أيام قليلة وينتصف شهر نوفمبر حيث يستذكر شعبنا الفلسطيني ذكرى اعلان الاستقلال حيث صدح صوت الرئيس ياسر عرفات عام 1988 فيقاعة قصر الصنوبر في الجزائر ليعلن " باسم الله وباسم الشعب الفلسطيني قيام دولة فلسطين دولة لكل مواطنيها " وفي الحادي عشرمن نوفمبر ايضاً يستعد الشعب الفلسطيني لإحياء الذكرى السابعة عشر لرحيل أب الوطنية الفلسطينية وحامي الوحدة الوطنية في غابة البنادق الرئيس الشهيد ياسر عرفات، في ساعات الفجر الأولى من ذلك اليوم الحزين عام 2004 وقبل أن تشرق الشمس ظهر المرحوم الطيب عبد الرحيم على شاشة تلفزيون فلسطين حزيناً دامعاً ليعلن رحيل الزعيم في مستشفى بيرسي العسكري بباريس ، كلماته المؤثرة حملت الحزن والألم مع شعاع الشمس لينفذ عبر الأبواب والنوافذ ليس فقط لبيت كل فلسطيني بل وقد غزى الحزن والاسى كل الافئدة المحبة لشعبنا والمؤيدة لقضيته العادلة على وجه المعمورة،
في ذلك اليوم الماطر حزناً خرجت الناس هائمة في الشوارع تبللها الدموع التي انهمرت مدرارة وجوهها وهي تبكي حزناً على رحيل قائد المسيرة ومفجر الثورة الذي عرفته واحبته قائدا شجاعاً وأباً حانياً وسياسياً محنكاً استطاع بما امتلك من كاريزما القيادة أن يتربع في قلب كل امرأة وطفل وينال حب واحترام كل رجل وشاب كما استطاع أن يحظى بتقدير ومؤازرة الأحرار والمناضلين في العالم اجمع فغدت فلسطين وقضيتها ولسنوات طوال تعرف من خلال كوفيته السمراء التي أصبحت وما زالت رمزا للثوار والاحرار في العالم اجمع، خرجت الجماهير الفلسطينية كما العربية وحلفاء شعبنا في اكثر من مكان لتشيع جثمان الراحل الذي تنقل بين ثلاث قارات أقيمت له فيها ثلاث جنازات رسمية كقائد وزعيم حظي باحترام العالم اجمع ، ابو عمار حمل هذه الصفات الكثيرة هذه والمتناقضة في آن واحد وان ينسج منها تكاملا وظفه لخدمة القضية انها صفات القائد الذي جاء العديد على ذكرها الكثيرون صفات لا يمكن لمقال كهذا ان يأتي عليها فهو من حمل دون منازع صفة زعيم الشعب الفلسطيني وقائد ثورته وابو الوطنية الفلسطينية الذي تمكن مع اخوته الراحلين من القيادة الفلسطينية، قادة منظمة التحرير الفلسطينية مفجري الثورة ومؤسسيها الاوائل الذين حولوا الشعب الفلسطيني من لاجئين يصطفون أمام طوابير وكالة الغوث لتلقي التموين والاغاثات الى ثوار في معسكرات الثورة يسلكون طريق الكفاح من اجل التحرر والعودة والاستقلال فغدت قضية فلسطين قضية شعب مناضل يبحث عن الحرية والاستقلال بل واصبحت واحدة من ابرز حركات التحرر في العالم ، لذلك بكاه الناس كل الناس وقد خرجوا عن بكرة ابيهم في ذلك اليوم حزناً والماً مؤكدين على وفائهم لمن دخل القلوب وتربع في سويدائها الى الأبد.
اليوم اذ يتذكر الشعب الفلسطيني بكل فخر واعتزاز ما مثله ياسر عرفات من رمز لعزته وكرامته وشموخه وما حققه من إنجازات على مختلف الصعد رغم ما اعترى هذه المسيرة من تحديات ومخاطر وصعوبات جمة وما واكبها ايضاً من سلبيات واخطاء كأي ظاهرة من ظواهر الحياة المعقدة ، إلاانه يدرك بان تلك المرحلة بكل ما لها وما عليها قد شقت الطريق واسعاً وان كان مليئا بالأشواك أمام شعبنا لكفاحٍ ممتد مال زال متواصلاً نحو الحرية والعودة والاستقلال.
