اسرائيل اليوم – عقيدة رابين الامنية اقرب الى غانتس منه الى ميراف ميخائيلي

حجم الخط

اسرائيل اليوم– بقلم  غرشون هكوهن- 

 

أثار فعلان لوزير الدفاع بني غانتس معارضة في اليسار الاسرائيلي. الفعل الاول – كان الاعلان عن منظمات مجتمع مدني فلسطينية كمنظمات ارهاب. الفعل الثاني – مصادقته على بناء الاف الشقق في يهودا والسامرة. لهذا السبب، ادعت الوزيرة ميرافميخائيلي ضد بني غانتس بانه ليس اسحق رابين. ولكن مراجعة لمنطق سلوك رابين في تحقيق اتفاق اوسلو ستبين بانه في هاتين المسألتين كان سيقف الى جانب غانتس.

في خطابه الاخير في الكنيست، في 5 تشرين الاول 1995، في بحث في المرحلة ب  من خطة اوسلو، وضع رئيس الوزراء رابين اساسا فكريا موجزا لطريقه مع التشديد على اربعة مبادىء: التطلع للوصول الى “قيام دولة اسرائيل كدولة يهودية، 80 في المئة من مواطنيها على الاقل يكونوا يهودا”؛ “القدس موحدة تضم ايضا معاليه ادوميم وجفعات زئيف كعاصمة اسرائيل بسيادة اسرائيل”؛ “حدود امنية للدفاع عن دولة اسرائيل تنصب في غور الاردن، بالمعنى الاوسع لهذا المفهوم”؛ وبالنسبة للدولة الفلسطينية – “ستكون هذه كيانا هو اقل من دولة، وتدير بشكل مستقل حياة الفلسطينيين الخاضعين لامرتها”.

صحيح أن اسحق رابين سعى لنقل الاراضي في يهودا والسامرة وفي قطاع غزة، المأهولة بالفلسطينيين، الى سيطرة السلطة الفلسطينية. وبناء على ذلك، في ايار 1994 انسحبت قوات الجيش الاسرائيلي من كل المناطق في قطاع غزة، باستثناء المستوطنات الاسرائيلية، وفي كانون الثاني 1996 نقل كل الفلسطينيين الذين يعيشون في يهودا والسامرة في مناطق أ و ب الى السلطة. 

بكل سبيل، تطلع رابين لان يبقي تحت السيطرة الاسرائيلية القدس الموحدة والمناطق في يهودا والسامرة التي حددها كالمناطق ج. في هذه المجالات تندرج كل المستوطنات الاسرائيلية، معسكرات الجيش الاسرائيلي، الطرق الرئيسة، المناطق المشرفة الحيوية والمجال المفتوح حتى غور الاردن. هذه المناطق رسمها رابين بتركيز شخصي دقيق حتى تفاصيله، وهي تعبر عن المجال الذي اعتبره كضروري لاسرائيل، لوجودها وللدفاع عنها. 

في المنحدر السلس الذي علقت فيه المسيرة، مع دخول رئيس الوزراء الاسبق اهود باراك الى المفاوضات على الاتفاق الدائم في كامب ديفيد في العام 2000 استبدل مخطط رابين بمخطط كلينتون الذي حدد مباديء جديدة. اقتراحات رئيسي الوزراء باراك واولمرت تضمنت في لاحق السياق موافقة على تقسيم القدس، التنازل التام عن غور الاردن وتبادل الاراضي مقابل “الكتل الاستيطانية”. هنا نقطة الانقسام الجوهرية بين مفهوم رابين وبين طريق اليسار الاسرائيلي. فالتطلع الى الانفصال عن الفلسطينيين بالفعل قاد رابين الى مسيرة اوسلو. ولكن زعماء اليسار الاسرائيلي يتنكرون لحقيقة انه من ناحية خطة رابين، ما رسمه منذ نهاية السيطرة الاسرائيلية على نحو 90 في المئة من الفلسطينيين، استنفد بكامله السعي الى انهاء هذه السيطرة. يجدر التشديد على كيفية قيام رابين شخصيا في ذروة مسيرة اوسلو على شق المحاور الرئيسة في يهودا والسامرة ومنها طريق الانفاق الى غوش عصيون، طريق التفافي رام الله والطريق الى ارئيل. الطرق الجديدة سرعت تطور الاستيطان الاسرائيلي ومنحت الجيش الاسرائيلي حرية الحركة التي سمحت بنجاح حملة السور الواقي. مراجعة معمقة لفكر رابين يمكن أن يفيد بانه هو كان، اغلب الظن، سيستصعب اليوم ايجاد مكانه في حزب العمل بقيادة ميراف ميخائيلي.