يلجأ البعض إلى اتباع حِميات غذائية قاسية بهدف إنقاص الوزن، وخصوصاً الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، ويحرصون على ممارسة الرياضة بشكل يومي، لكنهم يلاحظون أنهم لا يفقدون الوزن كما كانوا يتوقعون، وقد يمر الكثير من الوقت من دون أن يشعروا أنهم فقدوا جزءاً مهماً من أوزانهم، ويتساءلون عن سبب ذلك رغم الالتزام التام بالحمية.
أسباب عدم فقدان الوزن رغم الحِمية
يرى خبراء الصحة والتغذية أن هناك مجموعة من الأسباب والعوامل التي تقف وراء عدم فقدان الوزن، وفي غالبيتها ليس لها أية علاقة بالإفراط في تناول الطعام، ويقول اختصاصي التغذية وخبير التغذية الرياضي "كلو ماكلويد": "إن أغلب المشاكل المرتبطة بصعوبة التخلص من الوزن الزائد، تعود إلى التوقعات العالية للأشخاص، وغالباً ما يرغب الأشخاص في فقدان 3 أو 4 كيلوغرامات من أوزانهم في أسبوع واحد، أو أن يفقدوا هذا الوزن بشكل سريع للغاية؛ كي يصبحوا أكثر اطمئناناً ويلبي ذلك توقعاتهم؛ لذا يجب إعادة التفكير في مثل هذه الأشياء".
ويُرجع خبير التغذية ماكلويد، عدم تمكن بعض الأشخاص من فقدان أوزانهم الزائدة على النحو الذي ينبغي، سواء أكان ذلك يحدث بشكل بطيء أو أنهم لا يفقدون أي وزن إطلاقاً، إلى عدة أسباب، منها:
- عدم حصول الجسم على قدرٍ كافٍ من الطعام
يرى الاختصاصي ماكلويد أن الأمر الأكثر شيوعاً الذي يجعل الناس —خاصة النساء- لا يفقدون أوزانهم الزائدة، هو عدم تناول ما يكفيهم من الطعام، وبالتالي تبديد حُلم التخلص من الوزن الزائد كما هو الحال مع الإفراط في تناول الطعام.
ويوضح: "رأيت الكثير من الأشخاص يتبعون حِميات غذائية خاطئة، تتكون من 1200 سعرة حرارية فقط، أو أقل، كما أنهم يمارسون الأنشطة البدنية لمدة ساعة ونصف الساعة على الأقل يومياً، وعلى الرغم من ذلك فهم يشتكون من عدم فقدان أوزانهم".
ويفسر ماكلويد ذلك، بأنَّ الجسم لم يحصل على الطاقة الكافية اللازمة لأداء النشاط والوظائف المطلوبة منه؛ لذا يبدأ نظام التمثيل الغذائي في الإبطاء، وبالتالي يجد الشخص صعوبة شديدة في التخلص من الوزن الزائد.
ويقول: "الفكرة بسيطة للغاية، (كل أكثر كي تستطيع أن تمارس الأنشطة البدنية أكثر).
"تحتاج أجسامنا لقدرٍ كافٍ من الطاقة كي تعمل بكفاءة، وكي تستخدمها في ممارسة الرياضة والأنشطة المختلفة؛ لذا فنحن نحتاج إلى وقود أكثر، وليس أقل، كما أنه من الصعب جداً ممارسة الأنشطة البدنية الشديدة جداً عندما لا يحصل الجسم على القدر الكافي من الغذاء والطاقة؛ فهو سيشبه حينئذٍ السيارة التي تسير بنصف كمية الوقود التي تحتاجها للوصول إلى مكان معين".
- التوتر والضغوط الزائدة
التوتر الزائد، يجعلك تتناولين قدراً أكبر من الطعام؛ مما يجعل قدرة الجسم على فقدان الوزن الزائد تقل؛ فالضغوط لها تأثير ملحوظ على هرمونات الجسم المختلفة وكيفية استفادته من الأشياء المختلفة، وبالتأكيد تُسهم أيضاً في جعل فقدان الوزن الزائد أمراً بالغ الصعوبة؛ لأنها تدفع الإنسان لتناول كميات أكبر من الطعام؛ حتى ولو كان طعاما صحياً".
- الإفراط في ممارسة الرياضة
الإفراط في ممارسة الرياضة تعرّض الإنسان للمزيد من الإجهاد، وتهدد مساعي التخلص من الوزن الزائد.
إن الإفراط في ممارسة الرياضة قد يؤدي في نهاية المطاف إلى إلحاق الأذى بالجسم أكثر من الفوائد التي يجنيها؛ لذا فإننا إن لم نمد الجسم بالقدر المناسب والكافي من الغذاء؛ فإنَّ الرياضة قد تكون مرهقة جداً، وتتسبب في إنتاج كميات أكبر من هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، وهو ما قد يتسبب غالباً في زيادة الوزن.
