أكد لقاء أكاديمي على أهمية إتقان مهارات التعامل مع تقنيات التحقق من محتوى الإعلام الرقمي وتوظيفها في مكافحة المحتوى الزائف، ودعم مصداقية المؤسسات الصحفية لدى الجمهور.
جاء ذلك خلال لقاء عقده د. يحيى المدهون، في مكتبه بمدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بعنوان: "تقنيات التحقق من محتوى الإعلام الرقمي"، بحضور ضيف اللقاء الباحث أ.فارس أبو شيحة.
وقال المدهون، إن الإعلام الرقمي زاد من سرعة انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة، وأصبح الوصول للمعلومات الدقيقة والموثوقة مهمة صعبة تتطلب التأني والحذر الشديد في التعامل مع الإنترنت كمصدر للمعلومات.
وأوضح أن خبرة الصحفي وذكاءه ومهاراته وثقافته الواسعة، وقدرته على تحمل المسؤولية ومعرفته المعمقة بمصادر المعلومات وموثوقيتها، لها دور كبير في التحقق من صحة الأخبار ودقتها وبناء محتوى إعلامي صادق.
واستعرض د. المدهون بعض التقنيات الحديثة المستخدمة في الكشف عن صحة المعلومات والتثبت من مصداقيتها، والتعرف على مصادرها الحقيقية، مثل: أداة "News Guard" لتقييم مواقع الأخبار وتتبع المعلومات المضللة، وموقع ""Tin Eye و "Pim Eyes" للتحقق من الصور، وخدمة التحقق من الفيديوهات "Analysis".
وشدد على أهمية اتباع قواعد التحقق من صحة المعلومات؛ لتجنب الوقوع في الأخطاء المهنية والأخلاقية التي تدمر سمعة المؤسسات الصحفية.
بدوره، تطرق الباحث أبو شيحة، لآليات أخرى مستخدمة في التثبت من المعلومات، مثل: موقع (Forensically) الذي يضم العديد من الأدوات الرقمية للكشف عن الصور المعدلة، وموقع (Chequeado) للتحقق من المعلومات المضللة.
وأكّد على أن تقنيات التحقق في العمل الصحفي تحارب المحتوى المضلل، وتسهم في إنتاج محتوى صحفي جيد بالاعتماد على مصادر جيدة تدعم مصداقية الصحافة، وتزيد من ثقة الجمهور، وتعزز حق الجميع في الحصول على معلومات موثوقة وواضحة.
الجدير بالذكر أن الباحث أبو شيحة حصل مؤخراً على درجة الماجستير في الصحافة من الجامعة الإسلامية بغزة، بعد مناقشة دراسة علمية بعنوان: "اتجاهات الصحافيين الفلسطينيين نحو استخدام تقنيات التكنولوجيا الحديثة في التحقق من المعلومات عبر الإعلام الرقمي".
وبيّنت النتائج أن اتجاهات الصحفيين نحو استخدام تقنيات التحقق من المعلومات إيجابية ومؤيدة، وجاءت درجة استخدامها من الصحفيين متوسطة، وأهم معوقات التعامل مع تقنيات التحقق من المعلومات أثناء العمل الصحفي عدم الإلمام الكافي في استخدامها.
كما أظهرت النتائج أن تدريب الصحفيين على التحقق من المعلومات سيسهم في التقليل من الوقوع بالأخطاء.
وأوصت الدراسة بالعمل على تطوير مجال تقنيات التحقق من المعلومات في الإعلام الفلسطيني؛ لاستخدام معلومات دقيقة في صناعة المحتوى ونشره، كما أوصت بأن يتحلى الصحفي الفلسطيني بالمسؤولية الاجتماعية وتحقيق الصالح العام عند حصولهم على المعلومات التي مصدرها وسائل الإعلام الرقمي.
وفي نهاية اللقاء قدم د.المدهون درع شكر وتقدير للباحث أبو شيحة، تقديراً لجهوده وإسهاماته البحثية المتميزة في العلوم الإعلامية.