هل تتحول الضفة إلى ساحة حرب بين حماس وإسرائيل؟

مواجهات الاحتلال.jpg
حجم الخط

غزة - وكالة خبر- تقرير أحمد عبد العال

أعلنت مصادر إسرائيلية، الأسبوع الماضي، اعتقال عشرات العناصر من حركة حماس، بدعوى أنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجمات متفرقة.

وعبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، قال أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن قوات جيش الاحتلال اعتقلت أكثر من 50 عنصرا تابعا لحماس في الضفة الغربية، وضبطت أموالاً وأسلحة ومتفجرات كانت تعد لتصنيع أربعة أحزمة ناسفة.

وذكر جندلمان أن العناصر، التي كشفها جهاز الأمن العام "الشاباك"، يقودها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، مشيرًا إلى أن هذه العناصر كانت تخطط لتنفيذ تفجيرات داخل دولة الاحتلال.

ونفذ القيادي في حماس فادي ابو شخيدم، عملية إطلاق نار، ضد جنود الاحتلال في القدس، ما أدى لمقتل أحدهم وإصابة 3 آخرين، فيما تبنت حماس أبو شخيدم وأعلنت أنه أحد قاداتها في مخيم شعفاط بالقدس.

أزمة بين محافظ جنين وحماس

محافظ جنين أكرم الرجوب قال في تصريحاتٍ إذاعية إنه منذ توليه منصبه قبل ثلاث سنوات "لم يرَ أحدًا في جنين قد أطلق النار على الاحتلال أو على الجنود أو على المستوطنات،" متوعّدا بوقف ما أسماها "مظاهر الفلتان، لأن ما يحدث في المحافظة خروج عن القانون".

وردت حركة حماس على تصريحات الرجوب، وطالبت قيادة السلطة الفلسطينية بـ"الاعتذار" عن تصريحات محافظ جنين وإقالته من منصبه على إثر إساءته لأهل المدينة ومقاومتها.

وذكرت حماس أن تصريحات الرجوب والتي نفى فيها وجود مقاومة في المدينة "إنكار للحقائق الثابتة وتعامي عن الوقائع على الأرض، ومحاولة بائسة لتغطية شمس الحقيقة بغربال حقد السلطة على المقاومة في الضفة".

واضافت حماس "نعتبر تصريحات محافظ جنين جزءًا من حرب أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية على المقاومة، والتي تأتي في سياق التنسيق الأمني مع الاحتلال".

ويقول عاموس هرئيل الصحفي بـ"هآرتس" الإسرائيلية إن تل أبيب قلقة من مُستوى تعقيد شبكة حماس في الضفة الغربية، مُقابل ضعف السلطة الفلسطينية، مضيفاً قدرة حماس على إنشاء خلايا محلية فرعية في الضفة، تمهيداً لسلسلة هجمات، كانت ستجعل من الصعب على السلطة الفلسطينية السيطرة على مدن الضفة مما سيجعل العلاقات بينها وبين إسرائيل أكثر صعوبة.

وأضاف الصحفي الإسرائيلي الشهير أن استعداد النشطاء للقتال وكذلك الأسلحة التي بحوزتهم، تشير إلى أنه لولا موجة الاعتقالات، لكانت حماس ستشن سلسلة من هجمات إطلاق النار على "المدنيين الإسرائيليين وجنود الجيش" على طرق الضفة الغربية، مما سيزيد من توتر وخطورة الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية.

انتفاضة جديدة في الضفة

كما حذر مسؤول أمني سابق في إسرائيل من اندلاع انتفاضة جديدة بسبب القدس، حسبما ذكرت صحيفة معاريف العبرية. واعتبر العميد نيتسان نوريئيل، الرئيس السابق لهيئة مكافحة الإرهاب، أن شروط الانتفاضة الجديدة في الأراضي الفلسطينية قد نضجت، والتي تشير إليها أحداث العنف في القدس في الأيام الأخيرة، بما في ذلك هجوم إطلاق النار الذي قتل الجندي آدم كاي، ومخاوف من فقدان السيطرة على الوضع الأمني في القدس والمستوطنات في الضفة الغربية في ظل ضعف السلطة الفلسطينية.

