وجه رسالة لأهالي الشيخ جراح

هنية يتحدث عن ملف الانتخابات الفلسطينية ومعركة "سيف القدس"

هنية.
حجم الخط

الدوحة - وكالة خبر

تحدث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مساء يوم الأربعاء، عن ملف الانتخابات الفلسطينية ومعركة "سيف القدس"، موجهاً سالة لأهلي الشيخ جراح.

وقال هنية: "إنّ إلغاء الانتخابات بالقدس شكل مأزقاً حقيقياً وأعادنا للمربع الأول، ولا أحد فلسطينياً يوافق على إجراء الانتخابات بدون القدس".

وأضاف خلال كلمة له في الندوة السياسية الإلكترونية "رؤية حركة حماس المستقبلية للنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني" التي يعقدها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات: "أنّقلنا إن القدس معركة وطنية، ويجب أن نخوض الانتخابات بالقدس، ولدينا الكثير من الوسائل والأدوات التي نقوم به".

 وأكمل: "كفى لمرحلة التيه السياسي، والبراغماتية على حساب الثوابت عجز سياسي، وعلينا إعادة تشكيل القيادة الفلسطينية متمثلة بمنظمة التحرير على أسس جديدة تكفل مشاركة جميع القوى والفصائل، وتضمن مشاركة شعبنا في الداخل والخارج.

وتساءل هنية: "ما معنى منظمة تحرير لا توجد فيها حماس ولا حركة الجهاد ولا جبهة شعبية بشكلها الفاعل ولا جبهة ديمقراطية ولا قوى الشعب الفلسطيني الفاعلة؟، مُؤكّداً على حركة حماس جاهزة من الغد للدخول في عملية حقيقية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية.

وأردف بالقول: "علينا الاتفاق على برنامج سياسي للمرحلة الحالية من خلال القواسم المشتركة والاتفاقات الموقعة، ولدينا إرث سياسي نستطيع من خلاله أن نتوافق على برنامج سياسي".

وقال: "علينا الاتفاق على استراتيجية نضالية كفاحية تزاوج بين العمل الدبلوماسي والمقاومة بما في ذلك المقاومة الشعبية، مُعرباً عن استعداد "حماس" للدخول في مقاومة شعبية في الضفة الغربية تتطور إلى انتفاضة ضد الاحتلال، مُطالباً بإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ومشروعنا الوطني عربياً وإسلامياً ودولياً، من خلال  إعادة صياغة وظيفة السلطة الفلسطينية.

ووجه رسالة لأهالي الشيخ جراح قائلاً: "نوجه التحية لأهلنا في القدس، وخاصة في الشيخ جراح الذين عبروا أمس عن موقف إسلامي عروبي، وتمسكهم ببيوتهم وبهذه الأرض، ورفضهم التسوية مع محاكم الاحتلال".

وتابع: "كان الموقف تعبيراً عن تشبت الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه التي لا تسلب تحت قوت النيران ولا تحت الدعم الخارجي للاحتلال". 

وفي سياق آخر، أكّد هنية، على أنّ معركة "سيف القدس" شكلت تحولاً مهماً في الصراع مع الاحتلال، ووحدت الشعب الفلسطيني، وأعادت الاعتبار للقضية ببعدها العربي والإسلامي، لافتاً إلى أنّ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان له تأثيراته على المنطقة، منوهاً إلى أنّ المقاومة من عناصر قوتنا، والعالم رأى قدرة الشعب الفلسطيني على تراكم القوة واستراتيجية القوة.

وأشار هنية إلى أنّه حين تملك المقاومة في غزة المحاصرة صواريخ قادرة على ضرب أي بقعة محتلة علينا أن ندرك هذه القوة.

وأوضح أنّ الاحتلال يعمل على اختراق المنطقة عبر بوابة التطبيع مع الدول العربية، مُشيراً إلى أنّ هناك محاولات لبناء تحالفات في المنطقة تتسيدها إسرائيل مع الدول التي تطبع معها.

وقال هنية: "نحن أمام معادلات في غاية التعقيد والصعوبة، ما يفرض علينا رؤية شاملة ناضجة محددة تحمل الكثير من الطهارة السياسية، وتحمل الثقة بالذات على تغيير المعادلات".

وشدد على أنّ الفلسطيني ما زال في مرحلة التحرر من الاحتلال، ويسعى لإنجاز أهدافه بالحرية والعودة والاستقلال، مُضيفاً "تناقضنا الرئيسي كشعب فلسطيني هو مع العدو الإسرائيلي، وهناك تعارضات في البرامج والأهداف والوسائل.

وأكمل: "نحن كفلسطينيين ليس لنا إلا عدو واحد الذي يسلب الأرض ويقتل ويسعى لسلب روح الهوية"، لافتاً إلى أنّ فلسطين من الثقل والمسؤولية والأمانة، لا يستطيع فصيل وحده إنجاز هذا المشروع"، مُؤكّداً على أنّ مبدأ الشراكة في بناء المؤسسات سواء القيادية والتمثيلية لشعبنا أو في مناطق الحكم بالضفة وغزة يجب أن يكون راسخاً عند الجميع.

وأردف هنية بالقول: "الجميع مهم في بناء ميزان القوة في مواجهة الاحتلال، والسؤال المهم هو كيف أن نبني معادلات إيجابية في بعدنا الإقليمي والدولي، وألا يكون ذلك على حساب ثوابتنا الفلسطينية".

وأوضح أنّ الشعب تحت الاحتلال يجب أنّ يعتمد استراتيجية المقاومة من أجل التحرير، منوهاً إلى أنّ المشروع الفلسطيني بهذا الحجم والتعقيد وبهذا الصراع لا يمكن أن نعالجه بصورة جزئية، بل من خلال رؤية متكاملة الأركان.

واستطرد بالقول: "دخلنا النفق منذ اتفاقية "أوسلو" حتى الحصاد المر الذي وصلنا إليه، ووقع خلل كبير على مفهوم المشروع السياسي الفلسطيني، فبعد "أوسلو" اضطربت الأهداف والوسائل والدولة والحدود ووظيفة السلطة، وكل ذلك دخل في متاهات وخلل كبير عانت وما زالت تعاني منه الساحة الفلسطينية.

واختتم هنية حديثه بالقول: "إنّ الجرأة على الحديث بأن يكون الاحتلال عضواً مراقباً في الاتحاد الأفريقي ما كان أن يكون سوى لأننا مهدنا الطريق لذلك باتفاقية "أوسلو"، مُشيراً إلى أنّ الشعب الفلسطيني في الخارج منذ تلك الاتفاقية تم شطبه للأسف من معادلة التحرير والعودة.