فارس عودة...وشهادة لابيد عن الفاشية المستحدثة!

1625121147-434-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 الثامن من نوفمبر 2000 يوما لن يغيب عن الذاكرة الوطنية الفلسطينية، مهما تعددت أحداث التاريخ، يوم أعلن عن استشهاد الطفل فارس عودة ابن الـ 15 عاما، اسم سيبقى حاضرا ليس باستشهاده الذي ماثل آلاف من أطفال فلسطين على يد جيش الاحتلال، بل تلك الصورة قبل رحيله بأيام، يقف متحديا أقوى مدرعات جيش الدولة العنصرية، يمسك حجرا بيده ويقف مستعدا لـ "قذفها" بسلاح بات رمزا للسلاح الفلسطيني "الحجر"، منذ الانتفاضة الوطنية الكبرى 1987، والتي نالت اسمها من أسم سلاحها ومشاركيها.

فارس عودة، طفل كما غالبية أطفال الوطن، خلال المواجهة الكبرى 2000 مع العدو القومي، لم يجلس متفرجا، كما جلس بعضهم، فقرر أن يكون جزءا من تاريخ جديد مستنشقا أجيال انتفاضة الحجارة، وقف متحديا دون ارتعاش "الميركافاه"، تحدي أكمله بلحظة الاستشهاد، ليصبح رمزا وطنيا فلسطينيا.

ربما لم تلفت "الرسمية الفلسطينية" هذا العام لكيفية استذكار صورة فارس عودة، الطفل المقاوم بحجر وفارس الطفل الشهيد، ملحمة طفولة ليست نادرة في شعب لن ينكسر، ولكنها رمزا لمشهد لا يجب أن يغيب ما دامت دولة الكيان تتجاهل الحق الوطني.

فارس عودة...الطفل المقاوم المتحدي...وفارس الطفل الشهيد، لا يجب أن يغيب أبدا من فعل التنبيه الوطني العام، شهادة لا تتقادم مع الزمن، فهي كما آلاف غيرها تبقى شاهدا على أن "الفاشية" لم تنته مع هزيمتها الألمانية عام 1945، بل بدأت في طور مستحدث ممن يدعون أنهم "ضحاياها"...

فارس عودة صورة لا تحتاج لأي شرح لغوي فهي ناطقة بكل اللغات تعلن أن الفاشية هنا...تكررت مع الطفل المقدسي محمد أبو خضير بشكل آخر، عندما خطف وحرق من قبل عصابة إرهابية يهودية لتكمل حلقات المشهد...فارس المقاوم المتحدي الغزي...ومحمد المقدسي كلاهما شهادات لا تتآكل، وكشف خاص لعمق جين الكراهية والحقد المزروعة في دولة الاحتلال...يتنامى كفطريات الموت.

يوم 8 نوفمبر، ذات يوم اغتيال – استشهاد الطفل الرمز فارس، كشف وزير خارجية دولة الكيان يائير لابيد، عن تلقيه رسائل تهديد بالموت هو وزوجته، رسائل تراه هتلر جديد،  ليس لأنه وافق، كما رابين الذي اغتالته قوى إرهاب يهودي، على اعتبار الضفة وقطاع غزة أرض فلسطينية يجب الانسحاب منها، وأن القدس ليس موحدة وعاصمة لهم، فلابيد معاد للفلسطينية قضية وشعب، ما يفوق عداء قاتلي رابين وزعيمهم نتنياهو، ولكنه بات فاشيا وهتلريا لآنه وافق على بعض من مال لبعض من عرب رغم انهم أيدوا كل مشاريع التهويد والاستيطان في الضفة والقدس ومعها حصار غزة.

الفاشية في دولة الكيان، ليست تهمة يقولها الفلسطيني، كما تروج بعض حكومتها التي تتهرب من الاعتراف بأنها أصبحت حاضرة في سلوكها ليس ضد الفلسطيني، عبر الاحتلال والعنصرية والتطهير العرقي والجرائم التي لا تتوقف، بل هي جزء من الكيان ذاته، وما قاله لابيد شهادة تضاف الى شهادات الموت ضد شعب فلسطين.

شهادة لابيد، وثيقة إثبات مضافة لما تملك الذاكرة الفلسطينية ضد "الإرهاب اليهودي"، وهي تذهب لإعداد قائمتها الخاصة وتستعد لتقديم مذكرتها في المحكمة الجنائية الدولية، فشهادة الاثبات الفلسطينية يجب أن تعززها بما هو إرهاب معلن، وان تصبح مسألة اغتيال رابين وثيقة من تلك الوثائق كما شهادة لابيد وثيقة مضافة.

والى حين استكمال الرسمية الفلسطينية واجبها، لا يجب أن تغيب صور أطفال فلسطين ضحايا الإرهاب اليهودي، عن الحضور، ومعهم أطفال قطاع غزة في الحرب الأخيرة...ان تصبح صورهم شواهد اثبات للذاكرة، تنتشر في شوارع فلسطين...

ليت الرسمية الفلسطينية تعلن يوم 8 نوفمبر يوما وطنيا خاصا للشهداء الأطفال، تفتح لهم متحفا يحتوي كل ما يتعلق بهم...متحف يكون رمزا وشاهدا على الجريمة المستحدثة...متحف يعيد إنتاج الوعي الوطني ويعيد التذكير الدائم بفاشية دولة العدو كجزء من تأكيد استمرارية المواجهة التي لن تكف دون تحرر واستقلال!

ملاحظة: حسنا قررت حكومة د.اشتية عقد الاجتماع القادم في القدس...طبعا أكيد مش حتكون في "بيت الشرق" المنسي من زمان، ولكن هل يفعلها الدكتور وأعضاء الحكومة بالذهاب الى البلدة القديمة والشيخ جراح وسلوان قبل اللقاء...مرور مش أكتر لتأكيد أن القدس حاضرة بجد على جدولكم!

تنويه خاص: القيادي الحمساوي "الحية" بيقلك السلطة عبئ على الشعب..معاه حق ..طيب وحكم حماس في غزة...يا خليل الناس بتفضل الموت غرقا على عيشة تحت هيك حكم...صحيح بلاش نقلك انت ليش تركت غزة..مرات قلة الحكي "أهيب"!