يديعوت : تمرير الميزانية: انتهى عهد بيبي

حجم الخط

بقلم: سيما كدمون


في الفجر فقط، حين أُقرت ميزانية 2021 بالقراءة الثالثة عاد أعضاء الائتلاف للتنفس. عندها، وفقط عندها، كان واضحاً أن قانون الميزانية سيُجاز. للثعالب القدامى، أولئك الذين اجتازوا الكثير من التصويتات في حياتهم، كان واضحا ما لم يكن واضحا حتى تلك اللحظة: لا يوجد لنتنياهو أي ارنب في القبعة. ولو كان له كهذا لامتشقه. انتظر الجميع حتى اللحظة الأخيرة المفاجأة. سحر بيبي. وهذا لا يعني أنه لم تكن هناك محاولات لإغراء أحد ما للانتقال الى الطرف الاخر، لإقناع غانتس بالقيام بالعمل اللازم. وليس صدفة أن أصر الحائك الأكبر في الحكومة، الكين، بأن يتم التصويت بداية على ميزانية 2021. فلو تشوش شيء ما، ولو انكشف في اللحظة الاخيرة فار ما، لكانت الحكومة سقطت في 14 تشرين الثاني. كما كان هذا هو السبب لتبكير التصويت بعشرة ايام. قرار غير عادي اتخذ في المعارضة من داخل الائتلاف. فما القصة التي تجعلكم تبكرون وتسرعون؟ الكين، الذي على اسمه (وعلى اسم ساعر) سجلت عدة مناورات سياسية فاخرة شهدتها الكنيست (تحت نتنياهو) أصر. استمر حذره ايضا في زمن التصويت، حين توصل الى تسوية مع المعارضة بان يتنازلوا عن بعض التحفظات في ميزانية 2021، مقابل فرصة راحة أطول. وكان التعب باديا على النواب. وحتى شوكلاتة دافيد بيتان لم تنجح في شحنهم بالطاقة اللازمة كي يجتازوا الليلة. روي عن نائب بارز في الائتلاف بدا سكرانا. كان معيبا، يتلعثم، يشتم، هكذا قالوا. الامر الذي كان اكثر وضوحا، كما يقول مصدر في الائتلاف، هو أن هذه كانت نهاية عهد. نهاية عهد نتنياهو في "الليكود". والأمر الاخر هو أن "الليكود" أصبح نهائيا حزب إمسلم.
موافقة المعارضة على سحب التحفظات مقابل الخروج للراحة كانت دليلا آخر على ان المعارضة باتت تعرف انه لم يعد هناك ما يكافحون في سبيله. الميزانية مسألة منتهية. ووجه نتنياهو كان يقول كل شيء، كما يروي وزير كبير. فقد كان أسود من السواد.
كنت في توتر حتى اللحظة الأخيرة، روى رئيس الوزراء بينيت بعد التصويت. وكان الخوف من أرنب يمتشق ملموسا. في لحظة التصويت شعرت بأن كل شيء كان يستحق. كل الهجوم الشديد جدا، المظاهرات أمام بيتي، هتافات خائن ومحتال. لكن كانت هذه هي اللحظة التي قلت فيها لنفسي: عملناها. هذا لم يكن مجرد خط فصل قومي. كان هذا ايضا شخصيا. بخلاف سلفه لم يتردد بينيت من اشراك شركائه في النصر. كان هذا جهدا جماعيا، قال، معددا كل شركائه، بمن فيها غانتس.
عن دور لبيد في اجازة الميزانية لا يوجد أي خلاف. فلشهرين وهو يعمل في سبيل هذه اللحظة، سافر مع منصور عباس الى بلدات غير معترف بها، جلس مع أبير قارا المرة تلو الاخرى من أجل بدل البطالة للمستقلين، ومع رام شيفع بشأن الاصلاح في الزراعة، ومع ميخائيل بيتون بشأن علاقاته المعقدة مع اورنا بربيباي. كاد يوحد فريقه مع فريق بينيت في الاسبوعين الاخيرين. بعد التصويت كتب له الوزير يوئيل روزبوزوف ان هذه حياكة مجنونة. هذا اكثر قربا من الحياكة أجابه لبيد.
