غادة عادل فنانة تحمل مواصفات نجمة وضعتها في الصفوف الأولى من النجومية. قدمت سلسلة من الأعمال الناجحة التي كانت بطاقة عبورها لقلوب الجماهير. واليوم، هي ترى أنها في مرحلة جديدة من حياتها تعلمت فيها من التجارب السابقة وجعلتها أكثر نضجاً وتوهجاً.
في هذا الحوار حيث كشفت الكثير من الأسرار:
حدثينا عن فيلم «أهواك» وهل تعارض توقيت تصويره مع مسلسل «العهد»؟
عندما عرض عليّ فيلم «أهواك»، كنت أقوم بتصوير مسلسل «العهد» الذي عرض في رمضان الماضي. وقد قبلته لأنني من عشاق المخرج محمد سامي. فهو من المخرجين المتميزين بالإضافة إلى الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها المطرب تامر حسني.. ولكن دوري فى مسلسل «العهد» كان من الأدوار الصعبة، لذلك قررت أن أنتهي من تصوير المسلسل أولاً ثم أقوم بتصوير فيلم «أهواك»؛ لأني أحب التركيز في العمل والاهتمام بأدق التفاصيل حتى يكون إضافة في تاريخي الفني.
وكيف تم الاستعداد لشخصية سيدة مطلّقة؟
بجلسات العمل مع المخرج وفريق العمل ورسم الشخصيات على الورق، وكنت متخوفة جداً من هذه الشخصية. وفي الحقيقة، إن أي شخصية أقدمها للجمهور يعيش بداخلي الرعب حتى اللحظات الأولى من عرضها، ولكني اجتهدت حتى أؤدي دور المرأة المقهورة من الرجل بشكل فيه حيادية وواقعية.
البعض قال إن اختيار غادة عادل غير منطقي للوقوف بجوار تامر حسني في بداية الأمر؟
أهتم بالأعمال التي أقدمها من حيث الشكل والمضمون، وأفكر جيداً قبل الموافقة على أي عمل أقدمه. لذا، عندما تم عرض الفيلم الكل أثنى عليه. والحمد الله، لقد حقق أعلى إيرادات في موسم عيد الأضحى المبارك.
هل أسعدك حصول الفيلم على أعلى الإيرادات، وهل كنت تتوقعين ذلك؟
بالطبع، لأنه جزء من النجاح. والأصعب من ذلك هو الاستمرارية واختيار أعمال على قدر عال من الكفاءة وتقديم قصص مختلفة عن المجتمع المصري. فالفيلم تجربة مختلفة عن كل ما يقدم على الساحة الفنية ويناقش قضية مهمة، وتمثل نسبة من مجتمعنا العربي في هذه الظروف التي نعيش فيها، بالإضافة إلى فريق العمل المتميز الذي يرأسه المخرج محمد سامي.
وماذا عن كواليس العمل في الفيلم؟
«أهواك» من الأفلام التي استمتعت بها. ولم أستوعب أن تصوير العمل انتهى بهذه السرعة، خاصة أن تامر من الشخصيات التي تجعلك تعمل بروح يغلب عليها الحميمية.
مناطق جريئة
أعلم أنك ترفضين الكثير من الأعمال، لماذا؟
لأني أفضل في السينما أن أغيّر جلدي وأجسد أدواراً مختلفة تساعدني على التطور والتميز وأهوى اللعب في المناطق الجريئة؛ لأن الفنان لابد وأن ينظر للجمهور بعين مختلفة.
وماذا عن كواليس «العهد»؟
أول من عرض عليّ مسلسل «العهد» هو المنتج طارق الجنانيني وقال لي حرفياً: «أنا لا أستطيع أن أحكي لك الدور ولكني سوف أرسل الورق». وقبل هذه المكالمة كان لديّ حلم أن أعمل مع هذا الفريق الذي كان يقدم أعمالاً ناجحة على مدار العامين الماضيين».
وعندما أرسل لي الورق تحمست أكثر لجمال القصة والحبكة الدرامية التي كانت على مستوى عال، وأنا أقدم فيها دوراً مركباً لفتاة تدعى «سحر» تتقمص شخصية أخرى. هو عمل مشوق ومثير وغير متوقع أؤدي فيه دوراً جديداً وغريباً عما قدمته من قبل على مستوى كل الأعمال الفنية. وبمنتهى الصراحة، كل الشخصيات التي تشارك في مسلسل «العهد» على قدر عال من الإتقان، وكواليسه حلوة. ملخص «الحدوتة» يتحدث عما يدور في حياتنا اليومية من صراع بين السلطة والمال، ولكن بشكل مختلف في جو أشبه بالأساطير من خلال شكل الملابس والديكور. كما أن الكاتب محمد أمين راضي رسم الشخصيات بشكل مختلف عما قدمه بشهادة كل من تعاون معه في الأعمال السابقة، سواء في طريقة السرد والحكاية أو العصر الذي نعيش فيه فلا نعرف عن أي حقبة يتحدث.
ولماذا رفضت مسلسل «أرض النعام»؟
أنا لا أستطيع أن أقوم بأداء عملين دراميين في نفس العام. وفي هذا العام بالتحديد، قدمت دور «سحر» في مسلسل «العهد» وهي شخصية مركبة وصعبة. لذا، كان من المستحيل أن أوقّع على عمل آخر. كما أن الوقت لا يسمح بذلك إلى جانب أنه يتطلب مني مجهوداً كبيراً.