النخالة يهاجم السلطة

الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، قال إن هناك "مواقف سلبية للسلطة الفلسطينية تجاه التحركات الشعبية والمقاومة في الضفة"، كاشفاً أن "السلطة ترسل رسائل أنها تسيطر أمنياً في الضفة وأنها تنفذ مهمتها غير المشرّفة".

ودعا النخالة عناصره في مخيم جنين والضفة الغربية إلى القيام بالواجبات والاستمرار في المقاومة، مؤكداً أن "إسرائيل" تريد استسلام الشعب الفلسطيني واستكمال السيطرة على القدس والضفة. وحمّل النخالة التنسيق الأمني "مسؤولية ما حصل مع الأسيرين المحررين الذين وصلا إلى الضفة"، في إشارة إلى اعتقال قوات الاحتلال الأسيرين الذين تحرّرا من سجن جلبوع، وهما مناضل نفيعات وأيهم كممجي.

حرب غزة مايو

وتعقيباً على ذلك، أشار المحلل السياسي أيمن عواد إلى ان مسألة اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية باتت مسألة وقت، مشيرا إلى أن كل الدوافع والاسباب موجودة في الوقت الراهن، محذرا من ان تلك الانتفاضة قد تنعكس سلبا على قطاع غزة.

وذكر أن غزة خارجة من حرب ضروس شنت عليها وكلفت الكثيرمن الضحايا وهناك مئات العائلات اضحت بلا مأوى، إضافة لتدهور اكبر في اقتصاد القطاع، فكل هذا يجعل من الضفة الغربية بيئة ناضجة لاندلاع الانتفاضة الجديدة، ولكن غزة قد تشارك فيها ولكن ليست بنفس زخم الضفة والقدس.

حماس تريد اشعال الضفة

أما المحلل السياسي عبد الله حماد رأى أن حكومة نفتالي بينيت في اسرائيل ليست متماسكة كي تنجو من التفكك الذي قد يؤدي إلى انتخابات اسرائيلية جديدة، فالذهاب الى انتفاضة جديدة في الضفة ليس خيارا محبذا لنفتالي بينين ويائير لابيد وبيني غانتس.

واعتبر أن حماس تعمل في الوقت الحالي للذهاب الى تلك المعركة خاصة وأن هناك تهديدات من قبل رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية بأن "حماس مستعدة للدخول في مقاومة شعبية في الضفة الغربية تتطور إلى انتفاضة ضد الاحتلال".

ولفت إلى أن تهديدات هنية واضحة وصريحة ولا تحتمل التأويل، ما يعني أننا أمام اشهر ستكون صعبة على كافة الاطراف، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي عاجز عن فعل اي شيء حيال ذلك.

فيما ذكر المحلل السياسي أحمد المصري،أن حماس غير معنية بتفجير الاوضاع بغزة، وانما التحول التدريجي باتجاه الضفة الغربية، خاصة وأن الحركة لا تزال في مرحلة تطويرات قدراتها العسكرية منذ حرب مايو 2021 إضافة لمحاولتها اعادة الحياة الى القطاع واعادة الحركة الاقتصادية والمشاريع بالتعاون مع مصر وقطر. ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية والاردن ومصر لا يريدون ان تندلع انتفاضة في القدس او الضفة، وانما تحسين الاوضاع المعيشية والضغط على امريكا والمجتمع الدولي لوقف الاستيطان وانهاء ممارسات اسرائيل في تلك المحافظات، معتقدا بان اسرائيل لن تتوقف عن ذلك، ولكن قد تذهب نحو تخفيف حدة إجراءاتها في الضفة مع المصادقة على مشاريع استيطانية جديدة.