هارتس : فقدنا الثقة بك يا كوخافي ..

حجم الخط

بقلم: أهالي مظليين في الماضي وفي الحاضر




حضرة رئيس الأركان، الفريق أفيف كوخافي،
يعرف الجميع كيفية اقتباس ما يجب علينا نحن الآباء العبريين معرفته، وهو أن مصير أبنائنا في أيدي قادة يستحقون ذلك. بهذا، يوجد لنا أبناء مظليون في الماضي وفي الحاضر. ومنذ الكارثة في وادي حلزون لم نعد نشعر بذلك.
لا توجد لدينا أوهام. فقط من لا يعمل لا يخطئ. أيضا تجربتنا الشخصية في الجيش، وأثناء ذلك في وحدات مختارة، وأيضا تجربتنا كآباء في جهاز التعليم وفي العمل وفي الشارع، تعلمنا أن الناس يخطئون.
هذا معروف. تحدث أخطاء مهنية، ويجب التصرف بتفهم مع المخطئين أثناء المعركة وحتى أثناء التدريب. ولكن لا يوجد في أي جسم مهني يتبنى الطمس والكذب.
الأحاسيس التي تطاردنا منذ تلك الليلة الماطرة في وادي حلزون في كانون الثاني 2019، هي أنه توجد في لواء المظليين ثقافة تنظيمية معطوبة. أحداث تلك الليلة، كما وصفها الجنود الذين تواجدوا هناك وبعد ذلك في التقارير الشاملة لينيف كوفوفيتش في "هآرتس"، كشفت عن حالات الطمس والتشويه، التي بدأت منذ الساعة التي كان فيها أفيتار يوسفي غارقا في المياه.
القادة لم يوفروا أي وسيلة لتنسيق المواقف وتزوير الوثائق واستخدام الضغط على الجنود وحتى التنمر عليهم.
نحن وأبناؤنا أيضاً نعرف كم يهتم الجيش الإسرائيلي بتعليم الجنود بأنه عندما يخطئون يجب الاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية وتلقي العقاب، وبعد ذلك فقط يمكن السير قدما.
في تلك الحادثة لم يكن هناك تحمل للمسؤولية في أي مستوى قيادة في اللواء.
تبين هذا الأمر لنا بشكل واضح في الاحتفال بانتهاء دورة طواقم 17 تشرين الثاني عندما سمعنا خطابات القادة المستخفين.
هذا الشعور الصعب رافق المقاتلين في كتيبة الدورية في تلك الدورة إلى حين تسرحهم من الخدمة.
عندما طُلب منك التحدث في حينه تفاجأنا، إيجابا، بالرسالة الحادة التي نقلتها.
صرخت عناوين الصحف: "رئيس الأركان قام بعزل جميع سلسلة القيادة حتى رتبة مقدم". أعطيتنا الأمل بأنه سيتم بذل الجهود لاجتثاث هذه الآفة. ولكن مع مرور الوقت تبين أنه لم يتغير أي شيء. الإدانات وعمليات العزل كانت ظاهرياً فقط. لم تتوقف الترقية حقاً، وسار الجيش الإسرائيلي برئاستك كالعادة.
في هذا الأسبوع سمعنا أنك قمت بتعيين يشاي روزيليو، الذي كان قائد الدورية في فترة الحادثة في وادي حلزون، في منصب رفيع.
مرة أخرى دون تحمل أي مسؤولية. هو لم يكن جديراً بأن يكون قائد كتيبة. ولكن حسب رأيك يبدو أنه يستحق أن يكون قائد لواء. هذا غير مفاجئ وما زال يخيب الآمال.
لقد توقعنا منك أكثر من ذلك. نعرف أنه يجب ملء الصفوف وتعيين القادة الأكثر جدارة للمهمة. ولكن من الواضح لكل عاقل أن الجيوش التي توجد فيها ثقافة الكذب لن تنتصر في أي يوم في الحرب.
إضافة إلى ذلك، ماذا بشأن واجب الجيش تجاهنا، نحن الآباء الذين يرسلون أولادهم وبناتهم للخدمة القتالية؟ نحن منطقيون ولا توجد لنا أي مطالب بأن لا يكون هناك أي مصابين، لكننا نريد أن يقود أولادنا قادة يتحملون مسؤولية أفعالهم، دون طمس للحقائق أو تزوير أو كذب.
نتوقع من رئيس الأركان أن يعلم قادته بأن يقفوا ببطولة، ليس في المعركة فقط، بل أمام أفعالهم وأن يهتموا بأن تكون هناك ثقافة تنظيمية نظيفة وأخلاقية ولا يوجد فيها أي تسامح مع الأكاذيب.
للأسف، لم تعد لنا ثقة بك. الترقية الأخيرة التي صادقت عليها تجعلنا لا نصمت.
لا يمكننا نشر أسمائنا، وأيضا لا يمكننا الكتابة مباشرة إليك. لأننا شاهدنا كيف تنمروا في لواء المظليين على الأقل على أحد الجنود الذي تعاون في التحقيق في الشرطة العسكرية. وتعلمنا أنه في الجيش الإسرائيلي الحالي من يقول الحقيقة ومن يقوم بالإبلاغ عن عيوب ولا يخاف من الإدلاء بشهادته بأنه كانت توجد أخطاء (أيضا شخصية) يُعاقب، في حين أن من يكذب ويخفي يُرقّى.
لا تطلب منا أو من آباء آخرين إرسال أولادنا وبناتنا للخدمة العسكرية إذا لم تكن تستطيع الوفاء بالاتفاق البسيط الذي كتب على كل جدار في الجيش الإسرائيلي.

عن "هآرتس"