هل التواجد الدرامي يغني عن السينما؟
أنا أحب السينما، ولكن الأعمال الدرامية تحتوي على الكثير من المميزات، منها التكنيك الذي يجعلها كأنها سينما في طريقة السرد والحوار والتصوير والإخراج. إلا أن هذا بالطبع لا يغني عن السينما، ولكن أتمنى الحصول على أدوار مميزة في الأعمال السينمائية.
زوجي يلومني بسبب "الأفيش"
لماذا انسحبت من مسلسل «سرايا عابدين»؟
لأسباب كثيرة أولها أنني أحسست أنه يكفي ما قدمته في المسلسل، وثانياً أن وقت عرض العمل كنت مسافرة خارج البلاد وكانوا يريدون التصوير بعد رمضان مباشرة. كما أن ردود الفعل تجاه العمل لم تنل إعجابي ولم تسعدني، بالإضافة إلى أنني لم أجد وقتاً لقراءة النص الخاص بالجزء التاني. ووقتها كان من الأفضل الانسحاب. فأنا لا أفضل العمل بتسرّع.
كيف تختارين أعمالك؟
أفضّل الأدوار الغريبة والجديدة عليّ في الأداء، والتي أشعر أني سأضيف إليها وتضيف هي إلى تاريخي الفني مثل «سحر» في «العهد»، فأنا أحببت شخصيتها جداً لأن نوعية الدور مختلفة في شكل «الحدوتة» وطريقة السرد، ولأنني لم ألعب من قبل هذه النوعية الأسطورية.
ما هو أصعب مشهد في مسلسل «العهد»؟
في «العهد» كل المشاهد صعبة جداً ومرهقة، من حيث تركيبة الشخصية، التي من المفترض أن تتمتع بالقوة وطريقة تعبير تؤثر على الأعصاب، وفيها مجهود كبير لم أصادفه من قبل في الأداء. أعتقد أن العمل كله نال إعجاب الناس وقت العرض.
التوازن بين البيت والعمل
كيف تحقق غادة عادل التوازن بين الفن والبيت والأولاد؟
أخطط لحياتي بشكل يسمح لي بالتوازن فلا أتفرغ إلا لعمل واحد. والطبيعي أن يكون هناك جدول مناسب بين موعد التصوير والتواجد في البيت مع الأولاد وزوجي. لذا، أنا أعمل لساعات محددة. وهذا من أهم أسباب انسحابي من الجزء الثاني من «سرايا عابدين».
ما هي أكثر الأدوار التي تعتبرينها «وش السعد» عليك؟
«الباشا تلميذ» كان «وش السعد» عليّ، وهو الذي أوصلني إلى سلسلة من الأعمال المختلفة، منها: «ملاكي إسكندرية»، «شقة مصر الجديدة»، «ابن القنصل»، «جعلتني مجرماً» وكل خطوة كانت مهمة في حياتي.. أحب كل أعمالي، وقد تعلمت منها جميعها، حتى تلك التي لم تحقق نجاحاً.
من هو المخرج الذي ترك بصمة في حياة غادة عادل؟
الأستاذ محمد خان والمخرجة ساندرا نشأت ووائل إحسان والحاج عمرو عرفة في فيلم «ابن القنصل» ومجدي الهواري في «الوتر» كان مرحلة مختلفة لكل منا.
هل ندمت على عمل رفضته في السنوات الماضية؟
هناك أعمال كثيرة رفضتها على مدار السنوات السابقة، ولكنني لم أندم على شيء تركته.
ما هو حلمك الذي لم يتحقق بعد في السينما؟
أن أقدم أدواراً مختلفة وأفلاماً حلوة لها قيمة فنية نفخر بها في المحافل الدولية.
ما علاقتك بزملائك الذين يشاركونك أعمالك؟
أحب كل زملائي، وليس هناك مشكلة مع أي منهم، بل أحب التعاون مع كل الناس سواء كبيراً أو صغيراً. الأهم أن نصنع أفلاماً ذات جودة عالية. وأنا أرفض أن يصنع دور خصيصاً لي أو أبتدع فكرة أشتغل عليها لنفسي، بل أفضّل السيناريوهات الجاهزة التي تخطفني كما حدث مع «ابن القنصل». فقد فزعت عندما قرأت السيناريو وتحدثت إلى الحاج عمرو عرفة وقلت له «أنا ازاي أعمل الدور ده» وكنت خائفة جداً من الدور، ولكن كلامه وتشجيعه لي كانا دافعاً قوياً لي. فأنا أحب أن ألعب الشخصية التي تأخذني إلى عالم آخر.
هل تهتمين بترتيب الأسماء على «الأفيش»؟
لا أهتم بترتيب الأسماء على «الأفيش»، ولا يعني لي ذلك شيئاً حتى لو كان اسمي آخر الأسماء. أنا أركز على الشخصية والأداء، ويكفي أن أكون وسط زملائي في عمل مميز. وأحياناً كثيرة يقول لي زوجي المخرج مجدي الهواري يجب أن تهتمي من أجل مكانتك، فأغضب من هذا الكلام لأن ترتيب الأسماء لن يكبرني.
بمَ تفسرين اختفاء بعض نجوم جيلك؟
لم يختف أحد، ولكن لكل منا خطه في العمل والظهور واختيار الأعمال. أعتقد أن لكل منا عملاً على الأقل في موسم أو سنوياً. بعض الناس يرون أن النجومية أن يظهر الفنان في أوقات متباعدة وهذا ليس صحيحاً. أعتقد أن كل نجوم جيلي لهم حضورهم، مثل: منة شلبي وهند صبري ومنى زكي، وفي الغالب قلة الظهور مفيدة حتى لا تحرق النجم.
