تصطاد الدببة القطبية الفقمة عادة من الجليد البحري في الدائرة القطبية الشمالية، ولكن الحيوانات المهددة بالانقراض تُدفع إلى اليابسة بسبب انحسار الجليد لتبحث عن فريسة جديدة.

وأصدر علماء الأحياء في المحطة القطبية البولندية الواقعة في أرخبيل سفالبارد النرويجي، أول لقطات لدب قطبي يصطاد ويلتهم حيوان الرنة.

وبدأت عملية الصيد المميتة، التي حدثت في أغسطس 2020، عندما طاردت أنثى دب قطبي بالغة حيوان الرنة البالغ الذي حاول الهروب من المفترس بالسباحة في خليج Isbjørnhamna.

ومع ذلك، استغرقت أنثى الدب القطبي ما يزيد قليلا عن دقيقة لتلحق بفريستها، وتقتلها ثم تسحبها إلى الشاطئ حيث مزقتها لالتهامها.

ويعتقد الفريق أن هذا السلوك لا يرجع فقط إلى فقدان الجليد البحري، ولكن القطب الشمالي شهد زيادة طفيفة في أعداد حيوانات الرنة على مدى العقود الثلاثة الماضية، وأصبح الوصول إليها أكثر سهولة من قبل الحيوانات المفترسة المهددة بالانقراض.

وزاد عدد حيوانات الرنة في عام 1973 عندما حصلت على الحماية الفدرالية.

وكتب الباحثون في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Polar Biology: "تشير مصادر ما قبل عام 2000 إلى أن الدببة القطبية لا تهاجم حيوان الرنة في سفالبارد. هذا التقرير هو أول وصف وتوثيق للمسار الكامل لمطاردة الدب القطبي للرنة البالغة في هورنسوند، جنوب غرب سبيتسبيرغن، وكذلك لسلوك صيد الدب واستجابة حيوان الرنة".

وتتضمن الورقة أيضا ما لا يقل عن 12 تقريرا من المارة، الذين رأوا الدببة تصطاد أو تأكل الرنة، وهو ما يقول الفريق إنه دليل على أن الهجمات أصبحت أكثر تواترا.

وسُجّل الحدث الموثق من قبل الباحثين في 21 أغسطس 2020، لكن الفريق نشر اللقطات الآن.

ورصد الدب القطبي على بعد حوالي 328 قدما من المحطة القطبية البولندية، ما دفع العديد من العلماء إلى الخروج وإلقاء نظرة أفضل على الحيوانات البرية.

ولاحظوا أن الدب يسير باتجاه شاطئ خليج Isbjørnhamna، حيث تناثرت معظم حيوانات الرنة، لكن أحدها وقع في مرمى البصر واختار المخاطرة به في الخليج - بدلا من اليابسة.

واندفع الدب نحو الشاطئ وغاص في المياه المتجمدة، ووصل إلى حيوان الرنة على بعد حوالي 82 قدما من الشاطئ. ثم أمسك الدب مؤخرة الرنة بمخالبها، ما سمح لها بإيقاف فريستها.

وكتب المعدون في الدراسة: "كافح المهاجم والفريسة لفترة، وتظهر أجزاء من كل حيوان بالتناوب على السطح".

وبعد القتال حتى الموت، جرّت أنثى الدب جثة حيوان الرنة النافق إلى الشاطئ وبدأت في تمزيقه.