"إسرائيل اليوم" : تكثيف الاستيطان في القدس من أجل استعادة الأمن

نحاف شرغاي.jpeg
حجم الخط

بقلم: نداف شرغاي

 

 



"الإرهاب" في الطريق إلى الحائط الغربي وبوابات الحرم لا يُنتَصر عليه فقط بوساطة مزيد من الشرطة والجنود ومزيد من الحواجز ومزيد من الاستخبارات. "الإرهاب" في الطريق الى المكانَين الأكثر قدسية للشعب اليهودي يُنتَصر عليه ايضا بوساطة الاستيطان اليهودي في المحاور المؤدية إليهما. هكذا كان في منطقة مدينة داود، التي كانت لسنوات طويلة هدفاً واضحاً لـ "الإرهاب" ضد اليهود ومركزاً للجريمة الى ان جاء اليهود واستوطنوا هناك، فانخفضت منحنيات "الإرهاب" والجريمة في سلوان – مدينة داود على نحو عجيب.
هكذا سيكون – فقط إن أردنا – في منطقة السلسلة وفي شارع الواد وفي المناطق المؤدية إليهما.
على هذه المحاور سكنت في الماضي مئات عديدة من العائلات اليهودية، بعضها معروف في تاريخ الحاضرة المقدسية القديمة: يوسف نافون، والد الرئيس الخامس، اسحق نافون، وروبين ريفلين، جد رئيسنا العاشر روبين ريفلين (المسمى على اسمه) وكذا إسرائيل دوف فرومكين، مؤسسة صحيفة "حفتسيلت"، ودافيد كوهن، جد الكاتب حاييم بئير، والرابي يهودا ليف يعبتس، جد المؤرخ زيف يعبتس. هم وجيرانهم وأنسالهم طردوا من هناك في "اعمال الشغب" في العام 1929 و 1936. فقط بعد حرب "الايام الستة" وتحرير القدس القديمة، قطرة قطرة، بمبادرة وتنفيذ جمعيات ايديولوجية مثل "عطيرت كوهانيم" و "عطيرت ليوشنا" بدأ اليهود يعودون الى هذه الأماكن. ولكن هذا لا يكفي. الدولة هي التي يجب ان تقود مشروع الاستيطان في القلب التاريخي للقدس. هنا مطلوب مشروع استيطاني رسمي. حكومتا أشكول وغولدا (بعد حرب "الايام الستة")، فهمتا هذا. في ايامهما عمل في اطار مديرية إسرائيل، قسم يدعى "ايغوم"، الذي اشترى البيوت والعقارات من عرب المنطقة كي يُسكن فيها يهودا، ولكن هذا النشاط توقف في منتصف السبعينيات – خسارة.
بعد حرب "الأيام الستة"، صادرت حكومة أشكول أيضا ارض حارة اليهود الخربة وأسكنتها من جديد. في تلك السنين صودر شريط رفيع من المحلات والمتاجر في نطاق الحي الإسلامي، في الجانب الجنوبي من شارع السلسلة، الذي بخلاف حارة اليهود لم يتحقق أبداً.

الأمن وسيلة

العمليتان الأخيرتان – عملية الطعن، الأسبوع الماضي، وعملية أول من أمس، قرب باب السلسلة، هما سبب وجيه كاف لتحقيق تلك المصادرة في الجانب الجنوبي من شارع السلسلة على مقربة شديدة من مكان العملية وإن كان بتأخر واضح. أن نجبي من "الإرهاب" ثمناً. في الأماكن التي عربد فيها العنف و"الارهاب"، أجاد الصهاينة على مدى سنوات طويلة في إضافة الحياة والبناء. هكذا أُقيم العديد من المستوطنات في "بلاد إسرائيل". هكذا أُسكنت بيوت عديدة في الخليل، وكذا في القدس القديمة.
في الواقع الطبيعي، ينبغي لنمط السلوك ان يكون مغايراً: الاستيطان من البداية، وليس ردّاً بأثر رجعي، غير أن سنوات الصراع الطويلة صممت صيغة "بدمائك حياتي"، وولّدت العملية حياً، وولّدت عملية أخرى مستوطنة، وولّدت عملية اخرى بيتاً آخر في الأزقة المؤدية الى الحرم والى "المبكى".
قبل بضعة أسابيع فقط دشن رئيس بلدية القدس، موشيه ليئون، ونائبه، آريه كينغ، "ميدان البطولة"، في مفترق شارعي طريق الآلام والواد في البلدة القديمة.
في العملية التي وقعت في المكان في العام 2015 طارد "مخرب" عائلة بنيتا وقتل اهرون طعناً. زوجته الجريحة، التي استجدت التجار العرب للنجدة، رُفض طلبها ونزفت في الشارع. الحاخام نحمايا ليفي، الذي هرع لنجدة المعتدى عليهما، دفع حياته. التخليد الحقيقي لليفي، لبنيتا، ولالياهو كي هو تكثيف كبير للاستيطان اليهودي في النواة التاريخية للقدس.
العاصمة لا تكتسب فقط بالتحصينات التي لا تنتهي وبالأسيجة وبالإحباطات وبحل الألغاز. الأمن هو وسيلة، الحياة في صهيون هي الغاية.

عن "إسرائيل اليوم"