نمتلك رؤية طموحة

لازاريني: استمرار أزمة "الأونروا" المالية سيؤدّي لنتائج كارثية لا يمكن تحمّلها

الأونروا
حجم الخط

بروكسل - وكالة خبر

أكّد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، أنّ استمرار الأزمة المالية للوكالة ستؤدي إلى نتائج كارثية لا يمكن للمنطقة تحملها، وأنّ التهديدات التي تواجهها ستخلق فراغًا وكارثة بشرية لا تستطيع هذه المنطقة تحملها.

وقال لازاريني، في كلمة له أمام المؤتمر الدولي للمانحين المنعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل: "نجتمع اليوم في وقت تمتلك فيه الأونروا رؤية طموحة يسعدني أن أوضحها، وهي تعتمد على تقديم خدماتنا بما يتماشى مع عصرنا وتركز على الالتزام بـ”عدم ترك أي لاجئ فلسطيني وراءنا".

وأضاف: "يتعلق الأمر بضمان استمرار خدمات أونروا في مرافقة جميع اللاجئين في رحلتهم التحويلية نحو الاعتماد على الذات وستضمن رؤيتنا ألا يفوت لاجئو فلسطين قطار التحول الرقمي العالمي في مدارسنا وفي مراكز التدريب المهني لدينا، يعني هذا تطوير نوع محو الأمية الرقمية الذي سيسمح للأطفال والشباب بالمشاركة الكاملة في الثورة التكنولوجية الحالية".

وتابع: "يمكن الحفاظ على عملياتنا، التي تعد شريان الحياة للاجئين الفلسطينيين، بحد أدنى 800 مليون دولار أمريكي سنويًا، لعدة سنوات قادمة، مع النمو الطبيعي السنوي المتوقع، وأطالب اليوم بضخ رأس مال قدره 100 مليون دولار لمرة واحدة لإعادة الأونروا وموظفيها إلى طاقتهم الكاملة".

وأردف: "لا يمكننا تحمل المزيد من التخفيضات في الميزانية، ولقد أدت إجراءات التقشف وخفض التكاليف إلى استنفاد أصولنا وتقليل القوى العاملة لدينا إلى الحد الأدنى، وهذا له تأثير شديد على تقديم خدماتنا".

وذكر أنّ "عمليتنا بأكملها معرضة للخطر ويتساءل ما يقرب من 400.000 لاجئ فلسطيني عن موعد تلقي مساعداتهم النقدية التي بدونها لا يمكنهم تغطية نفقاتهم فيما مراكزنا الصحية غير قادرة على ملء مخزونها من الأدوية وفواتير الإنترنت والكهرباء غير المدفوعة تخاطر بتقويض قدرتنا الأساسية على العمل".

وأعرب عن أمله بأنّ "يتفق الجميع على الحاجة إلى ضمان حصول كل لاجئ، أينما يعيش، على التعليم ليصبحوا مواطنين فاعلين وإيجابيين في العالم وضرورة توفير رعاية الأمومة للاجئة في مخيم في لبنان وضرورة المساعدة الإنسانية للأسر اللاجئة المعوزة في غزة أو سوريا"، موضحا "هذا هو تفويض أونروا، إنه ما نفعله، لا أكثر ولا أقل وأؤكد لكم أن لا أحد يريد أن يكون لاجئًا، من جيل إلى آخر".

وأشار إلى وجود "ركود الموارد منذ عام 2013 في حين ضربت المنطقة أزمات كبرى متعددة، وازدادت الاحتياجات والتوقعات بالنسبة للأونروا لتقديم الخدمات ونتيجة لذلك، ازدادت وتيرة الأزمات المالية وشدتها وسببت هذه الأزمات ضائقة هائلة بين اللاجئين والموظفين"، موضحا "إنهم يغذون شعورًا عميقًا بأن المجتمع الدولي قد تخلى عنهم فيما اليأس والغضب يغليان في المخيمات".

وأشدّد أنّه "في نهاية العام الماضي، بالكاد تمكنت الأونروا من تجنب الانهيار المالي بينما في الوقت الذي نجتمع فيه اليوم، أواجه نفس حالة عدم اليقين التي لا أعرف ما إذا كانت الأونروا ستتلقى التمويل الكافي لمواصلة تشغيل جميع الخدمات في تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر".

ودعا المفوض العام لـ"الأونروا"، ممثلي الدول الاعضاء في الأمم المتحدة، إلى ترجمة دعمهم السياسي إلى موارد يمكن التنبؤ بها وكافية ومستدامة للأونروا.

وشدّد لازاريني، في ختام حديثه، أنّ الدعم سيضمن استمرار الأونروا في كونها شريان الحياة الذي لا يمكن الاستغناء عنه والموثوق به للاجئي فلسطين حتى يتم التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم.