بقلم: روغل الفر

هآرتس: إسرائيل توقّع شهادة وفاتها "في طريق الدمار"

روغل الفر
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

سبق أن وقعت إسرائيل على شهادة وفاتها. لم يبق سوى انتظار ما هو محتم. هاكم العوامل التي تجرّنا إلى الدمار:

1- إسرائيل هي دولة أبرتهايد ثنائية القومية. وهذا أمر غير قابل للتراجع عنه.

الأغلبية الثابتة في أوساط اليهود في إسرائيل، الوحيدون الذين يحددون فيها السياسة، يؤيدون استمرار الاحتلال، سواء بشكل نشط بكونهم مستوطنين ويصوتون لأحزاب تسعى إلى الضم وجنود (لا يستحقون صفة مقاتلين) ينفذون الاحتلال، أو بشكل سلبي مثل عدم مبالاة بالاحتلال وعدم القيام بمحاربته رغم أنهم يعارضونه بشكل مبدئي. فعليا أغلبية الإسرائيليين يتعاونون مع الاحتلال، وسيستمرون في ذلك.

الفلسطينيون أضعف من أن يغيروا الواقع. وإذا بدؤوا في انتفاضة فستقوم بمحوها قوات الاحتلال الأقوى منها، ولن يؤلم العالم إسرائيل بما فيه الكفاية كي يجعلها تغير توجهها.

في ظل غياب معارضة حقيقية فإن إسرائيل قادرة على مواصلة الاحتلال لفترة طويلة، بثمن أخلاقي فظيع، أصبحت علاماته معروفة. ولكن فعليا تفسير هذا الأمر هو أن إسرائيل توقفت عن كونها ما كانت تحب تسميته "دولة يهودية" (مع أقلية 21 في المئة عرب داخل الخط الأخضر)، وأيضا هي لم تعد صهيونية كذلك. فقط بربرية.

2- البيبية. وهي الثمرة المرة للاحتلال. حركة عنصرية، فاشية، مناوئة للديمقراطية، مدفوعة بأسس مسيحانية دينية، تسجد كنوع من عبادة الشخصية لزعيم فاشل متهم بمخالفات جنائية لا يكلف نفسه عناء إخفاء غريزته الديكتاتورية، ويواصل السعي إلى تقويض سلطة القانون والتمتع بدعم الجمهور الواسع، وربما سيعود بسرعة إلى الحكم. وإذا حدث ذلك فستختفي من إسرائيل أيضا الديمقراطية المحفوظة لليهود. القليل الذي بقي من اليسار الليبرالي، والذي يعارض الاحتلال، سيواصل تحت حذاء ديكتاتورية بنيامين نتنياهو. حتى إذا اختفى نتنياهو من المشهد السياسي (أنا لا أراهن على ذلك)، فإن البيبية ستواصل وجودها وتضخمها حتى من غيره، بصيغة معينة، مثل البيرونية في الأرجنتين.

3- الأصوليون. الحكم الذاتي الأصولي سيواصل النمو، وسيستمر في إخراج مواطنين غير ديمقراطيين وليس لهم ثقافة غربية أساسية ولا يعتبرون انفسهم خاضعين للقانون، والذين الكثير منهم لا يعملون وهم يشكلون عبئاً آخذاً في التزايد على الاقتصاد، من أوساطه.

4- جودة البيئة. في الوقت الحالي إسرائيل دولة مكتظة جداً، حسب معايير غربية. بسبب بيانات الولادة في أوساط الأصوليين فإن الاكتظاظ يتوقع أن يزداد.

إضافة إلى ذلك، تعاني إسرائيل من إهمال إجرامي للمواصلات والخطوات التي يجب اتخاذها بسبب أزمة المناخ. وضع الاختناقات شديد، ومن غير الواضح إذا كان القطار الخفيف في تل أبيب سينجح في تخفيفها. دولة مكتظة وملوثة وساخنة جدا وعصبية ومتعرقة، هي تغلف الأبرتهايد بحكم بيبي. ولكن حتى الآن لم ينته ذلك.

5- الثقافة. يبدو أن الكثير من الإسرائيليين يمكنهم توقع وصمهم بالعار في الشبكات الاجتماعية، التي هي مزبلة بيبية، وحشية ومحرضة، تسعى إلى إسكات "أعداء الشعب"، لكن ليس هذا فقط، حيث توجد أيضا أبواق كثيرة لليسار غير الليبرالي، الذي هو أيضا يسعى إلى إسكات أعداء برنامجه.

وإذا مزجنا ثقافة هذا الحوار بالبيبية وبالخلطة الجديدة غير المتناهية الواقعية، لقنوات التلفاز، فسنحصل على مزيج من الامتثال الذي سيقتل الكثير من التفكير النقدي المستقل والفردي هنا.

6- الحرب. صواريخ "حزب الله"، صواريخ إيران، وصواريخ "حماس". الثكل سيزدهر.

عن "هآرتس"