أكّد وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، على أن الحراك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني المكثف سيتواصل خلال الأيام المقبلة على كافة الأصعدة، من أجل نقل صورة الأوضاع للعالم حتى لا يتفاجأ بخطوات قد نضطر لاتخاذها.
وأضاف المالكي في حديث لبرنامج "ملف اليوم" عبر تلفزيون فلسطين، ان زيارة الرئيس إلى إيطاليا هدفت إلى وضع المسؤولين الإيطاليين في صورة انتهاكات الاحتلال بحق أبناء شعبنا خاصة في مدينة القدس، إضافة لاطلاعهم على كافة المساعي التي تبذلها القيادة لإنهاء معاناة شعبنا والوصول لاتفاق ينهي الاحتلال ويجسد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
وبين أن المحطة الأولى في جولة الرئيس كانت روما والثانية الفاتيكان، ومن ثم سيتوجه إلى روسيا الاتحادية في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
وفي إطار الحراك السياسي المتواصل، بين المالكي أنه سيتبع ذلك محطات أخرى سيقوم بها العديد من المسؤولين الفلسطينيين على مستوى رئيس الوزراء في اجتماعه مع الدول المانحة في النرويج، ولقاءات وزير الخارجية المتعددة، إضافة إلى إرسال المندوبين الخاصين للعديد من العواصم، حاملين رسائل من الرئيس يضع من خلالها قادة العالم في آخر تطورات القضية الفلسطينية ويطالب المجتمع الدولي بالحراك بشكل فوري لإنهاء معاناة شعبنا.
ونوه المالكي إلى انعقاد المجلس المركزي في شهر كانون الثاني/ يناير المقبل، والمؤتمر الثامن لحركة "فتح" في شهر آذار واتخاذ قرارات هامة جدا، وقال: "على المجتمع الدولي أن يتحرك قبل انعقادها ليأخذ مسؤولياته حيال ذلك، وإلا فنحن مضطرون للدفاع عن وجودنا وحقوقنا بكل الوسائل المشروعة".
وفي سياق اخر، أكد المالكي أن اجتماع مجلس الأمن المغلق الذي سيعقد غدا لمناقشة موضوع الاستيطان وإغلاق الجمعيات الفلسطينية الحقوقية هو نتاج رؤية فلسطينية ضمن حراك تقوم به وزارة الخارجية على كافة المستويات، حيث طلبت فلسطين من دولة تونس العضو في المجلس أن تطلب اجتماعا طارئا للمجلس.
ولفت إلى أن وزارة الخارجية تتحرك ضمن مسؤولياتها باعتبارها الذراع التنفيذي للدبلوماسية الفلسطينية، ولم تتوقف يوما عن اتخاذ الأفكار وإجراء الاتصالات واللقاءات.
وقال المالكي، إنه سيتوجه إلى مؤتمر باريس الأربعاء المقبل، وستكون لدولة فلسطين مساهمة فيما يخص الأوضاع في الأرض الفلسطينية، ومن ثم سيشارك في مؤتمر اليونيسكو في باريس، وسيتبعه زيارة إلى بروكسل للمشاركة في مؤتمر للدول المانحة لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".
ولفت إلى نجاح الجهود الدبلوماسية الفلسطينية في تأجيل اعتماد موافقة مفوض الاتحاد الافريقي على قبول أوراق اعتماد اسرائيل كدولة مراقب في الاتحاد الافريقي حتى شهر شباط/ فبراير للعام المقبل في قمة الاتحاد الافريقي، موضحا أن ذلك جرى من خلال الاتصالات التي قام بها الجانب الفلسطيني مع الجزائر وجنوب افريقيا، والتوجه إلى الدولة الأخيرة بتعليمات من الرئيس.
واعتبر المالكي تصويت اللجنة الثالثة للأمم المتحدة قبل أيام فيما يتعلق بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، بمثابة إشارة إلى أن هناك إجماعا دوليا حول حق تقرير المصير لشعبنا، عندما صوتت 158 دولة لصالح هذا القرار، وقال: "نحن نأمل بأن يكون التصويت أكبر عندما ينتقل إلى الجمعية العامة برمتها".
وفي سياق متصل، أكد المالكي أن العمل مع المحكمة الجنائية الدولية مستمر ومتواصل، والعمل الدبلوماسي الفلسطيني يتحرك على كافة الأصعدة لإيصال ما يتعرض له أبناء شعبنا من ظلم وانتهاكات اسرائيلية، وقال: "رغم الامكانات البسيطة التي لدينا إلا أننا نحقق اختراقات مستمرة لصالح قضيتنا وأبناء شعبنا ونعمل على إيصال الرواية الفلسطينية إلى العالم أجمع".
وأشار إلى أن العمل جار على حصر المنظمات الاستيطانية والمستوطنين الذين يرهبون أبناء شعبنا لوضعهم في قوائم الإرهاب، عبر دراسة كثير من الأنظمة الداخلية لمجموعة من الاتفاقات والمعاهدات والاستفادة منها في محاسبة اسرائيل على جرائمها.
وتابع: "حققنا بعض الاختراقات في هذا المجال وسيتم الاعلان عنه في وقته".
ولفت المالكي إلى العمل الدؤوب مع عدد من الدول في غرب أوروبا لإقناعها بالاعتراف بدولة فلسطين، منوها إلى أن القضية مرتبطة بالخطوة التي من الممكن أن تتخذها الدول الرئيسة في الاتحاد الأوروبي التي يمكن لها أن تكون هي المحرك الرئيس الذي سيجلب معه عديد من الدول داخل الاتحاد.