هارتس : في إسرائيل: التقاط الصور مع العرب .. "تهمة" !

-لنداو-e1574976933229.png
حجم الخط

بقلم: نوعا لنداو

 

 




ثمة موضة جديدة تغرق الصحف في البلاد، إلى درجة يبدو فيها أنه تم الاعلان، سراً، عن فئة خاصة كهذه في جائزة سوكولوف: كشف صور لعرب مع عرب لا نحبهم. هكذا كشف لنا موقع "الصوت اليهودي" أن لنير أبو هزاز، مستشارة رئيس لجنة الخارجية والأمن، رام بن براك، التقطت صورة في دورة مع رجال دين مسلمين، تم التحقيق معهم في السابق بتهمة التحريض. وفي الأسبوع الماضي بشرتنا جمعية "حتى هنا"، التي حصلت على منصة في "اخبار 13" بأن "شخصية كبيرة في راعم التقطت صورة مع عباس وبينيت، وشاركت في مؤتمر في غزة مع شخصية كبيرة من حماس".
في هذين الحدثين ليست التفاصيل والحقائق هي جوهر القصة، بل التأثير العاطفي الذي يجب على المشاهدين اكماله وحدهم، اذا التقى شخص عربي (أ) مع شخص عربي (ب)، ارتبط بمصطلحات "تهمة التحريض"، "غزة" أو "حماس"، فعندها من الواضح أن أ. يؤيد "الارهاب" أو أنه هو نفسه "ارهابي".
على سبيل المثال، لنأخذ تفاصيل تحقيق "حتى هنا" التي بثتها اييلا حسون. التحقيق هكذا: غازي عيسى، الشخصية الكبيرة في "راعم"، تم توثيقه في صورة مع منصور عباس ونفتالي بينيت ويئير لبيد في المفاوضات الائتلافية. هذا الشخص نفسه (عيسى) يدير جمعية تتبرع للأرامل والأيتام والمحتاجين في... غزة. هنا يمكننا الاعتقاد: أنقذونا. شخص يقوم بتحويل التبرعات الى غزة تم توثيقه مع بينيت ولبيد. ولكن ما هي المشكلة حقا؟ هل الجميعة هي جمعية غير قانونية؟ هل من المفاجئ والصادم أن العرب في إسرائيل (ويهودا ايضا) يساعدون ضحايا الحرب في غزة؟ ايضا عيسى هذا كان هو نفسه في غزة. وقد تم توثيقه هناك مع شخصية كبيرة في "حماس"، غازي حمد.
تجمعت المعلومات في الرأس: عربي، في غزة، يلتقط صورة مع شخص من "حماس"، هو بالتأكيد "مخرب". ولكن من أجل الدخول الى غزة فإن الأمر يحتاج الى تصريح. هل تم الادعاء بأنه لم يحصل عليه؟ لا. ومع من -حسب رأي من صدموا، تلتقي جهات امنية إسرائيلية احيانا؟ ومع من يجرون اتصالات حول وقف إطلاق النار؟ مع المعارضة أو مع ممثلي حكومة "حماس"؟ والى من يتم تحويل الأموال القطرية؟ لم يبلغونا ايضا بأن حمد كان رجل الاتصال الرئيسي في عملية اطلاق سراح جلعاد شاليت، وأن إسرائيل تجري معه اتصالات منذ سنوات. جيد. مسموح لليهود. اييلا حسون توجه انتقادها لعيسى: ارامل وايتام، نفهم ذلك (شكراً). ولكن لماذا الشخصية الكبيرة تقدم الشكر لك؟ ولماذا في الأصل لا تشكر الجمعية التي تحول الأموال للمحتاجين.
اليكم الجزء الاكثر اشكالية كما يبدو. رجال وزارة المالية جلسوا مع عباس في مبنى يوجد فيه مقر الجمعية. من هنا تم القيام بقفزة نظرية كبيرة: اذا كان المقر موجوداَ هناك فبالتأكيد تم تحويل اموال دولة الى غزة. الدليل؟ لا يوجد. بعد ذلك سيتبين كل شيء: تنتظرنا مناورة اخرى في الحرب على تعويق الميزانية. في النهاية قالت حسون: "صورتان في كفار همكابيا وفي غزة ما الذي يربط بينهما بالضبط؟ ربما السؤال الدقيق هو من الذي يربط بينهما؟ الجواب هو العرب. هذا يجب أن يتوقف. فبدلا من إحضار الأدلة على الادعاء الدراماتيكي بأن اموالا ائتلافية تم تحويلها لـ "حماس" في غزة، حصلنا على صور وموسيقى دراماتيكية واسماء اشخاص عرب.
الأنباء الجيدة هي أنه يبدو أن هناك المزيد والمزيد من الإسرائيليين يرفضون تقبل هذه الالاعيب ويطورون شكوكا صحية. ايضا في قضية عيسى وفي قضية أبو هزاز يوجد من لا تكفيهم الموسيقى الدراماتيكية من اجل التجريم، ومن الجيد أن الامر هكذا. الاسباب كثيرة: التركيبة الغريبة للحكومة الجديدة تلزم مؤيديها بأن يفكروا اكثر بقليل بشكل منطقي حول الألاعيب ضدها، والنفاق الكبير لـ "الليكود" الذي أدارت حكومته نفسها اتصالات مع عباس و"حماس"، يساعد على ذلك. ربما في النهاية فان هذه الظروف الاستثنائية ستؤدي ايضا الى الادراك بأن الواقع الفلسطيني اكثر تعقيدا من التجريم بالإرهاب على اساس صور مع عرب نحن لا نحبهم.

عن "هآرتس"