القدس فإن البناء للسكن هو ربح مؤكد للمقاول. لذلك، ستضمن زيادة عدد الشقق المشمول في الخطة تنفيذها. «من اجل تنفيذ المشروع لا يمكن الاعتماد فقط على التشغيل والسياحة»، قال مصدر مشارك في بلورة الخطة.
ولكن حسب مصادر مطلعة على الأمر فان اللجنة المحلية في القدس تميل إلى معارضة المصادقة على خطط يوجد فيها عدد كبير من الشقق للفلسطينيين في شرق القدس.
«سياسيا هذا لا يعمل. لقد وصلنا إلى الحد الأعلى مع اللجنة المحلية»، قال أحد المشاركين.
مشكلة أخرى تتعلق بمستقبل 500 عامل وأصحاب مصالح تجارية يعملون الآن في وادي الجوز. وتنفيذ الخطة، يقولون في الشارع، يحتاج إلى حل تشغيلي لهؤلاء الناس. «هذا جاء على حساب الناس الضعفاء، الذين حصلوا على كراج من جد الجد»، قال يونس يمن، وهو صاحب محل لبيع قطع السيارات. «هم يريدون التطوير والهايتيك والتقدم، هذا هو المستقبل، لكن ليس على حساب الضعفاء. يجب التفكير بهؤلاء الناس». اقترح نشطاء اجتماعيون على البلدية البدء منذ الآن القيام بالأعمال الاجتماعية إزاء العمال وأصحاب المصالح التجارية من اجل العثور على مصادر تشغيل بديلة لهم.
إضافة إلى ذلك يطرح سؤال: ما هي الشركات التي تريد وضع نفسها بين الشيخ جراح والبلدة القديمة. إلى جانب الصورة المتوترة والعنيفة في المنطقة فإن شركات دولية وشركات إسرائيلية أيضا تعمل مع السوق العالمية، يتوقع أن تواجه معارضة سياسية من أصحاب الأسهم أو الزبائن إذا إرادت استئجار مكاتب خلف الخط الأخضر.
لا يوجد لنا الكثير من بدائل التشغيل لمثل هذا الموقع. إذا أردت زيادة عدد النساء العاملات فيجب علي فعل ذلك في الأحياء وإلا فان هذا لن يحدث أبدا»، قال مستشار رئيس البلدية للشؤون العربية، أوري يكير. «عندما قمنا بإعداد الخطة قلنا إن شرق القدس يجب أن يحصل على نفس الإمكانية الكامنة (نفس نسبة البناء بالنسبة لمساحة الأرض) مثلما هي الحال في غرب المدينة بالضبط. لذلك، ذهبنا إلى الحد الأدنى للبناء من أجل التشغيل»، قال وأضاف «إن دمج الاستخدامات بين السكن والتشغيل لا يعمل حتى في تل أبيب». وحسب قوله، الموقع مفتوح لجميع الشركات، الإسرائيلية والدولية والفلسطينية.
يكير أكد أن البلدية ستواصل كونها مشاركة وستشجع أصحاب الأراضي على تنفيذ الخطة. «لقد عثرنا في السابق على 800 – 1000 شخص من سكان شرق القدس، في إعمار 20 – 30 سنة، لديهم إمكانية للعمل في الهايتيك، وهم في معظمهم من خريجي الرياضيات وعلوم الحاسوب في جامعات في الضفة. نحن نعمل على التدريب وبناء الكلية. وفي اللحظة التي اظهر فيها للشركات بأنه يوجد لديها قوة عمل فهي ستأتي للمقاول، وهو بدوره سيرى أنه يوجد مستقبل لهذا المشروع»، قال.
بالنسبة لمستقبل العاملين قال يكير: «أنا كبلدية يجب علي إيجاد مكان يمكن فيه تصليح السيارات. نحن ندفع قدما بإقامة مجمع جديد للكراجات في المدينة، ونقوم بمساعدة الأشخاص الذين يوجدون هناك. والد رئيس البلدية عمل في كراج. لذلك، هو يتحدث معنا عن ذلك وهو يهتم بهم. ولكن دون الاستخفاف بألم العمال، يجب علينا التفكير أيضا بالمصلحة العامة».

عن «هآرتس»