- عدم حصول الجسم على قدر كافٍ من النوم
لا يتوقف التأثير السلبي لنقص النوم على المزاج والتركيز فقط، ولكنه يرتبط أيضاً بوزن الإنسان؛ فعدم الحصول على القدر الكافي من النوم له تأثير سلبي على التمتع بوزن صحي، وهناك الكثير من الأبحاث العلمية التي أكدت على أهمية النوم لساعات كافية؛ كي نجعل أجسامنا قادرة على أداء وظائفها بشكل أفضل.
"عندما تكونين متعبة، يفرز جسمك الكثير من الهرمونات التي تجعلك تشعرين بالجوع، وهذا سيجعلك تحصلين على قدر زائد من الطعام في الوقت الذي لا تحتاجين إليه، لذا كوني حريصة في الحصول على القدر الكافي من النوم، وحاولي اتباع إستراتيجية تسهم في السيطرة على التوتر والضغوط النفسية، سواء بممارسة الرياضة أو التأمل".
خطوات مهمة لفقدان الوزن
يجب اتباع عدة خطوات تعتمد على إجابتك بنعم أو لا؛ حتى تتمكني من رؤية انعكاس ما تفعلينه على جسدك؛ حتى تشاهدي جسمك نحيفاً وقوياً ومتناسقاً، ومنها:
- هل تأكلين البروتين في الصباح؟
يعدُّ تناول البروتين في الصباح أحد الأسباب الرئيسية لفقدان الوزن؛ حيث إن اتباع نظام غذائي عالي البروتين، وخاصة في بداية اليوم، لا يؤدي فقط إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية على مدار اليوم؛ بل يؤدي أيضاً إلى الحفاظ بشكل أفضل على كتلة الجسم خالية من الدهون؛ مما يحمي عملية التمثيل الغذائي بشكل أكبر، كما يقلل من اضطرابات المزاج والغضب والتوتر ومستويات الإرهاق طوال اليوم، وهي أمور تؤدي بطريقة ما إلى زيادة الوزن.
- هل أنت ممتنة لنظامك الغذائي؟
هل تعلمين أن حالتك النفسية لها تأثير كبير على إنقاص الوزن؛ فهي تساعد في إصرارك على إكمال برنامج إنقاص الوزن الذي وضعه لك خبير التغذية الخاص بك.
إنَّ إحساس الشخص بأنه يتعين عليه التمسك بكميات صغيرة من الطعام، يتسبب في إنتاج بيئة عقلية غير صحية تزيد من احتمال الأكل العاطفي والشراهة في الأكل.
والامتنان ليس مجرد تقنية خيالية؛ بل هو إستراتيجية تعالج على وجه التحديد الشعور بالندرة، “يجب أن يكون هناك شعور بالامتنان والوفرة لجعل التقليل المتعمد لتناول الطعام أقل قمعاً".
- هل تنتظرين حتى تتضوري جوعاً قبل أن تأكلي؟
ربما يكون هذا هو أسوأ شيء يمكنك القيام به، عندما تتبعين أي نظام غذائي؛ لأنه يجعلك شرهة عندما يأتي الطعام.
إن الانتظار طوال اليوم بدون طعام على أمل أن تفقدي الوزن، هو إستراتيجية خاطئة، وتأتي بنتائج عكسية لأنَّ الأشخاص سيصابون حتماً بالجوع لدرجة أنهم يأكلون كثيراً.
والعكس صحيح؛ لأن تنظيم أوقات الوجبات والطعام المُعَد مسبقاً، يساعد في ضمان بقاء إشارات الجوع تحت السيطرة، ويمكن الأشخاص من اختيار وجبات صحية ومتوازنة.
- هل تأكلين ما يكفي في كل وجبة؟
تقول القاعدة، إن “الجوع لا يؤدي أبداً إلى فقدان الوزن”، وأسوأ ما يمكن أن يفعله الناس هو عدم تناول الطعام، على أمل إنقاص الوزن، هذا خطر كبير لأنه يؤدي إلى اختلال توازن السكر في الدم؛ مما قد يؤدي إلى ارتفاع وانخفاض نسبة السكر في الدم كل يوم بشكل مفاجئ، وهو أمر خطير للغاية لأنه يفسد هرموناتك، وعندما تخرج هرموناتك عن السيطرة، لا ينخفض الوزن.
- هل تشربين الصودا بانتظام؟
إذا قمت بذلك؛ فعليك أن تفحصي نفسك فوراً؛ فالمشروبات مثل الصودا تحتوي على نسب عالية من السكر، بالإضافة إلى أضرارها الصحية.
- هل تختلقين الأعذار لكسر النظام الغذائي؟
يجب أن تكوني جادّة في التزامك بالنظام الغذائي الذي اخترته لنفسك أو نصحك به طبيبك، وعليك أن تحددي لنفسك هدفاً وتسعين لتحقيقه، ولا تؤجلي ذلك ليوم غد؛ بل ابدأي من الآن.