بعد عملية إطلاق النار بالأمس

الرويضي لـ"خبر": إعادة الترويج للبوابات الإلكترونية يندرج في إطار بدء التقسيم المكاني للأقصى

البوابات الالكترونية
حجم الخط

القدس المحتلة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

حذَّر مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، أحمد الرويضى، سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أيّ إجراء خطير من شأنه أنّ يُشكل تهديداً للمسجد الأقصى المبارك، ضمن مخططات الاحتلال لتثبيت التقسيم الزمني والبدء بالإعداد للتقسيم المكاني في المسجد الأقصى.

وقال الرويضي في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم الإثنين: "إنَّ المسجد الأقصى يتعرض لخطر حقيقي من الاحتلال الإسرائيلي، بمحورين الأول محور له علاقة بالاقتحامات المتكررة للمسجد وعدم احترام قدسية المكان؛ كحق خالص للمسلمين وحدهم، والثاني يتمثل في ما يجري من أنفاق أسفل المسجد ويُشكل خطراً على أساسياته والتي وصلت إلى مرحلة خطيرة".

وأضاف: "رفضنا البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى في العام 2017، ووقف المقدسيون كرجلٍ واحد دفاعًا عن المسجد ومعهم الشعب الفلسطيني من الداخل وكل المسلمين في العالم؛ حتى يتراجع الاحتلال عنها بعد تركيبها".

وأكّد على أنَّ من يتولى إدارة المسجد الأقصى هي الأوقاف الإسلامية والمملكة الأردنية الهاشمية؛ باعتبارها صاحبة الوصاية، لافتاً في ذات الوقت إلى أنَّ التدخلات "الإسرائيلية" بمثابة اعتداء على الوصاية وعدم احترام للحق التاريخي والقانوني القائم في الأقصى.

وتابع: "المملكة الأردنية الهاشمية تتولى شؤون الأقصى، ضمن الوصاية الموقعة مع دولة فلسطين والرئيس محمود عباس وجلالة الملك عبد الله عام 2013".

وشدّد على أنَّ أيّ مساس من قبل سلطات الاحتلال بالأقصى، سيزيد من حالة الاحتقان الراهنة في القدس، ويؤدي إلى حربٍ دينية، مُردفاً: "لكن على ما يبدو أنَّ أعضاء اليمين في حكومة الاحتلال يسعون لها، كما أنَّ الجماعات الاستيطانية بدأت بوضع الزيت على النار وتُمهد لحربٍ دينية يصل صداها ليس في المنطقة فقط بل في العالم أجمع".

وبيّن أنَّ الأردن سابقاً مسألة تركيب بوابات إلكترونية على أبواب الأقصى، وكذلك ترفض تدخل الاحتلال في شؤون المسجد، والسلطة الفلسطينية تدعم الأردن في هذا الأمر، مُضيفاً: "سلطات الاحتلال لا تملك أيّ سلطة تُهدد الأقصي؛ باعتباره حق خالص للمسلمين بمساحته الكلية 144 دونم".

ويسعى وزير الاتصالات "الإسرائيلي" يوعاز هندل، إلى الترويج لإعادة البوابات الإلكترونية في البلدة القديمة للقدس ومحيط المسجد الأقصى.

وبحسب قناة ريشت كان العبرية، فإنَّ "هندل" تحدث مع مسؤولين أمنيين بهدف إمكانية دراسة الأمر مجددًا وإعادة نشر تلك البوابات التي تهدف للكشف عن أيّ أسلحة يحملها الفلسطينيين.

ووفقًا للقناة، فإنَّ "هندل" قال للمسؤولين الأمنيين الذين تحدث معهم، إنَّ الحكومة الحالية لديها علاقات جيدة مع الأردن ومن الممكن التوصل إلى اتفاقيات حول هذا الموضوع.

وكان "هندل" قد طلب خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية، إعادة نشر البوابات لفحص الفلسطينيين قبل دخولهم للبلدة القديمة ومحيطها.

وفي عام 2017 نصبت "إسرائيل" هذه البوابات، ما أحدث “ثورة جماهيرية” فلسطينية رافضة لها، قبل أن تتراجع الحكومة الإسرائيلية آنذاك عن تلك الخطوة وترضخ لمطالب المقدسيين بدعم من الأردن.

أما عن ترويج الاحتلال لفكرة إعادة تركيب بوابات إلكترونية في الأقصى، قال الرويضي: "إنَّ أيّ مخطط يستهدف المسجد الأقصى مصيره الفشل، لأنَّ منع هذه المخططات عبارة عن عقيدة راسخة لدى المقدسيين، وعلى الاحتلال أنّ يتراجع عندما يتعلق الأمر بعقيدة المؤمن".

وختم الرويضي حديثه، بالتأكيد على أنَّ ما يحدث من اقتحامات يأتي بقوة الأمن وهي مرفوضة بالكامل، مُحملاً سلطات الاحتلال مسؤولية تصعيد الأحداث إذا استمرت الاعتداءات على الأقصى؛ لأنَّ "إسرائيل" تعلم قيمة المسجد بالنسبة للفلسطينيين والمقدسيين، وأنَّ أيّ مشروع يتعلق بالأقصى سيُبكبده عواقب وخيمة.