اليوم ونحن على أبواب ذكرى الرحيل الأليم يتذكر كل شعبنا شيباً وشباباً نساء وأطفال أن ما عاشه ومال زال يعيشه الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية من انقسام بغيض ترك تداعيات مؤلمة ما زالت مستمرة على مجمل قضيتنا الوطنية وأدت الى تراجعها في المجالات كافة، وهو يعيش الالام هذا الانقسام يعي تماماً كيف كان القائد الراحل ياسر عرفات يتغلب على كافة الميول والحالات الانقسامية التي عصفت بالثورة الفلسطينية في مراحل معينة ويولي الوحدة الوطنية الاهتمام معتبراً اياها الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات.اليوم جميعنا وخاصة ممن عايشوا مرحلة ياسر عرفات وعرفوه عن قرب في ساحات الكفاح الساخنة في وقت كان النصر فيه يتوقف على وثبة مقاتل وبسمة قائد فكان عرفات الاثنان معاً، الكل يشعر اليوم من اتفقوا ومن اختلفو أيضا بحجم الفراغ الذي تركه هذا الرحيل المر على كافة المستويات الفلسطينية والعربية والعالمية ايضاً، اليوم ونحن على ابواب ذكرى الرحيل ورغم الالم والمؤامرات ما زال شعبنا الفلسطيني يواصل المسيرة صامداً على ارضه حيث يستمر الصراع مع المحتل وفيها يترسخ الصمود وتقبرٰ كل المؤامرات، اليوم في ذكرى رحيل الزعيم ما زال شعبنا يتطلع الى اللحظة التي تتجلى فيها الشجاعة لدى أحدٌ ما خصوصاً ممن تقع عليهم المسؤولية لإماطة اللثام عن حيثيات تلك الجريمة الدنيئة باغتيال أبو عمار.
في الذكرى السابعة عشر نقول مازال الطريق الذي شقه الرئيس الراحل ياسر عرفات وعمدته دماء الشهداء ومئات الجرحى وعذابات المعتقلين يمثل طريق الألم والامل لتحقيق حقوق شعبنا، هذا الطريق الذي يتطلب التمسك بقرارات المجلس الوطني والمركزي وقرارات اجتماع الامناء العامون في 3-9-2020 وكذلك قرارات 19- ٥-2020 الخاصة بالتحلل من الاتفاقيات مع دولة الاحتلال وضرورة وضع الاليات اللازمة لتنفيذ ما ورد في خطاب الرئيس أبو مازن في الامم المتحدة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول الماضي، إضافة الى أهمية التأكيد على وقف الرهان على إدارة بايدن وما يسمى بإجراءات بناء الثقة والسلام الاقتصادي وقف الرهان على بدعة التفاهمات التي تمثل المدخل الفعلي لخطة لابيد الاقتصادية تجاه قطاع والرامية لتعزيز الانقسام وتحويله لانفصال دائم، واعتماد سياسات جادة لتعزيز صمود المواطنين واحترام حرياتهم وحقوقهم هذه هي السياسية التي يتططلع لها شعبنا هو يحي ذكرى رحيل زعيمه الشهيد.
وفي ذكرى رحيل ابو عمار رجل الوحدة الوطنية يمكن القول ان أهم ما يمكن ان يقدم لشعبنا في هذه الظروف الصعبة يتمثل بضرورة التوجه الجاد نحو انهاء الانقسام واستعادة الوحدة وتفعيل وتعزيز دور منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد لشعبنا ، انه الطريق الذي لابديل عنه باي حال من الأحوال طريق الاستمرار بالنضال الوطني الفلسطيني حتى الوصول لغاياته الكاملة، هذا هو الطريق الذي لابد من السير عليهانه طريق العزة والكرامة ولا بد أن يستمر ويتواصل الى أن تشرق شمس الحرية والاستقلال التي نسج خيوطها الرئيس الشهيد .11-11-2021