فيلم اميرة الاردني كامل بطولة صبا مبارك يثير جدلا واسعا بعد عرضه على ايجي بست، والذي صوّر بالكامل في الأردن، حول عمليات تهريب نطف الأسرى من داخل السجون الإسرائيلية، حيث تتم بعدها عمليات تلقيح زوجات الأسرى صناعياً، بإشراف أطباء متخصصين.
أميرة، والتي تقوم بدورها الوجه الجديد "تارا عبود"، فتاة مراهقة كانت تعتقد أن والدتها "صبا مبارك" أنجبتها نتيجة عملية تلقيح صناعي من نطفة مهربة لوالدها في سجون الاحتلال، وهذا منحها شعوراً بالفخر باعتبارها ابنة مناضل فلسطيني.
في إحدى زيارات أميرة مع والدتها للسجن، يطلب الزوج من زوجته إنجاب طفل آخر بذات الطريقة، حيث ترفض أم أميرة الطلب في البداية ثم تعود لتوافق عليه.
تنجح عملية تهريب النطفة، لكن مفاجأة الفيلم تكمن في أن النطفة التي فحصها الأطباء هي لشخص عقيم لا يمكنه الإنجاب إطلاقاً، مما دفع أميرة وعائلة أبيها الشك أولاً في سلوك الأم، وتبدأ عملية مطابقة البصمة الوراثية مع جميع المحيطين بالزوجة لكن دون جدوى.
تواصل أميرة عملية البحث عن والدها البيولوجي، إلى أن تتوصل أن حارس السجن الإسرائيلي الذي هرب النطفة قام باستبدالها بنطفته، ومن هنا تنقلب حياتها رأساً على عقب.
أُطلقت حملة الكترونية ضخمة تطالب بسحب الفيلم، حيث علق عدداً كبيراً من المغردين على جميع وسائل التواصل الاجتماعي بهاشتاغ #اسحبوافيلمأميرة، وطالب الكثير بأن يتم محاسبة القائمين على العمل، وأن تقدم الحكومة الأردنية اعتذاراً رسمياًَ عما جاء فيه، مؤكدين أنه يمثل إساءة كبيرة للأسرى الفلسطينيين.
صرح الاتحاد العام للمراكز الثقافية: "ندين ونستنكر التدليس والتشويه الذي عرضه فيلم أميرة".
كما أضاف الاتحاد العام للمراكز الثقافية: "عملية تهريب النطف من داخل المعتقلات والسجون الإسرائيلية تعتبر تحدياً وطنياً من قبل الأسرى وعائلاتهم للسجان والاحتلال، وأن ما جاء في الفيلم يسيء لكرامة الأسرى، وبطولاتهم، وتاريخهم في التضحية والفداء".
متابعاً: "نناشد الدول العربية وشعوبها ودول العالم وشعوبها بالتصدي لهذا التزوير والتشويه وعدم السماح بعرض فيلم أميرة ومقاطعته".
كما أشارت جمعية واعد للأسرى: " نؤكد على ضرورة تقديم اعتذار واضح وصريح من كل الجهات المشاركة في انتاج فيلم أميرة وسحبه نهائياً".
وقالت جمعية واعد للأسرى : "ندعو السلطة بسحب الجنسية الفلسطينية من كل الأشخاص المشاركين في انتاج فيلم أميرة".
"ندعو النقابات والأجسام الفنية والثقافية الفلسطينية والعربية والدولية لتسليط الضوء على قضية الأسرى الأبطال، وهم بحاجة للاهتمام والمواكبة والتغطية فنياً وثقافياً.
"ندعو وزارة العدل الفلسطينية واتحاد المحامين الفلسطينيين والعرب لانتداب طواقمها القانونية المختصة لمتابعة قضية فيلم أميرة".
قال رئيس نادي الأسير، قدورة فارس، "إن فيلم أميرة الذي يطرح مسألة الإنجاب عبر النطف المحرَّرة لأسرى فلسطينيين من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، يخدم الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف فارس: "إن من لجأ إلى هذه الحبكة السينمائية، عبر استغلال قضية وطنية حساسة، تعامل معها بطريقة مَرَضية لغايات تسويقية".
يرى كثيرون أنه كان من الأجدر أن يسلط الضوء على إبداع وعبقرية الأسرى الفلسطينيين، وتحديهم للجدران، والأسلاك الشائكة، بدلاً من الإساءة إليهم، ولتاريخهم، ولبطولاتهم.
كل التحية والمجد لكم أيها الأحرار والثوار في سجون، ومعتقلات، وزنازين الاحتلال الصهيوني، حتماً ويقيناً الحرية والتحرير لكم باذن الله.