أكّد لقاء أكاديمي على أهمية الأمن الرقمي كمهارة أساسية في بناء مواطنة رقمية فاعلة، وإيجاد مواطن رقمي محصن من المخاطر والتهديدات الرقمية.
جاء ذلك خلال لقاء عقده د. يحيى المدهون بمكتبه في مدينة بيت لاهيا شمال غزة، بعنوان: “الأمن الرقمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، بحضور ضيف اللقاء الباحث عثمان عبد ربه.
وقال د. المدهون: "إنَّ المواطنة الرقمية تحفز الأفراد نحو التفاعل الإيجابي في العالم الرقمي، وتمكنهم من استخدام التقنيات الرقمية بطريقة آمنة"، مُوضحاً أنَّ الأمن الرقمي والقدرة على حماية البيانات من الاختراق تعد مهارة أساسية للمواطنة الرقمية؛ لإيجاد مواطن رقمي يشعر بالأمان والثقة في بيئة الإنترنت، ويتفاعل إيجابيا مع مستخدمي الشبكة.
وبيّن أنَّ مصطلح الأمن الرقمي، يُشير إلى كافة الإجراءات الوقائية والتدابير الأمنية التي يتخذها مستخدمو شبكة الإنترنت، للمحافظة على صحتهم وسلامتهم الرقمية.
ولفت إلى الحاجة الماسة للأمن الرقمي في ضوء انتشار آفات وتهديدات رقمية كثيرة في فضاء الإنترنت، كالرسائل الغير مرغوبة، وبرامج التتبع والتنصت والمراقبة والتجسس، وكذلك تكاثر البرمجيات الخبيثة التي تزعج المستخدمين وتمس خصوصيتهم وتهدد أمنهم الرقمي.
ونوه إلى أهمية اتخاذ مختلف الاحتياطات الأمنية للتحكم بالمخاطر وتفادي التهديدات؛ وتجنب كل المضايقات الشخصية والنفسية المنتشرة في البيئة الرقمية.
كما تطرق الباحث عثمان عبد ربه لأبرز قضايا انتهاكات الأمن الرقمي الشخصي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منها: قرصنة واختراق الحسابات والصفحات والأجهزة، حظر الحسابات والصفحات، انتشار الحسابات الوهمية، وانتهاك الخصوصية لدى المستخدمين.
وأضاف أنَّ القواعد والقيود التي وضعتها مواقع التواصل الاجتماعي لضبط المحتوى الفلسطيني بما لا يتعارض مع سياساتها وتوجهاتها، انعكست بشكل سلبي على المحتوى الفلسطيني الذي تعرض للتمييز بسبب الهيمنة الإسرائيلية.
وأوضح الباحث أنه تم حذف المنشورات الداعمة للحق الفلسطيني وحظر المئات من الحسابات والصفحات الإخبارية الفلسطينية، ما أدى إلى تزايد الاهتمام بالأمن الرقمي للحفاظ على الخصوصية وتجاوز التهديدات الرقمية.
وحصل عبد ربه مؤخراً على درجة الماجستير في الصحافة من الجامعة الإسلامية، بعد مناقشة دراسة علمية بعنوان: "اتجاهات النخب الفلسطينية نحو الأمن الرقمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانعكاسها على المحتوى الفلسطيني".
وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن النخب الفلسطينية ملتزمة بمعايير الأمن الرقمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدرجة كبيرة، وأن درجة اختراق أو انتهاك الخُصوصية من قبل إدارة تلك المواقع متوسطة.
ولفتت الدراسة إلى أنَّ أبرز قضايا انتهاكات الأمن الرقمي الشخصي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هو انتشار الحسابات الوهمية وحظر الحسابات والصفحات، كما أشارت إلى أبرز الانتهاكات التي تعرض لها النخب من قبل إدارة مواقع التواصل، منها: إزالة المحتوى، تقييد النشر وحذف الصفحات والحسابات، حظر التفاعل مع الآخرين.
وأوصت الدراسة بضرورة زيادة الوعي والاهتمام بالأمن الرقمي الشخصي والالتزام بإجراءات الأمان الرقمية عبر مواقع التواصل، وأهمية التدقيق في شروط الخصوصية وسياسة الاستخدام قبل عملية التسجيل عبر تلك المواقع.
كما أوصت بالعمل الجاد على جميع الأصعدة لتخطي القيود الظالمة التي تفرضها مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني، وحث الجامعات لتخصيص مساق من أجل تدريس الأمن الرقمي.
وفي نهاية اللقاء قدَّم د. المدهون درع شكر وتقدير للباحث عبد ربه تقديراً لجهوده وإسهاماته البحثية المتميزة في العلوم الإعلامية.