ومع ذلك، في يوم التصويت وضع لبيد أمام وزير المالية لوحة ترخيص كتب عليها "الرئيس". سألته عن معنى الوصف. فقال لبيد انني عندما أجزت الميزانية في 2013 بعث بيبي في كل العالم ليعرقلوني. اردت ان يعرف ليبرمان بانه في هذا اليوم كل الحكومة خلفه. هذا ليس شيئا يحصل في السياسة، قال، وبالتأكيد ليس في احزاب مختلفة. ولكني اثق بايفات بعينين مغمضتين. الشراكه معه هي التي تحفظ هذه الحكومة.
وبالفعل، يبدو أنه يوجد وحدة آراء في الحكومة عن مكانة واداء وزير المالية. تكاد لا تكون مفهومة الاقوال التي قالها عن ليبرمان شركاؤه. من بينيت، عبر ساعر والكين وحتى لبيد. يبدو أنه حتى غانتس كان سيوقع على هذا. اما ساعر فقال لي ان ليبرمان اجتاز تغييرا حقيقيا. فقد اعتدل، نضج. وهو يوجد اليوم في مكان له فيه جمهور كان له دوما، تحت الاعلام ذاتها ومفاهيمه هي مفاهيم اليمين السوي. يبدو اكثر ارتياحا وتسامحا بكثير.
كان هنا فريق تنفيذ حقيقي للتصويت، يقول الكين. كان هذا الوزير حمد عمار من المالية، رئيسة الائتلاف عيديت وسيلمان وأنا، ورئيس كتلة يوجد مستقبل بوعز توبوروبسكي. كما أن لبيد وبينيت كانا مشاركين جدا، ولكن خلف الكواليس كان ليبرمان هو الذي رافق الميزانية وكان ضليعا في كل التفاصيل. هو الذي حل الازمات التي طلت في الحكومة وفي الكنيست، جلس مع النواب، هدأ روعهم، وتوصل الى حلول وسط.
من الصعب أن نجد هذه الايام شخصا اكثر رضا من ليبرمان. فهو يشعر انه ادى كل التزاماته الانتخابية. ان يُنزل نتنياهو عن رئاسة الوزراء وان يغير الحكم وان يقيم ائتلافا بدون "شاس" و"يهدوت هتوراة" وان يحصل على وزارة المالية وان يعقد صفقة رزمة مع كل الجهات في الاقتصاد وان يجيز ميزانية. وقال برضى حققنا غير قليل من الامور. فسألته ماذا حصل فجأة فقد اصبحت شخصا معتدلا ومتسامحا، راشدا مسؤولا؟ منذ متى تجلس مع النواب وتستمع اليهم؟ ماذا حصل للفتيل القصير؟ فقال لا زالت أعمل على هذا.
تلقت حكومة بينيت، هذا الاسبوع، ما تنتظره منذ 143 يوما: الاستقرار، الافق. هذه لم تعد الحكومة المتعثرة، الهشة التي يتعلق مستقبلها بكبحة ومشروطة بوضع نتنياهو. حكومة كل نسمة غير متوقعة قد تسقطها. في التصويت على الميزانية تلقى الائتلاف ايضا المصادقة على وجوده على انه يوجد له 61 مليئا مليئا. لا فارون ولا بطيخ.
معضلة نتنياهو ستحتدم الآن. يوجد من يعتقدون بانه سيتعين عليه أن يحسم بين أن يجلس في المعارضة او يتوجه الى صفقة قضائية، واذا كان الخيار الثاني، فسيفضل عمل هذا، الآن، قبل أن يتغير المستشار القانوني. يجدر بنا ألا نتشوش، يقول وزير كبير: بيبي لن يذهب الى اي مكان، لديه عشر أرواح. سيحاول بلورة "الليكود" كي لا ينحوه، وسيواصل مواصلة تفكيك الحكومة.
يجدر الانتباه: من دق المسمار في نعش نتنياهو السياسي هم الاشخاص الذين كانوا الى جانبه. ليبرمان، يمينه في التسعينيات وشريك كبير حتى عدة سنوات؛ بينيت، الذي كان رئيس قيادته عندما كان في المعارضة ووزيرا كبيرا في حكوماته؛ ساعر، الذي كان رقم 2 والمحرك الرئيس له؛ لبيد، شريكه السابق وزير المالية في حكومته؛ الكين، الذي حل محل ساعر بصفته المحرك السياسي الرئيس ورجل ثقته؛ وحتى غانتس، رئيس حكومته البديل. كيف يقال؟ كلهم كانوا أبناءه.

عن "يديعوت"