ثورة التحرير الجزائرية هي حرب اندلعت في الفاتح نوفمبر 1954 بمشاركة حوالي 1200 مجاهد كان بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضع قنابل تقليدية، فسارعت حكومة "منداز فرانس" إلى سجن كثير من الجزائريين في محاولة فاشلة لإحباط الثورة من مخططات عسكرية كبرى.
في الرابع من نوفمبر يُقتل رمضان بن عبد المالك، أحد القادة 22، وفي 5 نوفمبر 1954 بدأت فرنسا إرسال إمدادات عسكرية إلى الجزائر لإخماد الثورة في مهدها؛ فتوالت المعارك، ليسجل 08 نوفمبر أسر أحمد زبانة في معركة "غار بو جليدة".
وفي الثالث عشر شرعت فرنسا بقصف جوي بالطائرات لمواقع المجاهدين في الأوراس؛ ويُقتل باجي مختار أحد مفجري الثورة قرب سوق أهراس؛ ليستشهد بعده بلقاسم ڤرين في 29 نوفمبر 1954، ومن ثم يصدر بيان من جمعية العلماء الجزائريين المسلمين الذي وقعه الشيخ البشير الإبراهيمي في القاهرة دعا فيه إلى الالتفاف حول الثورة.
وفي 22 ديسمبر 1954 فرنسا تشن حملة اعتقال واسعة استهدفت مناضلي حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وفي اليوم الموالي بدأت العمليات العسكرية الفرنسية الكبرى بالجزائر، فنفذت ثلاث عمليات سنة 1955 عبر جبال الأوراس وطول حدود الجزائرية التونسية.
ثم تجددت مع مجيئ الجنيرال ديغول وتعيينه قائدا عامة للقوات العسكرية في الجزائر، وضع الجنيرال شارل ديغول برنامجا مكثفا ينفذه أكثر من 600 ألف جندي مختصين في حرب العصابات، كما عرف شهر ديسمبر 1954 تأسيس فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا وتنفيذ جيش الاحتلال لعمليات "ايمهول" على يد 500 جنديا يساندهم الطيران ومشطت جنوب الأوراس وجبال النمامشة.
وفي 18 جانفي 1955 استشهد مراد ديدوش قائد المنطقة الثانية وأحد مفجري الثورة بعد معركة بدوار الصوادق، وسجل اليوم الموالي الإفراج عن عبان رمضان.
تأثر جيش الاحتلال أمام ضربات جيش التحرير بجبال الأوراس، فطلب الجنيرال قائد الناحية العسكرية العاشرة من باريس إرسال الدعم للقضاء على الثورة؛ فتوالت العمليات العسكرية؛ لتنطلق في 23 جانفي 1955 عملية "فيرونيك" بالأوراس بمشاركة 07 آلاف جنديا يساندهم الطيران شملت ناحية جبال خدو في الأوراس.
وفي 25 جانفي 1955 عين جاك سوستال حاكما عاما على الجزائر فقاربت اعداد القوات الفرنسية بالجزائر مطلع فيفري 84 ألف جندي، وفي 05 فيفري 1955 سقطت الحكومة الفرنسية، ومصطفى بن بولعيد يُعتقل بتونس أثناء تنقله إلى ليبيا لتزويد الثورة بالسلاح في 11 فيفري 1955.
وفي 26 فيفري يبلغ عدد جنود فرنسا بالجزائر ضعف عددهم إبان اندلاع الثورة خاصة مع اعلان الحلف الأطلسي مساندته الحكومة الفرنسية حربها ضد الجزائر كما صادق البرلمان الفرنسي في 30 مارس 1955 على قانون حالة الطوارئ بالجزائر ليفرض في اليوم الموالي على منطقة الأوراس والقبائل، وما بين 18 - 24 أفريل 1955 شاركت جبهة التحرير الوطني في مؤتمر باندونغ وهو ما اعتبر أول انتصار دبلوماسي تحققه الثورة.
تاريخ 23 أفريل 1955 شهد ظهور "اليد الحمراء" وهي المليشيات التي شكلها المستوطنون الفرنسيون لخطف وتعذيب الجزائريين.
وفي 28 أفريل 1955 وسعت حالة الطوارئ لتشمل بسكرة والوادي، مع تدعيم مجهود حربي فرنسي قُدّر 15 مليار فرنك للقضاء على الثورة في 05 ماي 1955، ليقرر مجلس الوزراء الفرنسي في اليوم الموالي إضافة 40 ألف جندي إلى الجزائر واستدعاء الاحتياطيين لتدعيم المجهود الحربي الفرنسي، في حين صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح تسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمال الدورة القادمة، وفي 01 جوان 1955 جاك سوستال يعلن عن إصلاحات في الجزائر قصد إضعاف الثورة.
وفي 13 جوان 1955 تندلع معركة "الحميمة الأولى" في الولاية الأولى، وفي شهر جوان 1955 انطلقت عملية "فيوليت" بالأوراس، وفي 04 جويلية 1955 ظهر ميلاد الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين ليضرب التجار الجزائريين في اليوم الموالي 05 جويلية 1955 في الذكرى 125 للاحتلال.
وفي 16 جويلية 1955 يقرر أعضاء اللجنة المركزية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية الالتحاق بجبهة التحرير وحل حركتهم، وفي 07 أوت 1955 يصدر تمديد حالة الطوارئ بالجزائر لستة أشهر، وفي 20 أوت 1955 يبدأ الهجوم الشامل بمنطقة الشمال القسنطيني.
دارت الحرب بين الجيش الفرنسي والثوار الجزائريين بعدة تنظيمات إتحدت جلها لتصير جبهة التحرير وجيش التحرير، الذين استخدموا حرب العصابات بصفتها الوسيلة الأكثر ملاءمة لمحاربة قوة جرَّارة مجهزة أكبر تجهيز، خصوصاً وأن الثوار لم يكونوا يملكون تسليحاً معادلاً لتسليح الفرنسيين.
كان الجيش الفرنسي يتكون من قوات الكوماندوز والمظليين والمرتزقة متعددة الجنسيات، وقوات حفظ الأمن، وقوات الاحتياط، والقوات الإضافية من السكان الأصليين أو من أطلق عليهم اسم الحركة. حظت قوات جيش التحرير الوطني التابعة للفرع العسكري من جبهة التحرير الوطني على تأييد الشعب الجزائري الكامل، بل والجالية الجزائرية في المهجر، وخاصة في فرنسا.
انتهت الحرب بإعلان استقلال الجزائر في 5 جويلية 1962، وهو نفس التاريخ الذي أعلن فيه احتلال الجزائر في سنة 1830. وقد تلا إعلان الاستقلال الجنرال شارل ديغول عبر التلفزيون، مخاطباً الشعب الفرنسي.
وجاءَ الاستقلال نتيجة استفتاء تقرير المصير للفاتح من جويلية، المنصوص عليه في اتفاقيات إيفيان في 18 مارس 1962، وأعلن على إثره ميلاد الجمهورية الجزائرية في 25 سبتمبر ومغادرة مليون من الفرنسيين المعمّرين بالجزائر منذ سنة 1830م.