علَّق القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح د. عبد الحكيم عوض، على مؤتمر حركة فتح الثامن المنوي عقده في الضفة الغربية، بتاريخ 21 مارس من العام القادم 2021م.
وقال عوض في ندوةٍ سياسيةٍ بمشاركة مجموعةٍ من الصحفيين عبر تطبيق "كلوب هاوس Clubhous"، والتي تابعتها وكالة "خبر"مساء اليوم السبت: "إنَّ عقد مؤتمر حركة فتح الثامن بهذه الحالة يعني نكسة جديدة لهذه الحركة العملاقة".
وأضاف: "إنَّ عقد المؤتمر السابع كان الهدف منه طي صفحة المؤتمر السادس، بهدف التفرد بقيادة الحركة واستبعاد كل من جرى التخطيط لإبعادهم والإبقاء على المقربين من الرئيس محمود عباس فقط"، وفق تعبيره.
واستدرك: "الرئيس محمود عباس كان يرد على حديثنا عن المخاطر المحيطة بحركة فتح، بالاستخفاف واعتبار أنَّ المحيطين بالنائب محمد دحلان لا يتجاوزوا الـ50 فرداً، والآن يرى بعينه أين هو تيار الإصلاح الذي يتزعمه دحلان".
وأردف: "عقد المؤتمر الثامن يُريد من خططوا لعقده، الاستفادة من حالة التذمر في صفوف الحركة على مستوى الكادر والقواعد، بسبب ما وصلت له الحركة من وهن وضعف وانقسام، واستكمال عملية الإقصاء وإيجاد وجوه جديدة ممن لا يتجرأوا على انتقاد أوضاع الحركة الراهنة".
واعتبر عوض أنَّ انعقاد المؤتمر في هذه الظروف العصيبة وفي ظل حالة التفكك الفتحاوية الداخلية والتي يتجاهلها الرئيس على الدوام ويُخفف من وطأتها على المشهدين الفتحاوي والسياسي، يُبيّن بما لا يدع مجالاً للشك نية القيادة الحالية تطبيق رؤية القائد الواحد للحركة.
وأكمل عوض حديثه: "نحن جزء مهم من حركة فتح ولن نتخلى عنها مهما كلف ذلك من ثمن، وسنبذل كل جهد ممكن من أجل الحفاظ على مكانتها التاريخية، ولم نناقش في اجتماعات التيار تشكيل حزب منفصل على الإطلاق لثبات موقفنا بأننا جزء أصيل من فتح، وسنصل إلى هدفنا المنشود بتوحيد الحركة يوماً ما".
توحيد فتح
وبالحديث عن جهود توحيد حركة فتح، قال عوض: "إنَّ تيار الإصلاح الديمقراطي يطرق كل الأبواب على المستويين الداخلي والإقليمي، وسيسلك كل الطرق الممكنة من أجل دفع الرئيس محمود عباس نحو المصالحة الفتحاوية"، لافتاً إلى أنّ الكثير من الوساطات العربية والمحلية والإقليمية والدولية قوبلت برفض الرئيس.
واستطرد: "أحد الأسباب التي دفعت أبو مازن لتأجيل الانتخابات بعيداً عن ملف القدس، هو تخوف القيادة والرئيس شخصياً من تبوّء تيار الإصلاح ركناً أساسياً في البرلمان الفلسطيني المرتقب"، مُعتبراً أنّ عامل الضغط على الرئيس لتوحيد حركة فتح هو تمدد تيار الإصلاح.
وبيّن عوض، أنّ تيار الإصلاح أكّد علانيةً في اجتماعاته الأخيرة على عدم وجود عداوات له مع أيّ من قيادات أو كوادر حركة فتح، مُضيفاً: "قلوبنا مفتوحة لأبناء الحركة وكوادرها ونتجه نحو عزيز العلاقات مع القواعد والأطر الفتحاوية".
وشدّد على أنَّ تيار الإصلاح سيواصل كل الجهود الممكنة من أجل توحيد كافة أطر حركة فتح، مُستدركاً: "بذلنا كل ما يُمكن من أجل وقف الآثار الكارثية لإجراءات الرئيس عباس على حركة فتح ومكانتها التاريخية، ونتنازل من أجل جلب الرئيس إلى طاولة الحوار لتوحيد الحركة".
وأوضح أنَّ الحراك الدولي لتوحيد حركة فتح مازال سارياً، من قبل جهات وشخصيات أوروبية وعربية ودولية، مُتابعاً: "وزير الخارجية الروسي قال في اللقاء الأخير إنَّ روسيا تبذلُ جهوداً حثيثة لإنهاء حالة الضعف التي تسيطر على حركة فتح".
أما عن طبيعة الوساطات، قال عوض: "إنَّ الوساطات التي تسعى لتوحيد حركة فتح كبيرة، ومنها الفلسطيني والعربي والدولي والإقليمي"، مُردفاً: "خلال الوساطات السابقة من قبل سفراء ومسؤولين وقيادات بالإقليم، كان رد الرئيس أن يذهب محمد دحلان نحو تشكيل حزب جديد مع تقديم كل الدعم له ضمان عدم ملاحقة أنصاره، لكن هذا المقترح قوبل برفض تيار الإصلاح بشكلٍ قاطع".
وأكمل: "كل الوساطات التي حاولت توحيد حركة فتح وإنهاء الخلاف الفتحاوي الداخلي قوبلت برفض كبير من قبل الرئيس محمود عباس، وكثير من أعضاء اللجنة المركزية يتواصلون مع قيادات تيار الإصلاح لكن ليس بيدهم أيّ قرار على صعيد توحيد الحركة"، مُضيفاً: "كلما تمدد التيار في قطاع غزّة تزداد العقوبات والإجراءات المُتخذة ضد القطاع".
وقال: "إنَّ تيار الإصلاح الديمقراطي ماضٍ إذا ما استمرت حالة حركة فتح الراهنة في التمدد"، لافتاً إلى أنّه تم البدء بعقد المؤتمر التأسيسي الأول للتيار في ساحة غزّة، والذي سيمتد لكل الساحات.
الحالة الفلسطينية الراهنة
وأكّد عوض، على أنّ تيار الإصلاح ليس لديه أيّ مشروع لقيادة السلطة، مُستدركاً: "لكن لا يمكن للسلطة أن تكون عند ثقة الجمهور الفلسطيني إذا ما بقت منظمة التحرير وحركة فتح على هذه الشاكلة، ويبدأ الإصلاح الحقيقي للمشهد السياسي من وحدة فتح".
وبسؤاله عن البرنامج السياسي لتيار الإصلاح، أوضح أنّ التيار ليس حزباً منفصلاً عن حركة فتح حتى يكون له برنامج سياسي، مُؤكّداً على دعمه لأي توافق بين فصائل منظمة التحرير، مع إيمانه بأهمية إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وتابع: "أحد المبادئ المهمة لحركة فتح هو الكفاح المسلح، وبالنسبة للتيار فإنَّ المقاومة بشقيها المسلحة والشعبية هي حق من حقوق الشعب الفلسطيني حتى انتهاء الاحتلال، وهو حق كفلته كل الأعراف الدولية والشرعية الدولية".
وختم عوض حديثه، بالقول: "إنَّ تيار الإصلاح يدعم أيّ جهود لتوحيد الحالة الفلسطينية وإنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس، وشكَّل في إطار دعم ذلك لجنة المصالحة المجتمعية لجبر خواطر عوائل شهداء الانقسام".