إسرائيل استيقظت متأخرةً على الخطر الإيراني

يوسي يهيوشع.jpeg
حجم الخط

بقلم: يوسي يهوشع

 



في الأسابيع الأخيرة سمعنا رئيس الأركان، أفيف كوخافي، يأمر الجيش بإعداد الخيار العسكري أو بكلمات بسيطة: الاستعداد للهجوم في إيران.
وكما نشرنا، الأسبوع الماضي، فقد أقرت اللجنة الوزارية لشؤون التسلح صفقات شراء استثنائية لغرض المهمة، وذخيرة للطائرات وصواريخ اعتراض لـ"القبة الحديدية" بأكثر من 5 مليارات شيكل، من خارج ميزانية الجيش الإسرائيلي.
وهنا ينبغي أن نطرح سؤالا مهماً، لسبب ما لم يطفُ إلى السطح حتى الآن، ألا وهو: لماذا الآن فقط؟ هل فقط هذا الشهر سرّع الإيرانيون برنامجهم النووي؟ الجواب بالطبع لا.
المسؤولية عن هذا القصور ليست فقط ملقاة على الجيش، بل على القيادة السياسية في تلك السنة، 2019 – حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو. مع التوقيع على الاتفاق النووي بين القوى العظمى وإيران في العام 2015 اعتقد رئيس الأركان في حينه، غادي آيزنكوت، بأنه أهون الشرور، وأنه من الصحيح استغلال هذه الفترة لتحويل بعض مقدرات الإعداد للهجوم في إيران لمعالجة الدائرة الأولى مثل "حماس" و"حزب الله" ورفع مستوى الجيش البري. تم كل هذا في إطار خطة "جدعون" متعددة السنين، والتي أقرها وزراء الدفاع المختلفون ورئيس الوزراء نتنياهو، وبدت كالخطوة الأصح في إطار إدارة المخاطر وقيود الميزانية. في العام 2018 أعلن الرئيس الأميركي في حينه، دونالد ترامب، بتشجيع من إسرائيل عن الانسحاب من الاتفاق. حتى الآن جرى النقاش حول هذا القرار في مسألة هل كان صحيحا أم لا – وبأثر رجعي تبين أنه خطأ – أما الآن فنُعنى بمرحلة الجاهزية الإسرائيلية.
منذ 2019 بدأ الإيرانيون في سباق نحو القنبلة وبتصعيد تخصيب اليورانيوم. عرفت شعبة الاستخبارات ذلك، وكذا رئيس الأركان الوافد كوخافي ووزير الدفاع غانتس، بل طرُح هذا في جلسات الكابينت أيضاً.
منذ هذه المرحلة كان محظوراً الانتظار، وكان ينبغي تغيير خطط التسلح والتدريب لسلاح الجو، إذ إن هذه قرارات يستغرق تنفيذها سنوات عديدة.
الآن أيضا، رغم التصريحات، فإن بدء تدريبات الدائرة الثالثة تقرر لعدة أشهر أخرى وهو ليس فوريا، وكذا الذخيرة وصواريخ الاعتراض ستصل بعد عدة سنوات. إذاً، لماذا لم يبدؤوا بالإعداد قبل سنتين؟ لماذا أضاعوا زمناً باهظاً بهذا القدر؟
مثلما كتب في البداية، فإن المسؤولية عما كان مطلوبا ملقاة على الجيش، ولكن من الواضح أن الواجب على القيادة السياسية أن تتأكد من أنه في أعقاب التطورات التي نشأت في بداية 2019 لدى دولة إسرائيل يوجد الجواب العملياتي اللازم، والخطط ذات الصلة والوسائل.
هذا كما أسلفنا لم يحصل، وغانتس، الذي عين في منصب وزير الدفاع في أيار 2020، يتحمل هو أيضا المسؤولية عن ذلك.
تدعي محافل رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي أنها طرحت المسألة، ولكن القيادة السياسية لم تصادق بسبب الأزمة السياسية. وهكذا، في عدد لا يحصى من جلسات الكابينت التي عقدت بشأن الموضوع الإيراني لم يؤمر الجيش بالاستعداد للعمل، ولم تخصص لذلك ميزانيات. وهذا يفهمه الآن الأميركيون الذين يساعدون في التسلح، وكذا الإيرانيون الذين يكفيهم أن يقرؤوا الاستخبارات العلنية. إذا أضفنا لذلك تأخيرات في صفقات المشتريات التي تقررت من قبل سنين ولكنها تأخرت، مثل طائرات الشحن بالوقود المهمة جدا للهجوم، ومروحيات ساعر الحديثة حيث خُصص لكليهما تمويل من أموال المساعدة الأميركية، فإننا نتعرف على سلسلة مواضع خلل خطيرة يفترض أن تفحص منذ الآن وعدم انتظار لجنة التحقيق ما بعد الحرب التالية.

عن "يديعوت"