لا يزال مكتب التحقيقات الفيدرالي، الـ"أف بي آي"، عاجزاً عن الوصول إلى محتوى أكثر من 100 رسالة أرسلت إلى أحد منفذي الهجوم على معرض فني في ولاية تكساس الأمريكية في مايو (أيار) الماضي.
ونقل تقرير نشر على موقع "بريتبارت" الأمريكي تصريحات مدير الـ"أف بي آي" جايمس كومي، الذي أشار في جلسة مساءلة على خلفية مجزرة كاليفورنيا، إلى أن "شخصاً يدعى إلتون سمبسون تبادل 109 رسالة مع عناصر إرهابية خلف البحار قبل وقوع الهجوم".
وأضاف كومي "ليس لدينا أي فكرة عن مضمون تلك الرسائل لأنها كانت مشفرة بين الطرفين المتورطين في الهجوم"، وكان بريطاني له علاقة بتنظيم داعش الإرهابي يدعى جنيد حسين تبين لاحقاً أن له علاقة بأحد المهاجمين الذي أرادوا فتح النيران داخل المعرض بهدف قتل أكبر عدد من الناس، إلا أن عناصر الشرطة أردوهما فوراً".
وأشار كومي إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يقف اليوم مكتوف اليدين إزاء عدم تمكنه من رصد ومعرفة المعلومات التي تحاور بها الإرهابيون"، مؤكداً "إلى هذا اليوم، لا يمكنني أن أقول ما احتوته تلك الرسائل الـ109 التي تم تبادلها صبيحة الهجوم في تكساس. وهذه مشكلة كبيرة ويجب التعامل معها".
ونقلت صحيفة "دالاس" عن السيناتور جون كونين صدمته إزاء وجود 109 رسالة مشفرة لا يمكن "حتى بأمر قضائي وصول مكتب التحقيقات الفدرالية إليها"، لافتاً إلى أنه يحترم مبادئ الخصوصية، إلا أنه في الوقت عينه يجب أيضاً احترام مبادئ الحماية والأمن العام، مؤكداً أن هذين الأمرين هما على مسار تصادمي بطبيعة الحال.
وينقل تقرير الموقع أن "الإرهابيين تبادلا رسائل مشفرة عبر "الإنترنت المظلم – دارك ويب"، وهو جزء من خدمة الإنترنت الذي يتم التعتيم عليه بقصد منع الوصول إليه عن طريق الصدفة أو دون غاية مُحددة وهو بالتالي غير متواجد على محركات البحث.
ويتهم الأشخاص الذين يتعاملون عبر "الإنترنت المظلم" بأنه مكان الخارجين عن القانون بسبب عدم إمكانية السلطات الأمريكية، على الرغم من امتلاكها قدرات تجسسية عالية، من رصد التبادلات في المعلومات، التي تشكل أحد أبرز المصادر خطورة على الأمن الأمريكي.
ويختم التقرير أن مكتب التحقيقات الفيدرالية يحتاج إلى مزيد من التعاون من قبل شركات التكنولوجيا، إضافة إلى سن قوانين جديدة تسمح بالوصول إلى أدوات جديدة يمكن من خلالها "الإستماع" إلى ما يحدث عبر وسائل التواصل المشفرة.