قال والد الشاب المقدسي الذي قتله تنظيم “داعش” بداعي ارتباطه مع جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، إنه يتمنى لأبناء زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، “المصير ذاته”.
وبث تنظيم “داعش” الثلاثاء، تسجيلاً مصوراً تناقلته مواقع تواصل اجتماعي، يظهر فيه عملية إعدام الشاب محمد سعيد مسلم، واصفاً إياه بـ”الجاسوس الإسرائيلي”، وأظهر التسجيل الشاب وهو يدلي باعترافات حول ارتباطه بالموساد، مع والده وشقيقه، وفي نهاية التسجيل قام فتى بإطلاق عدة رصاصات صوب مسلم.
وفي حديث هاتفي مع وكالة الأناضول اليوم، قال سعيد، والد محمد:” أتمنى أن يحدث لأبناء أبو بكر البغدادي ما حدث لابني، حتى يشعر بما أمر به الآن”.
وأضاف: “لو تشكل الآن جيش لمحاربة داعش، سأتطوع أنا وأبنائي الثلاثة فيه من أجل مسح هذا التنظيم الكافر عن وجه الأرض”.
وتابع: “علمت عن قتل ابني من خلال وسائل الإعلام”.
وحتى الآن لم يتمكن سعيد كما يقول، من مشاهدة ذلك الجزء من التسجيل المصور والذي يُظهر فتى صغيراً وهو يطلق النار على ابنه محمد (19 عاماً).
لكنه أشار إلى أنه شاهد الجزء الذي يظهر فيه ابنه وهو يقول إنه تم إرساله من قبل “الموساد” الإسرائيلي للتجسس على “داعش”.
وفي هذا الصدد، قال الوالد: “أستطيع أن أؤكد لك أن ما جاء من أقوال على لسان ابني إنما تمت تحت التهديد، فكيف يعقل أن ولداً عمره 19 عاماً يعمل لصالح الموساد؟ ابني لم يسبق له أن سافر خارج البلاد، وهو بالنسبة لي ما زال طفلاً”.
وأشار إلى أنه توقع هذا المصير لابنه بعد أن نشر تنظيم “داعش” الشهر الماضي مقابلة مكتوبة يقول فيها محمد إنه تم إرساله من قبل “الموساد” للتجسس على التنظيم.
وقال: “كنا نتوقع ذلك فنحن نعلم أن داعش تنظيم كافر لا دين له ولا يتصف بالرحمة، وأنه تنظيم مجرم يتوجب أن يتعاون الجميع من أجل القضاء عليه”.
ومضى قائلاً:” ابني محمد شريف ولن يستطيع داعش تلويث سمعته، وما حدث لن يهز شعرة فينا لأننا على يقين أننا على صواب ، وهذا التنظيم على باطل”.
وذكر مسلم الوالد أن المرة الأخيرة التي تواصل فيها مع ابنه كانت قبل شهرين عبر برنامج التواصل “الواتس آب”، حينها قال له محمد إنه في دير الزور (شرقي سوريا)، حيث كان قد أطلق لحيته، وأطال شعر رأسه، وظهر وهو يحمل رشاشا من نوع كلاشنيكوف، وسكاكين، وقنابل”.
وبحسب الوالد، أبلغه ابنه بأنه “تعرف على داعش من خلال الإنترنت، وأن عناصر في التنظيم أرسلوا له المال للقدوم إلى سوريا، وقالوا له إنه إذا جاء سيلقى المعاملة الجيدة، والمنازل والأموال، ولكنه أشار إلى أنه بعد أن وصل إلى هناك لم يجد أي من هذه الأمور وأنه يفكر بالعودة”.
وتابع مسلم: “منذ ذلك الحين لم نسمع منه شيئا، ولكن قبل نحو شهر اتصل بنا شخص، أعتقد أنه من داعش، وقال إنه يتحدث من تل أبيض (بلدة تابعة لمحافظة الرقة، شمالي سوريا)، وأبلغنا أن محمد بخير، وأنه معتقل من قبل التنظيم لأنه حاول الهروب عبر الحدود التركية”.
وأشار سعيد إلى أنه سيقيم اليوم بيتا للعزاء لولده في منزله في مستوطنة “النبي يعقوب” المقامة على الأراضي الفلسطينية، شمالي القدس، حيث يقيم، وقال: “سيكون هناك أيضا بيتا عزاء في الضفة الغربية والأردن، حيث ستقيمهما العائلة هناك”.
وختم مسلم قوله: “أنا أوكل أمري إلى الله، ولكن أقول لكل أب وأم، أن ينتبهوا جيداً إلى أولادهم كي لا يغرهم داعش، وينتهوا إلى ذات مصير ابني محمد”.
يذكر أن عائلة محمد مسلم التي كانت تسكن الضفة الغربية، تحمل الجنسية الإسرائيلية.
وكان أحمد شقيق محمد، ذكر في وقت سابق للأناضول أن العائلة تقيم في مستوطنة “النبي يعقوب” شمالي القدس المحتلة، وأن شقيقه سافر إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا، في أكتوبر/ تشرين أول الماضي.